أفادت مصادر أمنية في محافظة صلاح الدين العراقية أن قوات حكومية -مدعومة بأعداد كبيرة من أفراد مليشيا الحشد الشعبي- تمكنت من السيطرة على بلدة الدور و مطار جنوب تكريت مركز المحافظة، في حين قتل 18 شخصا أغلبهم من الجيش في اشتباكات مع مقاتلي تنظيم داعش قرب الفلوجة في محافظة الأنبار. وقالت المصادر: إن القوات الحكومية مدعومة بغطاء جوي كثيف تمكنت من السيطرة على مطار الدور -الذي يقع على مسافة 9 كيلومترات شمالي مدينة الدور- بعد مواجهات مع مقاتلي تنظيم داعش انتهت بانسحابهم إلى داخل مدينة الدور. وقالت قوة المهام المشتركة: إن التحالف الدولي شنّ منذ الخميس 12 غارة جوية ضد داعش قرب مدن الموصل والفلوجة وحديثة وغيرها في العراق وأصابت سبع وحدات لمقاتلي التنظيم المتشدد ودمرت مبنيين وأهدافا أخرى، وتصاعدت انتهاكات المليشيات الطائفية المتحالفة مع قوات الأمن العراقية بالمناطق السنّية في الشهور الأخيرة، مما اضطر الأهالي إلى ترك منازلهم خشية الخطف أو القتل، وواصل الجيش العراقي معاركه في تكريت ضد داعش وباقي مناطق صلاح الدين الإستراتيجية، وسيطر على منافذ للتنظيم شمال المدينة، وقطعت طرق إمداده، وذكرت الحكومة العراقية أن مسلحي «داعش» بدأوا في تدمير مدينة نمرود الأثرية شمالي العراق، وأدانت منظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) أمس الجمعة تدمير آثار نمرود الآشورية في العراق من قبل مسلحي «داعش»، معتبرة أنها «جريمة حرب». وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش: إنها وثقت ما سمتها ب«المذابح» التي ارتكبتها المليشيات الحكومية وقوات الأمن بحق مدنيين سنّة بعد سيطرتها على بلدات في مناطق المعارك. وتتزايد مخاوف العراقيين السنّة بالتزامن مع تقدم القوات العراقية والمليشيات المتحالفة معها بمحافظة صلاح الدين لاستعادة السيطرة على المناطق التي يتمركز فيها مقاتلو تنظيم «داعش». ويخشى هؤلاء من موجة انتقام من قبل المليشيات الشيعية المرافقة لقوات الأمن، وذلك ردا على عمليات الإعدام الجماعي التي طالت المئات من الجنود الشيعة لدى سيطرة «داعش» على تكريت قبل أشهر. ميدانيا -وبعد أربعة أيام من المعارك التي وُصفت بالعنيفة في تكريت وباقي مناطق صلاح الدين الإستراتيجية- سيطرت القوات العراقية المشتركة على منافذ للتنظيم شمال المدينة، وقطعت طرق إمداده، كما تمكّنت من استعادة السيطرة على حقلي «عجيل» و«العلاس» النفطيين، بينما استمر القصف المدفعي والجوي على مواقع التنظيم المتطرف، في حين أصبح تنظيم «داعش» محاصراً في 10% من مساحة صلاح الدين. وأحرز الجيش العراقي والحشد الشعبي الخميس تقدماً ميدانياً كبيراً يتلخص في السيطرة على جسر «الفتحة» وقطع الطريق من تكريت في اتجاه العباسي ثم الحويجة في كركوك. ويُعد الجسر، المنفذ الأخير لعناصر «داعش» للخروج من الجهة الشمالية الشرقية لتكريت. واندفعت القوات العراقية من سامراء في اتجاه شمال صلاح الدين وسيطرت على ما يُعرف بذراع بحيرة «الثرثار» غرب المحافظة. وبات تنظيم «داعش» محاصراً الآن في مساحة لا تزيد على 10% من مجمل مساحة محافظة صلاح الدين التي تبلغ 7 آلاف كيلومتر مربع. كما خسر التنظيم أيضاً واحداً من أهم مصادر تمويله في صلاح الدين بعد أن تمكنت القوات العراقية من استعادة السيطرة على حقلي «عجيل» و«العلاس» النفطيين. وأعلن مصدر أمني في محافظة الأنبار أن «القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر تمكّنوا من تحرير منطقة المعمل العراقي وجسر الصبيحات في ناحية الكرمة شمالي قضاء الفلوجة». وأضاف المصدر -الذي تحفّظ على ذكر اسمه- إن «قوة من التدخل السريع الأولى وبمساندة قوتين من الفرقة السادسة والفرقة ال17 والحشد الشعبي والطيران الحربي العراقي وطيران التحالف الدولي، نفّذت عملية أمنية تمكنت خلالها من تحرير جسر ناحية الكرمة الإستراتيجي ومعمل التصنيع العسكري السابق القريب من الجسر». وفي سياق متصل، أكد الناطق باسم عمليات بغداد، العميد سعد معن، أن «عملية أمنية كبيرة باسم الشهيد اللواء نجم السوداني انطلقت لتحرير مناطق شرق الكرمة من براثن «داعش» الإرهابي». وتابع الناطق باسم العمليات إن «القوات الأمنية حققت تقدماً ملحوظاً وفق ما كان مخططا له، وإن الخطوط الأمامية لعصابات «داعش» شهدت انهياراً كبيراً»، مؤكداً ضبط عدد من الآليات والعجلات، وقيام الجهد الهندسي بمعالجة العبوات الناسفة والمنازل المفخخة هناك. وأعلنت الحكومة العراقية، أن تنظيم «داعش» قام ب«تجريف» مدينة نمرود الآشورية الأثرية في محافظة نينوى شمال البلاد. وقالت وزارة السياحة والآثار: إن «عصابات «داعش» الإرهابية تستمر في تحدي إرادة العالم ومشاعر الانسانية بعد إقدامها على جريمة جديدة من حلقات إجرامها الرعناء»، وهي «الاعتداء على مدينة نمرود الأثرية وتجريفها بالآليات الثقيلة مستبيحة بذلك المعالم الأثرية التي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وما بعده». وتقع مدينة نمرود -التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد- عند ضفاف نهر دجلة، وعلى مسافة نحو 30 كلم جنوب الموصل، كبرى مدن شمال العراق وأولى المناطق التي سقطت في أيدي التنظيم المتطرف في الهجوم الساحق الذي شنه في حزيران/يونيو. وقالت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا: «لا يمكننا البقاء صامتين»، مؤكدة أن «التدمير المتعمد للتراث الثقافي يشكل جريمة حرب»، ودعت «كل المسؤولين السياسيين والدينيين في المنطقة إلى الوقوف في وجه هذه الهمجية الجديدة». وذكرت وزارة السياحة والآثار العراقية في صفحتها بموقع «فيس بوك» أن المسلحين اجتاحوا المدينة القديمة جنوبي الموصل. وأضافت الوزارة: «عصابات «داعش» الإرهابية تستمر بتحدي إرادة العالم ومشاعر الإنسانية بعد إقدامها على جريمة جديدة من حلقات جرائمها الرعناء، إذ قامت بالاعتداء على مدينة نمرود الأثرية وتجريفها بالآليات الثقيلة، مستبيحة بذلك المعالم الأثرية التي تعود إلى القرن ال13 قبل الميلاد وما بعده». يُذكر أن مدينة نمرود موقع آشوري مهم ترجع أصوله إلى ثلاثة آلاف عام.