اعتبر المعارض الإيراني الدكتور علي نوري زادة مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية في لندن ل «عكاظ» أن هناك ما يسمى «بهندسة الانتخابات» في إيران وتقوم هذه الهندسة على استبعاد كل من يعارض الولي الفقيه، مشيرا إلى أن إيران لم تشهد يوماً لعملية حقيقية للانتخابات سواء في مجلس الخبراء أو في مجلس الشورى الإسلامي والمرشد كان واضحاً بقوله: «إننا سنسمح للمعارضين بالتصويت ولكن لن نسمح لهم بدخول البرلمان». وهذا ما يسعى له مهندسو الانتخابات المقبلة من أجل تشكيل برلمان من صوت واحد، برلمان يصوت للولي الفقيه لذلك تم استبعاد حفيد الخميني من الترشح، فالبرلمان في إيران غير مطلوب منه ممارسة سلطته أو صلاحياته فقط التصويت للولي الفقيه. وأضاف: «خامنئي الذي يعيش سنتيه الأخيرتين كما أكد الأطباء لإصابته بالسرطان، يسعى لفرض قاعدة تمنع من وصول أي شخص له نظرة إصلاحية، وهناك تسويات مازالت تحصل لاستبعاد كل من كان له صوت غير صوت أنصار الولي الفقيه وخامنئي يريد لمجلس الخبراء أن يكون تحت إرادته لذلك يسعى لتنصيب ابنه مجتبى خلفا له. وفيما يتعلق بمجلس الشورى الإسلامي فقد تم اختيار أعضاء له مؤكدا ولاءهم المطلق للولي الفقيه لذلك لا نرى في الشارع الإيراني أي ارتياح أو أي رغبة في المشاركة بالانتخابات بحيث من المتوقع أن تكون نسبة المشاركة أقل من كل الانتخابات الماضية». ونفى زادة ل «عكاظ» «أن يكون استبعاد ترشح أحمد الخميني وغيره من الإصلاحيين سيحرك الشارع الإيراني الرافض أساسا للسياسات الإيرانية المتشددة. فبعد الانتفاضة الخضراء والقمع الوحشي الذي تعرضت له الحركة الإصلاحية بات هناك نوع من الصمت والحذر داخل المجتمع الإيراني الذي ينظر بريبة إلى ما يحدث في ليبيا وسوريا والعراق، لذلك نجد أن المجتمع الإيراني دخل في مرحلة التأمل إن صح التعبير علما أن كل شيء بعد غياب خامنئي عن المشهد الإيراني سيتغير، لذلك يسعى خامنئي إلى رسم الصورة من بعده عبر انتخاب مجلس مطيع وخبراء مطيعين غير آبه بالشارع من هنا فإن الإيرانيين كما يبدو أنهم سيتجهون إلى مقاطعة هذه الانتخابات» . وعن جولة روحاني إلى أوروبا قال: «أوروبا تاجر والسوق الإيراني سوق كبير وحتى الآن الصين وأوكرانيا وبيلاروسيا استفادوا منه ولكن ما سيجري في جولة روحاني لن يتعدى عملية الشراء وعملية الشراء هذه لا أحد يعلم إن كانت ستبقى أو تلغى، أما ما يحكى عن استثمارات أجنبية فهو أمر مستبعد لأن البيئة الإيرانية أثبتت أنها غير جاهزة لمثل، فبعد حادثة السفارة السعودية وهي ليست الأولى فإن الغرب يعتبر نفسه غير محصن أو مصان في إيران ويخشون أن يقدم الحرس الثوري لاعتقالهم بأية ذريعة، وقد فشل الرئيس روحاني بتغيير هذه البيئة أو في وضع حد أدنى لتجاوزات الحرس الثوري والباسيج لأن أوامره غير مسموعة وهو الآن يعتبر رجلا مهزوماً وعليه فإن مصيره لن يكون أفضل من مصير خاتمي الذي كان يحظى بشعبية كبيرة ورغم ذلك دفعوه للفشل لأن الغول الذي يجلس على كرسي الولي الفقيه لن يسمح بالإصلاح أو التغيير». وختم زادة معتبرا أن لا دور مؤثرا يمكن أن تلعبه إيران في المنطقة بعد رفع العقوبات لأن وضع إيران الاقتصادي سيئ جدا يجعلها بحاجة إلى معجزة وليس إلى رفع عقوبات، فاقتصاد إيران اليوم مفلس وأسعار النفط متدنية جدا وبغياب التعاون بين إيران والمملكة العربية السعودية تخسر إيران، لذلك فإن لا دور لإيران في قادم الأيام بأي ملف من ملفات المنطقة.