تزداد الساحة الإيرانية الداخلية سخونة في ظل الاقتراب من الاستحقاق الرئاسي الحادي عشر، ويرجع الخبراء الإيرانيون أسباب الجدل السياسي والخلافات إلى قرار مجلس الصيانة برفض ترشيح رفسنجاني ومرشح الرئيس نجاد رحيم مشائي وقد وضع مرشد النظام الإيراني خامنئي نهاية لصمته حيال استبعاد هاشمي رفسنجاني وأدلى بدلوه أمس مؤيّداً لقرار الاستبعاد بالقول إن قرار مجلس الصيانة هو قرار قانوني وإنه جاء ضمن معطيات حكيمة وأنه يساند ذلك تصريحات خامنئي جاءت في وقت أعلن فيه الرئيس نجاد عن آماله بموافقة خامنئي على إعادة مرشحه رحيم مشائي الذي اعترف لأنصاره بأنه يذرف الدموع بسبب رفض صلاحيته وأضاف لو أنهم اطلعوا على برنامجي لم يتخذوا أبداً قرار الاستبعاد من جهتها أعلنت حكومة نجاد دعمها لترشيح سعيد جليلي والالتفاف على هذا المرشح الذي دخل إلى الانتخابات في صيغة تثير الكثير من القلق والاستفهام وفي آخر استطلاع تبيّن أن مساندة حكومة نجاد لجليلي قد أثرت على سمعة هذا المرشح الذي دخل بالعباءة الخامنئية إلا أن الأصوليين قد كشفوا حقيقته قائلين إن جليلي مرشح نجاد وليس خامنئي وإلى جانب ذلك فإن الصراع التنافسي على كرسي الرئاسة في إيران أظهر للشارع الإيراني خفايا عن صراع ساخن بين أقطاب الحرس والأصوليين داخل البرلمان وتشير المصادر الإيرانية إلى أن الحرس الثوري يعولون على فوز المرشح محمد قاليباف فيما الأصوليون يؤيّدون علي أكبر ولايتي بسبب تجربته السياسية الكبيرة ويرفض الحرس دعم قائد الحرس السابق محسن رضائي بسبب موقفه من قضية استمرار الحرب وإرسال رسالة إلى الخميني عام 1988 تطالبه بإنهاء الحرب مع العراق في السياق ذاته أكد عضو جبهة المشاركة الإصلاحية حميد رضا جلايي بور أن جبهة الإصلاحات تدرس إمكانية الإجماع ما بين المرشحين حسن روحاني ومحمد عارف ضمن مرشح واحد ينتخبه ممثلو جبهة الإصلاحات والأصوات المعتدلة. وأضاف أن الإصلاحيين والتيارات الأصولية المعتدلة كانت تعوّل على ترشيح رفسنجاني الذي كان يمثّل الاعتدال في الترشيح لكن مجلس الصيانة رفض ترشيح رفسنجاني لأسباب سياسية وأن الظروف الراهنة تفرض علينا الإجماع على مرشح واحد. وأكد جلايي بور أن حسن روحاني يخضع إلى تأييد رفسنجاني وخاتمي وأن الدخان الأبيض قد يتصاعد في الأسبوع المقبل من معسكر الإصلاحيين عبر الإجماع على مرشح واحد.