«الوقاية خير من العلاج»، من بين المقولات الأكثر حفظا وتكرارا، والأقل تفعيلا في الكثير من الإجراءات والقرارات التي لا تقتصر على مجال بعينه، بل تشمل مختلف المجالات، ومن بينها المجال الرياضي الذي يعنينا هنا. مخاطر الأزمة المالية التي أخذ سعيرها يهدد أنديتنا الرياضية «المحترفة» لم تكن مستغربة الحدوث والتفاقم، فأسبابها ومؤشراتها ليست وليدة اليوم، هذه الحقيقة يدركها ويلم بها جيدا ومنذ وقت بعيد كل المسؤولين عن الكيفية التي بني عليها تطبيق «احترافنا» والآلية التي تدار بها أنديتنا الرياضية «المحترفة»!!. ف«ورم» الأزمة كان واضحا وجليا منذ تاريخ تلك البداية «المتسرعة» في التطبيق لاحتراف «منقوص» في أهم مرتكزاته، وهو ما يتمثل في «خصخصة الأندية»، التي كان من شأنها توفير «الوقاية» لاحترافنا بشكل عام، ولمصائر أنديتنا الرياضية المحترفة بشكل خاص، من مغبات وأزمات الإبحار في محيط الاحتراف الجارف، التي لم تنج منها أندية رياضية تنعم باحتراف «سوي»، فما بالك بأنديتنا المحترفة التي تدار بالهواية والتطوع!!. صحيح أن قرار الخصخصة كان ولا يزال خارج صلاحية المسؤولين الذين تعاقبوا على إدارة دفة مجالنا الرياضي، وخاصة منذ تطبيق «احترافنا» حتى الآن، إلا أن الصحيح أيضا أن هذا «الواقع» كان يقتضي ضرورة العمل من منطلق «ما لا يدرك كله لا يترك جله» . ومن بين «ما لا يترك جله» هو ما تقوم به الآن الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ممثلة في الرئيس العام الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز، من خلال الجهود الجادة والملموسة لتقديم كل ما تمليه عليه المسؤولية من جهة، ويندرج ضمن صلاحياته من جهة أخرى، في سبيل إنقاذ الأندية «ولو مؤقتا» بما هو في وسعه من حلول عاجلة لتقويض ما لا يقبل التأجيل من شبح الأزمة. والأمر هنا لا يقتصر على موافقة سموه على طلب التمويل البنكي الذي أخذ يتوالى من قبل كبار الأندية بعد أن بادر لطرح الفكرة وتفعيلها وإنجاحها برؤية ثاقبة عضو الشرف الماسي رئيس نادي الاتحاد السابق منصور البلوي، فلحق بركبه «كما توقع» حتى الآن ناديا النصر والهلال، بل ما هو أهم من الموافقة، نوعية ودقة الضوابط والمعايير والإجراءات التي أخذت تكرسها الرئاسة على الأندية، والتي لو تأتى العمل بها منذ انطلاقة احترافنا لما وصل الحال إلى ما وصل، إلا أن الحل الجذري سيتوقف على الإسراع بالخصخصة.. والله من وراء القصد. تأمل: بما أن الفرص تولد من رحم الأزمات، لماذا لا تكون هذه الأزمة فرصة للموهوبين كرويا من أبناء الوطن؟!. فاكس 6923348