من المفارقات الباعثة على الدهشة قياسا لما تنعم به مملكتنا الغالية بحمد الله وفضله من الخير والإمكانات، أن كل ما يعتري مخرجاتنا الرياضية وخاصة على مستوى لعبة كرة القدم، من قصور نجده يتجه باللائمة إلى ضعف الإمكانات المادية. على مستوى الأندية الرياضية، تم الإسراع إلى درجة هي في واقعها أقرب إلى التسرع في إدخال كرة القدم السعودية مغبة عالم الاحتراف منذ عام 1993م إلى الآن دون استكمال أهم دعائمه ومرتكزاته في سبق سلبي على مستوى هذه الآلية من التطبيق للاحتراف، وظلت المناداة والنقاش والبحث عن «الحصان» الذي كان يفترض توفيره بالتزامن مع «عربة احترافنا» وفي مقدمتها لينطلق بها، ويطلق لها العنان كما ينبغي في عالم الاحتراف وعلومه وتحدياته، إلا أن هذا «الحصان» الموسوم بالخصخصة برغم مرور أكثر من عقدين لم يتم مشاهدته لا أمام العربة ولا حتى خلفها، وأصبح مصير أنديتنا الرياضية داخل «عربة احترافنا» أشبه ما تكون ب «المعلقة..». وعوضا عن التباهي «بكم» السنين التي مضت من عمر احترافنا علينا النظر بعين الاعتبار لما كان قد بلغته مخرجات كرة القدم السعودية على مستوى مختلف المشاركات الخارجية ومحافلها قبل تطبيقنا لما «اختزلناه» من الاحتراف، وما آلت إليه تلك المخرجات من إخفاقات وتراجع على كل مستوى في ظل الاستمرار والإصرار على مواصلة أنديتنا الرياضية للاصطلاء بجحيم «احتراف مبتور» أصبحت معه جل هذه الأندية وأعتاها وأعرقها تلهث متوسلة متسولة بمن يتطوع لها ب «طوق نجاة» فمنها من يجد من «يدفعها» ومنها من يجد من «يدفها» وأخرى تجد من «يدفنها»، ولن يكون الاتفاق الذي دفن في هذا الموسم الرياضي كما دفن قبله الوحدة، هو آخر أنديتنا العريقة، فالمأساة أكبر و«العلة» أوضح من الشمس فعلام المكابرة، وما ذنب كرة القدم السعودية، وأنديتها الرياضية حتى تحترق بسعير احتراف جرد من خصخصة تنجيه، وحرم من دعم رسمي يكفيه؟! مدير عام القنوات الرياضية السعودية الدكتور محمد باريان، في الندوة الإعلامية التي أقامتها صحيفة «عكاظ» عن الإعلام الرياضي، وأدارها الزميل حسين الشريف، ونشرتها الصحيفة يوم السبت 29/ 4 /1435ه في رده على أي قصور وتحديدا على أسباب تسرب أهم الكفاءات الإعلامية من مقدمين ومعدين ومعلقين .. يقولها بكل وضوح: «نحن نتبع لوزارة لديها سقف محدد، لا نملك من الميزانيات الكبيرة كحال بقية القنوات الرياضية الأخرى و لا نقارن بها... إلخ!!!» رئيس لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم إبراهيم الربيش في حوار أجراه معه الزميل عبدالله الداني. ونشر في «عكاظ» السبت 12 /6/ 1435ه من بين إجاباته: «نحن اتحاد ناشئ، لا موارد مالية كافية ولا غيرها.. أمور كثيرة يشتكي منها الاتحاد السعودي.. شخصيا ستة أشهر وأنا أعمل رئيسا للجنة ولم يدخل في حسابي ريال واحد، ولا في جيب أحد من أعضاء اللجنة..إلخ»، والمساحة لا تتسع لما هو أكثر مرارة وأسى ودهشة.. فبالله هل يعقل هذا في مملكة الخير والعطاء؟!.. والله من وراء القصد. تأمل: «قال الحقيقة شي وأحلامنا شي والشاهد الله ليت هذا مكاني» فاكس 6923348