لم يكن مستغربا ما أحدثه خبر استقالة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله، من منصبه «رئيس هيئة أعضاء الشرف في النادي الأهلي» .. لم يكن مستغربا ما أحدثه الخبر من صدمة مفاجئة وموجعة. لم تقتصر هزتها ومرارة ردة فعلها على عشاق النادي الأهلي والحريصين عليه، بل شملت كافة الوسط الرياضي والجماهير الغيورة على رفعة الرياضة السعودية بمختلف انتماءاتها وميولها. فالأمير خالد بن عبدالله طوال عقود السنين التي مضت مرورا بما بدأ يتكشف في الأعوام الأخيرة من «تبعات احترافنا المنقوص»، جراء افتقاره لأهم ركائزه الداعمة والمحصنة «الخصخصة» التي مضى على تغييبها من بداية «احترافنا» حتى الآن 21 عاما، وها هي التبعات تعصف بأكبر وأكثر أنديتنا الرياضية الموسومة «بالمحترفة» والمدارة بالهواية والمسيرة بحسب نصيبها من «المتطوعين» فتفاقمت هذه «الأزمة الموقوتة» في ظل ضخامة الأعباء، وتخلي أعضاء شرف الأندية «الداعمين» مما انعكس سلبا على حال وأحوال أنديتنا الرياضية وبالتالي أضر هذا القصور في «احترافنا» بمخرجات رياضتنا وخاصة على مستوى هذه اللعبة «كرة القدم» التي أصبحت أنديتها «المحترفة» في ظل هذا «الواقع» تفتقر إلى من يكفل لها ديمومة مؤونة الإبحار في هذا المحيط المتلاطم.. ولكن..!!، وحده الأمير خالد بن عبدالله من ظل طوال كل هذه السنين وتحدياتها وأزماتها والتزاماتها، يحيط النادي الأهلي بأوفر وأجود الدعم والرعاية وبمنتهى السخاء والإيثار والثبات. لا يمكن أن ننكر أنه مر على بعض أنديتنا الرياضية، من كان به من بعض عشق الأمير خالد بن عبدالله، كما لا ننكر أنه مر على بعضها من كان فيه شيء من بذله، وبضع من بعض تضحياته. إلا أن ما تتفرد به قامة وقيمة الشخصية القيادية الرياضية لدى «خالد بن عبدالله» لم تقتصر على غزير عشقه للرياضة، ومن ثم للكيان الرياضي «الأهلي» الذي من خلاله توالت فصول هذا العشق ميدانيا، ولا على ما تلا تلك المرحلة من جذوة العشق التي من خلالها راح يغدق على «معشوقه» أقصى مستويات الرعاية والدعم والتطوير والرقي..، لم يقتصر على هذا فحسب، بل على قدر رفيع وراسخ من القيم والمقومات والقدرات التي امتازت وتميزت بها شخصية «الإنسان» خالد بن عبدالله التي بها ومن خلالها بعد توفيق الله حظي بهذا الإجماع من الحب والتقدير، وبها ومن خلالها ظل يحصن النادي الأهلي من كل العواصف والهزات، ويمكنه من مواجهة مختلف الأزمات، ويهيئ له كل وأجود الإمكانات. فبثاقب الفكر ظل هذا الرمز الاستثنائي يصيغ خطط الرقي في هذا النادي، وبصمت الحكيم يحيط تنفيذ برامجه ومشاريعه، وبسمو الأخلاق يغلب الحلم ويكظم الغيظ، إنه السمو في أسمى معانيه. «خالد بن عبدالله» أنموذج فريد للقيادة الرياضية الحكيمة والمحنكة التي لا ننشدها في كل أنديتنا فحسب بل لرياضتنا بشكل عام، فهو السمو في كل شيء.. والله من وراء القصد. فاكس 6923348 تأمل: شخص الأنام إلى كمالك واستعذ من شر أعينهم بعيب واحد