الوضع المالي الخانق والمخيف، الذي باحت به «أخيرا»، أكبر أنديتنا الرياضية «المحترفة» وأكثرها صمودا على البقاء في دائرة الضوء من دورياتنا الرياضية طوال المواسم الماضية، هو في الحقيقة ليس وليد اليوم، فقد اصطلى بنار هذا الوضع كافة أنديتنا الرياضية «غير الكبيرة» والتي تأتي لها المشاركة في دوري المحترفين. ومع أن فصول ودروس هذه الأزمة التي ظلت تتجرع مراراتها هذه الأندية التي ساقها قدرها للخوض في «غياهب احترافنا» كانت بمثابة تحذير غير مباشر من جسامة عقبات وعواقب هذه الأزمة المالية التي كانت تستشري في جسد «احترافنا المعلول»، كورم خبيث، ما لم يتم الإسراع باستئصاله من جذوره، فإنه سينتشر ليشمل بضراوة فتكه كافة الأندية بما فيها الأندية الكبيرة مهما كانت «مناعتها». برغم كل الشواهد والمؤشرات التي ظلت تتوالى طوال كل المواسم السابقة، لم يأبه «المعنيون» بشيء منها خاصة أن «المناعة» التي كانت تتوفر لدى الأندية الكبيرة، كفلت لها المقاومة لعدد من المواسم الرياضية قبل أن تتمكن منها أعراض الإصابة ب«الورم الخبيث» نفسه. المعنيون، المندهشون مما يعصف بأنديتنا الرياضية المحترفة، من ديون مهولة، وأزمات معقدة هم أنفسهم أكثر دراية من سواهم بأنه لم يسبقنا أحد إلى «ابتكار الخاص» والمتمثل في تطبيقنا الاحتراف في ظل أندية تدار بالهواية، وأنه لا يمكن لاي احتراف أن يواصل الحياة طوال هذه السنين، وهو يحمل في أحشائه هذا «الورم الخبيث» سوى احترافنا!!. والله من وراء القصد. تأمل: ليس هناك خطأ أكبر من عدم القدرة على تقويم الخطأ، أو التراجع عنه. فاكس: 6923348