الرياضة عامة. ولعبة كرة القدم خاصة «لا تعطي إلا من يعطيها». هذه لم تعد مجرد مقولة، بل هي أشبه ما تكون بقاعدة تجسدت براهينها على أرض الواقع. من خلال الكثير من الشواهد المثرية والمثمرة والهادفة التي أصبحت «هناك» جزءا لا يتجزأ من أهداف تحول الرياضة وكرة القدم تحديدا من هواية إلى احتراف، ومن مجرد لعبة إلى ثروة واقتصاد. ومع حضور أي قمة من قمم النهائيات الاستثنائية على مستوى منافساتنا الرياضية المحلية. كما هو الحال في قمة نهائي كأس سمو ولي العهد مساء يوم السبت قبل الماضي بين فريقي النصر والهلال التي حصد بطولتها فريق النصر بكل جدارة واستحقاق بعد تغلبه على الهلال 2 /1، أقول مع حضور أي قمة من قمم نهائيات هذه اللعبة «هنا» على النحو المذكور، لا تلبث أن تقدم لنا تصورا جليا ومبشرا ومشرقا، عما يمكن أن تبلغه كرة القدم السعودية من رقي وإبهار وحضور وجذب جماهيري، وتحققه من مردود حضاري، وإيرادات اقتصادية خيالية تشكل دخلا وطنيا لايستهان به. هذا المردود والأدوار الريادية والتنموية التي يمكن تحقيقها من خلال لعبة كرة القدم، ليست حلما أو ضربا من التخمين، بل هي حقيقة ماثلة «هناك» تعززها إحصائيات تتنامى وتتباهى بها تلك الدول التي استطاعت بلوغ مرحلة الحصاد، وجعلت من مجال الرياضة ولعبة كرة القدم تحديدا في هذا العصر الاحترافي من بين أهم وأخصب المجالات استثمارا. صحيح أنهم بلغوا «هناك» مرحلة الحصاد المطرد، وأخذت لعبة كرة القدم تعطيهم وتغدق عليهم من خيراتها، والصحيح أيضا أنه لم يكن يتأتى لهم ذلك لولا أنهم سبقوا تلك المرحلة بتقديم أجود وأوفى العطاء الذي تستوجبه الرياضة، ولعبة كرة القدم حتى تثمر وتنتج وتسهم، وعندما نستوفي «هنا» مقومات الاحتراف ببناه التحتية، ونظامه غير المنقوص، وخصخصة الأندية دون خيار، أو تأخير، سيتحول ذلك التصور إلى واقع مغاير تماما عما هو «واقع» ..والله من وراء القصد. تأمل: إن شئت أن تحصد المال فازرعه. فاكس: 6923348