إلى الرياض بطبيعة الحال، وكما جرت العادة طوال تاريخ المنطقة، تتجه الأنظار بحثا عن رؤى وحلول للمستعصي من الأزمات، واستكشاف آفاق جديدة للبلاد والعباد. ففي عاصمة الخير المكللة بأكناف أقدس مقدسات المسلمين، تلتقي إيحاءات المكان مع حكمة الأسرة المالكة السعودية، الذين ما تباطأوا يوما عن واجب، اختارتهم له إرادة الباري عز وجل. تتراكم على مائدة قادة مجلس التعاون الخليجي حفظهم الله ورعاهم في عاصمة الخير ملفات ساخنة لمنطقة تبحث عن سبل النجاة، يغيب الاستقرار عن أجزاء واسعة منها، تتشرد شعوبها هربا من الموت والدمار، ويقلق صخبها العالم. تحدد مداولات القادة مساهمات الدول الست التي من عليها العلي القدير بالاستقرار والأمن والأمان في وضع مسارات إطفاء حرائق تلتهم البشر والحجر ومقدرات وهبها الخالق لتكون عونا لعباده، فقد بات مجلس التعاون الخليجي بفضل من الله وحكمة قياداته الشاطئ الآمن الذي تأتي منه حلول الأزمات وقوافل الخير التي تعين أهالي المناطق المبتلاة على تحمل عثرات الزمن. وعلى جدول أعمال القمة المباركة بحث في ترسيخ دعائم أمن واقتصاد دول مجلس التعاون لتبقى واحات خير وأمان لمواطنيها ونماذج استقرار تحتذى للباحثين عن مخارج من الأزمات التي تعصف ببلادهم. يدرك صانع القرار الخليجي أهمية البحث عن السبل الأكثر جدوى لمواجهة آفات العنف والإرهاب والتطرف ويضعه على رأس أولويات القمة ليقدم مساهمته في تفكيك الظاهرة التي تؤرق الشرق والغرب. كما يعي ضرورات دراسة الإجراءات اللازمة للتعامل مع تحولات أزمات النفط والطاقة وآثارها على الاقتصاد العالمي وانعكاساتها على حيوية اقتصادات دول المجلس ومعيشة المواطن الخليجي. قمة الرياض عقدت في ذروة منحنى التحديات التي تواجهها بلداننا وشعوبنا ومع تداخل الأزمات العالمية والإقليمية، نثق بحكمة قيادات تمرست في عبور المنعطفات الحادة واجتياز الصعوبات، امتلكت بفضل من الله بوصلة دقيقة لتحديد مسالك تجنب شعوبها العثرات وتوصلها إلى بر الأمان، وندعو العلي القدير أن يأخذ بأيديها إلى ما فيه خير شعوب أمتنا العربية والإسلامية.