تحمست بعض القنوات الفضائية وسنت سكاكين برامجها لمهاجمة مركز تسوق تجاري بالرياض لأنه استضاف عرضا توعويا تطوعيا لمحاربة المخدرات اشتمل على فقرة تعرض النهاية المؤكدة لمدمن المخدرات وهي الموت ولفه في الكفن!!. برامج تلك القنوات وبعض حسابات (تويتر)، التي هاجمت المركز التجاري، كان واضحا أنها (طارت في العجة) معتقدة أن فقرة التكفين كان الهدف منها التذكير بلحظة الموت، وأنها فقرة وعظ ونصح ديني، فغضبوا أيما غضب بحجة أن من بين الحضور أطفالا لا يجب أن يشاهدوا الموت والكفن تحديدا وأن هؤلاء الأطفال جاؤوا للعب والمرح فكيف تعرض لهم فقرة موت وتكفين؟!!، الله أكبر عليكم!!، الآن فقط شعرتم بالحنية على الأطفال وأنتم من يعرض لهم ليليا أفلام رعب ومصاصي دماء؟!. فكرة الفقرة التوعوية منطقية جدا وطبيعية جدا فالموضوع برمته توعية بخطورة الإدمان على المخدرات وأن نهايته الحتمية هي الموت!!، وأن لف سيجارة المخدر أو لف إبرة الهيروين على مجموعة شباب، نهايتها أن يلف المدمن في الكفن!!، فعن أي لعب ومرح تتحدثون والأهل وقفوا مع أبنائهم وأطفالهم لمشاهدة فقرة يعرفون سلفا أنها عن نهاية المخدرات المعروفة؟!. أحد المسؤولين في الشركة المنظمة لعرض الفقرة تطوعيا في السوق كان مقنعا جدا في ردوده على اتهاماتهم، بل كانت حجته قوية جدا حين قال: تلك القنوات المحتجة والغاضبة هي ذاتها التي تستضيف التائب من المخدرات وتصوره بطلا!!، وكأنها تقول للطفل أو الشاب: يمكنك أن تتعاطى المخدرات ثم تتوب لتصبح بطلا!!، ثم أردف قائلا بحجة داحضة: ألستم أنتم من يعرض أفلام كرتون تعلم القتل ومصاصي الدماء والرعب في مسلسلات مصاص الدماء و(هايدي) وغيرها؟!. أما أنا فأجزم أن القنوات والمعرفات التي هاجمت السوق كانت تعتقد أن العرض كان عبارة عن توعية وتذكير بالموت مثل الوعظ عن طريق المشاركة في غسل الموتى، وهو لم يكن كذلك، ولو كان كذلك فهو لا يقارن بما تعرضه تلك القنوات من أفلام ومسلسلات مرعبة ومشتتة ذهنيا لعقول الكبار قبل الصغار في وقت ذروة مشاهدة الأطفال!!، فأين غيرتكم وحرصكم على الأطفال وأنتم تضعون جدول مشاهدة أفلامكم؟! فمشاهدة الكفن أقل رعبا وخطرا وتنغيصا من مسلسل العفن!!.