الدمام – سحر أبوشاهين 51 % من المدمنين تعاطوا المخدرات قبل سن ال 15 سنة الزهراني: نتابع حالات طلاب لم يصلوا إلى درجة الإدمان أطلقت الدولة حملة للوقاية من المخدرات في جميع المدارس تستمر خمسة أعوام الشمراني: السنوات الخمس الماضية شهدت تغيرا في نوعية المخدرات التي يتعاطاها الأطفال المحيميد: إهمال الأهل التربية الدينية السوية هو السبب وراء جنوح الأبناء شعبان: مشكلة المخدرات لدى الأطفال تضاعفت وأغلبهم متسربون من المدارس الغامدي: المدمنون عرضة للهلوسة والاكتئاب و50% من المدمنين المكتئبين ينتحرون عبد الباقي: 10% من أطفال المملكة مدخنون ومعظم الآباء ينكرون إدمان أبنائهم البدر: المدمنون دوافعهم تحسين المزاج والإحساس بالدونية واستثارة الحس الجنسي حصلت المملكة على المركز الثالث في مكافحة المخدرات بحسب تقرير اللجنة الإدارية في الأممالمتحدة لبرنامج مكافحة المخدرات، إلا أن مراقبين أكدوا بحسب دلالات الإحصاءات تزايد أعداد المدمنين سنويا حتى وصلت إلى أربعين ألف مدمن في العام الماضي، و تزداد المشكلة خطورة حين يدخل ضمن هذه الإحصائية أطفال لم ينهوا المرحلة الابتدائية بعد، حيث كشفت الإحصاءات أن 51% من المدمنين تعاطوا المخدرات قبل سن ال15، وعلى الرغم من كل الجهود الحثيثة لوزارة الداخلية لضبط ومنع دخول المخدرات، الا أن مختصين يشددون على أن ما يضبط قليل جدا مقارنة بما يدخل، و تشير الأبحاث إلى أن نسبة تعاطي المخدرات بين الأطفال تزيد بعشرة أضعاف، على ما يظنه الآباء، وكثير من التلاميذ على علم بأن آباءهم ليسوا على دراية بخطورة تعاطيهم للمخدرات، ما يجعلهم يتمادون أكثر. وانطلاقاً من إحساس كبير بخطورة القضية، فقد بدأت حملة و طنية للوقاية من المخدرات في جميع مدارس المملكة للبنين والبنات تستمر لمدة خمسة أعوام، وتتبع أسلوبا حديثا بعيدا عن الوعظ و التوجيه المباشر. أطفال مدمنون و في تصريح ل»الشرق» ذكر مدير العلاقات العامة في مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام راشد الزهراني عدم وجود إحصائية بعدد البلاغات التي وردتهم من المدارس، بوجود طلاب مدمنين أو يشك في إدمانهم إلا أن المجمع يطبق برنامجا توعويا بالتعاون مع إدارة التربية والتعليم على مدار العام، يستهدف أعدادا كبيرة من طلاب جميع المراحل الدراسية، وبإعداد قسم التثقيف الصحي، ويقول الزهراني «تردنا أحيانا طلبات بمتابعة حالات طلاب يستخدموا للمخدر، وقد لا يكونون وصلوا لمرحلة الإدمان، منوها بأن عدد المدمنين الأقل من عشرين عاما، والذين استقبلهم المجمع من عام 1429 ه و حتى نهاية شهر جمادى الأولى من عام 1433ه بلغ 167 حالة. تطور نوعي د.عبدالسلام الشمراني و قال مدير و حدة علاج الإدمان في مستشفى الأمل للصحة النفسية الدكتور عبدالسلام الشمراني إن السنوات الخمس الماضية شهدت تغيرا في نوعية المواد التي يدمن عليها الأطفال والمراهقون، بحيث اتجهوا للحشيش والحبوب المخدرة كالكبتاجون، في حين كان الإدمان المشاهد في الماضي على المواد الصمغية و الطيارة، كما ارتفعت حالات الإدمان التي تدخل المجمع من الفئة العمرية الصغيرة، والتي تبدأ من 12 سنة، مستشهدا على ذلك بحالة طفل لديه إدمان شديد على الحشيش، وذلك ما دفعهم في المجمع لافتتاح قسم لاستقبال المدمنين من المراهقين، مشددا على ضرورة عدم الاستهانة بالضرر الحاصل من المواد الطيارة، و تسببها لتلف غير مرتجع في الدماغ بعد شهور، رابطا ذلك بكمية و مدة التعاطي، وتسببه في نقص في القدرات العقلية يصل لتخلف عقلي و قصور ذهني، و مصاحبة ذلك لأمراض نفسية وهلاوس سمعية و بصرية. 50 % في محيطهم مدمن وأضاف الشمراني «أصبحنا نرى أطفالا مدمنين على الكحول والحشيش والحبوب المنشطة، و إن كانت الأخيرة تعتبر الأكثر تعاطيا كون الفئة العمرية التالية للأطفال – وهم المراهقون – تتعطاها أكثر من بين كل أنواع المواد المخدرة الأخرى، و تزداد معها الأمراض النفسية المصاحبة للإدمان، ويعد الأخطر بين الأعراض، العنف والهيجان وشدة الغضب المؤدي لارتكاب جرائم القتل، حيث يفسر الكلام العادي الموجه له كأنه تعنيف وإهانه، كما يصاحب إدمان منشطات تعرض المدمن لحوادث مرورية مميتة، أو تعمده لزيادة السرعة بطريقة جنونية رغبة منه في الانتحار، خاصة إذا ما ترافق ذلك مع الأمراض النفسية كالاكتئاب، وانتقد عدم وجود دراسات وإحصاءات تربط بين جرائم العنف والقتل والحوادث وبين الإدمان، وفي كثير من الأحيان يدمن الطفل بسبب وجود شخص مدمن في الأسرة، وو جود المادة بين يدية، حيث أظهرت الدراسات أن 50% من الأطفال المدمنين يأتون من أسر فيها شخص مدمن، ولانغفل البيئة عموما كالمدرسة والحي، ونلقي محاضرات بالتعاون مع التربية و التعليم في المدارس، و كثيرا ما اكتشفنا حالات إدمان خلال هذه الزيارات. متسربون من المدارس محمد شعبان و ذكر استشاري الصحة النفسية بمجمع الأمل الدكتور محمد شعبان أن الأبحاث أظهرت أن مشكلة تعاطي المخدرات لدى الأطفال تزيد بعشرة أضعاف، عما يظنه آباء فعلا، وأن كثيرا من التلاميذ على علم بأن آباءهم لا يعلمون بمدى إدمانهم ما يجعلهم يتمادون أكثر، كما ان نسبة كبيرة من المتعاطين هم من المتسربين من المدارس، وأن افتقار المناهج المدرسية والبرامج التعليمية للقدرات العقلية لبعض الطلاب تكون سببا في تسربهم و فشلهم في إكمال التعليم. المزاج والجنس وأوضح استشاري وحدة علاج اليافعين في مستشفى الأمل بجدة الدكتور أسامة البدر أن الوحدة تستقبل المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 12- 18 عاما، و تقدم لهم خدمات علاجية و برامج تعالج الاضطرابات السلوكية والوجدانية مقننة بما يناسب فئتهم العمرية، ومرورهم بمرحلة مراهقة ومرحلة نمو جسدي ونفسي واجتماعي، ويذكر الدكتور البدر أن من ضمن دوافع التعاطي لدى الأطفال والمراهقين الرغبة في تحسين الحالة المزاجية، حب استطلاع، وإحساس بالدونية، ورغبة في التخلص من الضغوط النفسية، ومحاولة للحصول على تقبل الآخرين، واستثارة الحس الجنسي، ورغبة في انقاص الوزن، ومسكن لآلام جسدية. وعن انعكاسات و تأثير الإدمان على الأطفال يؤكد الدكتور البدر، أن هناك تأثيرا سلبيا للإدمان على قدرات الطفل والمراهق وعلى عقليتة ونموه الجسدي، وتقليل قدرته على التعلم، وانعزاله عن اسرته. و يشير الدكتور البدر إلى أن الأبحاث العلمية المتعلقة بعلاج الإدمان عند المراهقين لاتزال قاصرة، غير أن ما أجري منها يشير لنسبة نجاح مطمئنة في هذه الفئة العمرية، حيث أظهرت أن نسبة التوقف عن تعاطي المخدر خلال السنة الأولى بعد إنهاء البرنامج العلاجي 32% كمتوسط و قد تصل ل 44%، ومن الثابت علميا أن استكمال المريض للبرنامج العلاجي بكل مراحلة أقل عرضة للانتكاسة عن المريض الذي لايستكمل برنامجه التأهيلي. 90 % بدأوا مدخنين و في حين أوضح مختصون في ورشة عمل أقيمت في مجمع الأمل للصحة النفسية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، أن 90% من المدمنين بدأوا كمدخنين نفى مدير مدرسة اليرموك الابتدائية مالك عبدالباقي اعتبار الإدمان ظاهرة في المرحلة الابتدائية مقرا بأن ما يعد ظاهرة هو التدخين، حيث اطلع على دراسات كشفت عن أن نسبة الأطفال المدخنين في المملكة تبلغ 10% وذلك ضعف النسبة العالمية البالغة 5%، قائلا «عملت في ست مدارس حكومية، ولاحظت بعض الحالات في المدارس التي تقع في الأحياء الفقيرة، ونفتقد لإحصاءات ودراسات تجرى في المدارس حول هذا الموضوع، و في حال وجود ملاحظات على الطلاب يتم توجيهم للجنة التوجية و الإرشاد، وتجرى لهم دراسة حالة بسرية تامة، و نتواصل مع الأهل، غير أن كثيرا منهم يعانون من حالة إنكار لتعرض ابنهم لاية مشكلة، ويرفضون التعاون. الكذب و السرقة عبدالرزاق الغامدي وقال استشاري الطب النفسي ورئيس وحدة الصحة النفسية يمديرية الشؤون الصحية الدكتور عبدالرزاق الغامدي إن الأطفال يتعلمون بالقدوة، فوجود شخص مدمن في محيط الأسرة ، أو مشاهدة أبطال الأفلام يدفعه للتقليد، وعلى الرغم من أن كثيرا من المدمنين يأتون من أسر مفككة يغيب فيها الاستقرار العاطفي، إلا أن ذلك ليس بالضرورة، فقد يكون الأهل موجودين جسديا فقط ولكنهم مهملون لهذا الطفل وقد لا يمضون معه حتى ساعة أسبوعيا، و يتركونه عرضة للتأثر بوسائل الإعلام و الخادمة والسائق، فيكون عرضة لمختلف الاضطرابات و فقدان الأمان، وقد يلجأ للمخدر. 50 % ينتحرون يقول الدكتور الغامدي «ثبت علميا أن التعرض لاضطراب في الطفولة يترك أثرا بالغا في الكبر، والمدمن عرضة لكثير من الأعراض النفسية، كالاكتئاب والهلوسة التي قد تدفع به لارتكاب كارثة مجتمعية أو جنائية، وتصل نسبة المدمنين ممن لديهم أعراض نفسية إلى 30%، ونسبة عالية جدا ممن يرتكبون أعمال عنف هم مدمنون تصل إلى 40% و كثير من الجرائم الغريبة كان وراءها مدمنون، و كثير من حالات الانتحار التي وقفت عليها كان الإدمان الكحولي وراءها، كجرائم العنف ضد الزوجة التي وصلت للقتل، ونهايته كانت القصاص، والعلاج في بدايته أجدى، والانتحار بين مرضى المدمنين ممن يعانون من الاكتئاب يصل إلى 50%» الصحبة الصالحة وعن إغفال التحصينات التي وضعها الإسلام، من تنشئة وصحبة صالحة وتربية سليمة، ذكر إمام و خطيب في الرياض الشيخ فهد المحيميد ان إهمال الأهل في تربية أبنائهم التربية الدينية السوية هو السبب وراء جنوحهم، خاصة إذا ما توفرت لهم متابعة القنوات الفضائية، والأفلام والمسلسلات دون رقابة، و من المفيد تعويد الطفل على الصلاة في المسجد منذ سن صغيرة بين السابعة والعاشرة، وضمة لحلقات تحفيظ القرآن ما يساعدة على تكوين صحبة صالحة تبعده عن رفقاء السوء، وغرس القيم الصالحة المستقاة من الهدي النبوي، وتكثيف حملات التوعية يوميا و في كل الوسائل الإعلامية التقليدية والحديثة، وفي الشوارع والمدارس و نشر قصص توضح العواقب السيئة و المخيفة للإدمان. الحبيب: أربعون ألف مدمن في المملكة و سبعة آلاف أدخلوا التنويم عبدالحميد الحبيب كشف مدير عام الصحة النفسية بوزارة الصحة الدكتور عبدالحميد الحبيب عن زيادة مضطردة في أعداد المراجعين والمستفيدين من برامج الإدمان حيث بلغ عدد المراجعين في إحصائية العام الماضي أربعين ألف مدمن، وأكثر من سبعة آلاف حالة تنويم في مجمعات الأمل على مستوى المملكة، لافتا إلى أن تصريحات بعض المختصين حول عدم حصول مستشفيات الأمل في المملكة على الاعتراف الدولي غير دقيقة، حيث إن المعايير المحلية و الدولية للجودة يجري العمل على تطبيقها في مستشفيات الأمل و لها أدلة خاصة بها و مؤشرات محددة تمكن الوزارة من متابعة التزامها بمعايير الجودة بشكل دوري، و يضيف الدكتور الحبيب قائلا «وضعت الإدارة العامة للصحة النفسية والاجتماعية خطة تطويرية تنظم العمل في مجمعات الأمل وفي العيادات النفسية الملحقة بالمستشفيات العامة معتمد من وزير الصحة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في المناطق، يتم تنفيذها على مراحل وقد تم إنجاز المرحلة الأولى ونحن الآن في المرحلة الثانية، و ضمن التوجيهات عدم قصر استقبال حالات الإدمان على مجمعات الأمل بل يتم توجيههم لكافة مستشفيات الصحة النفسية.