أكد ل «عكاظ» عدد من الخبراء والمختصين أهمية إنشاء جسر الملك حمد كجسر بحري ثان يربط المملكة في مملكة البحرين الشقيقة. وقالوا: إن الجسر الجديد سيعزز العلاقات المتميزة بين الدولتين، كما يفعل الجوانب الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية بشكل أكبر مما هي عليه الآن»، فيما توقعوا أن يوفر الجسر أكثر من 22 ألف وظيفة (مباشرة ومساندة) لمواطني الدولتين، فضلا عن مساهمته بشكل جذري وفعال في حل مشكلات تكدس السيارات على جسر الملك فهد. وكشفت مصادر مطلعة بأن مسار جسر الملك حمد الجديد الرابط بين المملكة ومملكة البحرين الذي سيقام عبر مياه الخليج العربي سيكون موازيا وبالقرب من جسر الملك فهد؛ وذلك لمناسبة جغرافية الموقع لإنشاء الجسر الجديد، من حيث قرب المسافة وأيضا من حيث مستوى عمق المياه، كما سيتضمن الجسر الجديد مسارا خاصا للقطار وهو امتداد لمشروع القطار الخليجي. وعلمت «عكاظ» من مصادر مطلعة بأن الجانبين السعودي والبحريني سيعملان خلال الفترة المقبلة على كل الأمور الفنية المتعلقة بالجسر الجديد، كما ستكون هناك تفاهمات خاصة حول كل الأمور المالية بين الجانبين، وأفضل الطرق التي سينفذ بها الجسر وتحديد الوقت لذلك عبر اجتماعات يتوقع أن تكون قريبة جدا. إلى ذلك كشف وزير المواصلات البحريني كمال بن حمد في تصريحات إعلامية أن مسار خط جسر الملك حمد الذي سيربط البحرين بالمملكة تم الانتهاء من تحديده مع الجانب السعودي، متضمنا مسارا للسكك الحديدية. وقال ل«عكاظ» أمين عام اتحاد الغرف التجارية الصناعية في دول مجلس التعاون الخلجي عبدالرحيم نقي «إن مشروع جسر الملك حمد سيكون نقلة إضافية وكبيرة على كافة الصعد بين البلدين الشقيقين، كما أنه خطوة إيجابية وكبيرة على طريق الوحدة الخليجية، ويعزز من جانبها سواء في الجانب الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي». وأضاف نقي: أن التجارة البينية الحالية بين المملكة والبحرين هي تجارة مزدهرة وتشهد نموا مستمرا، فهناك أكثر من 1200 شاحنة بضائع تعبر جسر الملك فهد، إضافة إلى آلاف المسافرين الذين يعبرون بشكل يومي بالاتجاهين، مشيرا إلى أن الجسر سوف يسهم في توفير وظائف مباشرة وغير مباشرة لمواطني الدولتين، حيث يتوقع أن تتجاوز تلك الوظائف حاجز ال22 ألف وظيفة، مطالبا أن يكون هناك تفكير شامل لكل خدمات الجسر وما يحتاجه سواء الفرد العادي أو الجانب الاقتصادي، مؤكدا أن الجسر سوف يسهم في فك الاختناق المروري الحاصل الآن على جسر الملك فهد، وسوف يخفض من مدة الانتظار بشكل كبير، خاصة إذا تم اعتماد مسارات للأفراد وأخرى خاصة بالشاحنات والبضائع . وبين نقي أن غرف المجلس تأمل أن تسهم الشركات وقطاعات الأموال في الخليج في إنشاء هذا المشروع. فالخبرة موجودة ومتوفرة لا يمنع الاستعانة بالخبرة العالمية في ذلك أيضا. إلى ذلك قال رئيس لجنة قطاع النقل والمواصلات في غرفة تجارة وصناعة البحرين عبدالحكيم الشمري «إن مشروع الجسر الجديد يؤكد على المكانة الراسخة لمملكة البحرين ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي، كما يؤكد على أهمية البحرين اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا و أمنيا بالنسبة للمملكة على وجه الخصوص، ومجلس التعاون الخليجي بصفة عامة». وأوضح الشمري أن المتابع للتطورات الاقتصادية خلال ال10 سنوات الماضية يوقن أن تضاعف حجم التبادل التجاري وحركة المسافرين بين البحرين والمملكة يحتم إيجاد صيغ بديلة ورديفة للجسر الحالي الذي تجاوز طاقته الاستيعابية. وتوقع الشمري أن يستخدم الجسر الجديد لتركيب خط سكك الحديد الخليجية بتصاميمه الهندسية المتطورة. كما توقع أن يربط الجسر الجديد كلا من منطقة خليفة بن سلمان الصناعية ومدينة الجبيل الصناعية مرورا بمدينة الدمام وتوابعها. وتوقع الشمري أن يكون جسر الملك حمد مجهزا بكل الإمكانات التي تجعل انتقال السلع والمسافرين تتم بطريقة ميسرة وسريعة نظرا لتراكم الخبرات من تجربة جسر الملك فهد. وأضاف الشمري: نحن نستبعد أن يقلل الجسر الجديد من أهمية الجسر الحالي، حيث سيكون مكملا له ومساعدا في انسيابية حركة المسافرين لتصل إلى 120 ألف مسافر ينتقلون يوميا عبر الجسرين. ويرى الشمري أنه لابد أن يخدم الجسران الجميع من تجار ومسافرين وشاحنات ومركبات خاصة، ويقدمان جميع أنواع الحركة التجارية والسياحية خاصة أنهم ينطلقون من نقاط متباعدة في البلدين. فالجسر الحالي يخدم الحركة إلى قطر و الرياض، بينما الجسر الجديد سينقل الحركة في اتجاه شمال البحرين والمملكة. وأكد الشمري أن الجسر الجديد سيعزز الاستثمارات الصناعية في المناطق الصناعية من خلال المزيد من المصانع والمؤسسات الخدماتية، وأضاف: أن الجسر الجديد سيكون أحد اللبنات الأساسية في الاتحاد الخليجي القادم. إلى ذلك أكد رجل الأعمال السعودي أحمد العلي أهمية إنشاء جسر بحري يربط البلدين، مؤكدا أن جوانبه غير الاقتصادية سيكون لها أثر كبير أيضا في تعزيز وحدة المصير المشترك مابين دول الخليج، كما أنه يؤكد على متانة العلاقة الأخوية والأزلية التي تربط الشعبين السعودي والبحرين عبر تاريخ طويل ومثل هذه المشاريع الحيوية سيكون لها مردود كبير على كافة النواحي مؤملا سرعة البدء في تنفيذ المشروع . ومن جانب آخر تلقى المواطنون في البلدين خبر اعتماد إنشاء الجسر الثاني بين المملكة ومملكة البحرين بفرح كبير، مؤكدين أن مثل هذه المشاريع الكبيرة هي تعبير صادق من قيادتي البلدين على متانة العلاقة، كما أنها تسهم بشكل كبير في خدمة المواطنين، وتعزز الجوانب الاقتصادية والسياسية والخدمية بين البلدين الشقيقين .