تبذل الجهات المعنية في جسر الملك فهد في جانبه السعودي والبحريني جهودا كبيرة خلال يومي الإجازة الأسبوعية، خاصة بعد أن تم تعديلها في المملكة إلى يومي الجمعة والسبت لتصبح أيضا متوافقة مع الإجازة في مملكة البحرين مما شكل ضغطا كبيرا على جسر الملك فهد من حيث عدد المسافرين وعدد السيارات أيضا. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «عكاظ» فإن إدارة جسر الملك فهد اتخذت إجراءاتها الخاصة في هذا الجانب لمواجهة الأعداد المتوقعة من المسافرين من الجانبين وذلك من خلال تكثيف عناصر العمل وزيادة عدد البوابات العاملة وبذل المزيد من الجهد لتسريع إجراءات السفر بأسرع وقت ممكن إلا أن هناك أوقات ذروة لا يمكن للأعداد الحالية أن تقوم بالتخفيف من مدة انتظارها وخاصة في شهر رمضان المبارك وأيام عيد الفطر. وفي الوقت الذي يطالب فيه العديد من المسافرين الجهات المعنية في المؤسسة العامة لجسر الملك فهد ببذل المزيد من الإجراءات والمشاريع التطويرية للجسر، خاصة ما يتعلق بعملية تسهيل الدخول والخروج وتوحيد نقاط ذلك بين البلدين إضافة إلى مشاريع توسعة الجزيرة وزيادة عدد العاملين وكذلك عدد البوابات وتقليل نقاط التوقف أمام المسافرين الأمر الذي سوف يساهم وبشكل كبير في الحد من مدة الانتظار التي تصل في بعض الأحيان إلى عدد من الساعات كما يحد من أوقات الذروة وتكرارها في الجسر. ويقول كل من المواطن خالد الفدعاني وصالح الشمري وأحمد العسيري بأن فترات الانتظار لعبور جسر الملك فهد في بعض الأوقات تعتبر مرهقة للكثيرين حيث تصل في بعض الأحيان إلى ساعتين وأكثر وهذه مدة طويلة يبقى فيها الشخص مع أفراد أسرته في سيارتهم في انتظار دوره لإنهاء إجراءات السفر مشيرين إلى أن فكرة إنشاء خطوط للسكة الحديد وخطوط بحرية ملاحية أخرى بين المملكة والبحرين لنقل المسافرين والبضائع سيكون له الأثر الكبير في خفض معدلات الزحام التي يشهدها جسر الملك فهد. إلى ذلك دعت الأمانة العامة لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي السلطات المعنية في السعودية والبحرين لتنسيق جهودهما لتسهيل حركة مرور الشاحنات والمسافرين عبر جسر الملك فهد وذلك بتنفيذ مشاريع تطويرية مستقبلية تسهم في زيادة التبادل التجاري بين البلدين، مع أهمية التركيز في الوقت الراهن على تبسيط إجراءات الجمارك والتفتيش للتغلب على أزمة تكدس الشاحنات وازدحام المسافرين في الجسر. وقال عبدالرحيم حسن نقي الأمين العام لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي: إن الجهات التي من بينها إدارات الجمارك في السعودية والبحرين والمؤسسة العامة لجسر الملك فهد بحاجة لمواجهة الزيادة المطردة في عدد الشاحنات الذي بات يفوق 1500 شاحنة والمسافرين عبر جسر الملك فهد خلال الفترة المقبلة بعد أن أعلنت السعودية تعديل إجازتها الأسبوعية ليومي الجمعة والسبت وتحسبا لإجازة عيد الفطر المبارك لتتوافق بذلك مع الإجازات الأسبوعية، لبقية دول مجلس التعاون التي من بينها مملكة البحرين التي لديها تبادلات تجارية يوميا تتم عبر الجسر في ظل التوسع الذي نشهده في حجم التجارة البينية بين دول مجلس التعاون التي وصلت إلى أكثر من 80 مليار دولار حتى نهاية عام 2012م. وأشار نقي إلى أهمية تعاون إدارات الجمارك والجهات المختصة بين البلدين لتبسيط الإجراءات التفتيشية من قبل إدارات الجمارك في البلدين إلى توحيد نقطة تخليص الجوازات والتفتيش الجمركي للدخول سواء عن طريق السعودية أو البحرين، أي من يدخل عن طريق السعودية يمر بنقطة واحدة تغنيه عن إعادة الإجراء ذاته عند دخول البحرين والعكس كذلك وذلك لتسهيل وتسريع خدمات العبور التي عادة ما تكاد تكون بطيئة، كما أن فترة دوام العاملين في الجمارك لا تتناسب مع الأعداد الكبيرة من الشاحنات التي تحتاج إلى تفتيش وإنهاء إجراءات عبورها للجسر. ودعا نقي الجهات المعنية في الجانبين السعودي والبحريني للتعاون والتنسيق فيما بينهما لإنشاء منطقة إفراغ تتوفر فيها جميع الخدمات الضرورية التي يحتاجها السائقون والمستثمرون تكون قريبة من مدخل الجسر يتم فيها إنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بدخول الشاحنة للجسر التي من بينها عمليات التفتيش الجمركية. كما ناشد نقي المخلصين الجمركيين والقطاع الخاص البحريني والسعودي إلى تقديم كافة الأوراق والشهادات المعمول بها تسهيلاً لإنهاء الإجراءات وعدم تكرارها مع أهمية تواجد الموظفين المخلصين في مكاتبهم على مدار الساعة. وذكر نقي بأن هناك اقتراحات كانت قد طرحت في وقت سابق من قبل الأمانة العامة للاتحاد ومن قبل مجلس الأعمال السعودي البحريني والمستثمرين بضرورة إنشاء خطوط ملاحية بحرية بين السعودية والبحرين لنقل السيارات والشاحنات أو نقل البضائع والسلع مباشرة بواسطة هذه البواخر ويتم تعزيز السياحة البحرية من خلالها بين دول المجلس لاسيما بعد وحدة هذه الدول فيما بينها كما هو مطبق في مختلف دول العالم . وأشاد نقي في الوقت ذاته بتوجه الجهات الرسمية بدراسة إنشاء خط سكك حديدي يربط السعودية والبحرين، بحيث يستغل هذا الخط في نقل المسافرين والبضائع، وبالتالي يقلل من عدد المركبات والشاحنات العابرة للجسر. يذكر أن جسر الملك فهد يعد الأطول في الشرق الأوسط والأغنى بين جسور العالم كما أنه أكثر جسور العالم تكلفة حيث بلغت كلفة إنشائه 3 مليارات ريال سعودي، لكنه في الوقت نفسه يعتبر أحد أهم المنجزات الحضارية على الصعيد المعماري في المنطقة في العصر الحالي كما أنه أهم جسر بحري في العالم يصل بين طرفي اليابسة حيث استغرق التفكير فيه والدراسات اللازمة له 25 عاماً واستغرق تنفيذه أربع سنوات ونصف السنة، في حين أن الجسر تم افتتاحه في عام 1986.