القرآن وإشكالية الترجمة محمد دمياطي في القرآن الكريم.. إعجاز وإيجاز وإبداع لغوي وبلاغة في التعبير. وعلى مدى عشرة قرون من الزمن.. والترجمات لمعاني القرآن تتوالى في كل مكان في العالم، للوصول إلى ترجمة أدق ل«معاني» القرآن. وفي عمل صحفي رائع تجاه القرآن، وبما يليق أن يقدمه الإعلام الإسلامي في شهر رمضان المبارك.. شهر القرآن، قدم فريق عمل صحيفة «الأهرام» المصرية في العام 2009م عملا مميزا تحت عنوان «النور المسطور»، وقد تناول في إحدى حلقاته إشكالية ترجمة معاني القرآن. وقد قدمت الكاتبة سناء صليحة لهذه القضية قائلة: «نعرض اليوم لقضية ترجمة معاني القرآن إلى اللغات الأجنبية، وما يندرج تحتها من إشكاليات.. كمشكلة ترجمة اللفظ أم المعنى، واللوازم الجمالية والصور البلاغية في النص القرآني، وأخيرا تفسير الإشارات القرآنية الخاصة بزمانها». وعرضت الكاتبة لمحاضرة بعنوان «ترجمة معاني القرآن: الأصول والقواعد» للدكتور أحمد زكي حماد، الذي أشار إلى أن ترجمة معاني القرآن قد بدأت في القرن الثاني عشر الميلادي، عندما أنجز «روبرت ليتوني» عام 1143م ترجمة لاتينية للقرآن.. كانت زاخرة بسوء الفهم، ولكنها شكلت انطلاقة لكثير من الترجمات. ثم عرض المحاضر لتجربته التي استغرقت خمس عشرة سنة، لإصدار ترجمة لمعاني القرآن في العام 2007م. وتشير المراجع التاريخية إلى أن معاني القرآن قد ترجمت إلى أكثر اللغات الأوروبية والآسيوية والأفريقية، وأن الترجمات الأوروبية قد مرت بأربع مراحل، ثم مرحلة دخول المسلمين ميدان الترجمة إلى اللغات الأوروبية في العام 1905م. وفي هذه القضية القرآنية.. لا بد من الإشادة بالصرح القرآني الكبير في المملكة العربية السعودية، وهو «مجمع الملك فهد لطباعة المصحف» في المدينةالمنورة، فالمجمع.. متخصص في العناية بالقرآن في جوانب عديدة منه، فمنه صدرت مئتان وخمسون مليون نسخة من المصحف، وخمسون ترجمة لمعاني القرآن إلى اللغات الأوروبية والآسيوية والأفريقية، وترجمة لمعاني القرآن بلغة «الإشارة». ويعنى «المجمع» بعلوم القرآن والسنة النبوية، ودراسة المشكلات المرتبطة بالترجمات وتقديم الحلول لها. إن ترجمة معاني القرآن الكريم.. قضية من القضايا الكبرى، وتحتاج إلى المزيد من الطرح والبحوث، للوصول إلى نتائج تتفق وروح العصر الذي نعيشه.