أصدر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف 50 ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغات الآسيوية والأفريقية والأوروبية. وذلك عبر مركز متخصص في ترجمات معاني القرآن الكريم، يضم نخبة من الأساتذة والعلماء المتخصصين في عدد من اللغات، الآسيوية، والأوروبية، والأفريقية، إلى جانب وحدات المعاجم اللغوية للألفاظ القرآنية والإسلامية، ووحدة المعلومات والنشر والتوزيع. يأتي ذلك امتداداً لتحقيق أهداف المجمع للعناية بالقرآن الكريم، التي كان من أهم ما تحقق منها: طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي، تسجيل تلاوات بتلك الروايات. وبعد ذلك انتقل المجمع إلى مرحلة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغات العالم، كما عُني بمجال تفسير القرآن وعلومه، وقام بإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بالقرآن. هادفاً إلى العناية بحاجة المسلمين داخل المملكة وخارجها من القرآن الكريم وتفسيره وترجمة معانيه، كما أنه لم يغفل نشر إصدارات المجمع على شبكة الإنترنت. وكان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ أوضح أبرز الخطوات والضوابط التي يتم اعتمادها في ترجمة معاني القرآن، ومنها: «اختيار اللغة، أو البلد الذي يعتزم المجمع ترجمة معاني القرآن الكريم إليها، ثم يتم اختيار ترجمة أو ترجمات متوافرة لتلك اللغة، أو بالاتفاق مع أفراد مخصصين من أهل تلك اللغة في العلوم الشرعية واللغة العربية لإعداد الترجمة المطلوبة، أو مركز علمي أو إسلامي في البلد المستهدف للقيام بالترجمة». لافتاً إلى أن فريق العمل يتكون من: المترجمين، المقومين، المراجعين، «ولكل فريق دوره في العمل، ويقوم مركز الترجمات بالتنسيق بين الفرق الثلاثة لضمان صحة الترجمة». وتتضمن نماذج التقويم التي تعرض عليها ترجمات القرآن جوانب، أهمها: «العقدي، والشرعي والفقهي، واللغوي، والأسلوبي»، فتراعي اللجنة خلو الترجمة من الأخطاء في جميع الجوانب السابقة. ولا يكتفي المجمع بإصدار الترجمة، بل يطلب من المتخصصين في الدراسات القرآنية من أهل اللغة المترجم إليها تزويده بما يرونه من ملاحظات على الترجمة حتى بعد إصدارها، كما يستقبل جميع ما يرده من ملاحظات من أي شخص في العالم على ترجمة ما، ويعرض هذه الملاحظات على من سبق له الإسهام في الترجمة من فريق المترجمين أو المقومين أو المراجعين، حتى ولو كانت الملاحظة حول كلمة واحدة أو معنى واحد من القرآن. ويعتمد المجمع عدداً من الآليات لإيصال ترجمات معاني القرآن إلى أهل البلاد المترجم إليها، ومن ذلك: إرسال عدد كبير من النسخ إلى سفارات السعودية لتتولى توزيعها وإيصالها، كما تشارك وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممثلة في المجمع في عدد من المعارض العالمية للكتاب والمهرجانات الثقافية والعلمية، وتوزيع ترجمات معاني القرآن الكريم من خلالها، وهدية الحجاج والمعتمرين والزوار لمكة المكرمة، إذ تقدم خلال موسم الحج هدية من خادم الحرمين الشريفين، وهي إما مصحف أو ترجمة لمعاني القرآن إلى لغة الحاج أو المعتمر أو الزائر. يذكر أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تشرف على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، الذي يعد أكبر مؤسسة علمية في العالم تعنى بكتاب الله وترجمة معانيه وتهتم بعلومه. وتتميز الأعمال العلمية الصادرة عنه بكونها أعمالاً مؤسسية بعيدة عن الجهود الفردية، وتهدف إلى خدمة القرآن وإبلاغ رسالته الإلهية إلى جميع أقطار العالم.