استغرب عدد من أهالي العاصمة المقدسة من سيناريوهات توزيع المدارس في الأحياء، مؤكدين أن سوء اختيار مواقع المدارس في الأحياء، من نتائجه الاختناقات المروية. وأضافوا أن الإزالات التي تجري لصالح مشروع التطوير في العاصمة المقدسة حولت العديد من المدارس إلى مناطق مزدحمة، داعين في نفس الوقت مسؤولي إدارة التربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة بإعادة النظر في آليات توزيع المدراس وتفعيل خدمة الحافلات للمساهمه في التخفيف من الزحام ولتحقيق السلامة والانسيابية المرورية. كما دعا الأهالي إلى وضع ضوابط جديدة لمواقع المدرس الجديدة، لافتين إلى أن بناء المدارس الجديدة بعيدا عن المناطق المزدحمة والشوارع الرئيسية يقلل من مخاطر الحوادث التي قد تتعرض لها حافلات المدارس وسيارات أولياء الأمور خلال توصيل الطلاب. وفي هذا السياق أوضح محمد الثقفي أن هناك بعض الأحياء في مكةالمكرمة ينعدم فيها توزيع المدارس مثل الشوقية ومخطط الملك فهد والشافعى وأم الكداد، فمنذ سنوات هناك مدرسة ثانوية واحدة للبنين ومع الزيادة السكانية الكبيرة في السنوات الأخيرة أصبحت هذه المدرسة اليتيمة لا تكفي لأعداد طلاب تلك الأحياء. وأضاف بقوله «هناك مطالب بإنشاء مدارس أخرى مستقبلا نظرا للزيادة المتوقعة في أعداد السكان خاصة، موضحا أن الدولة تسعى بكافة إمكانياتها لتوفير كافة المطالب لجميع المواطنين والمقيمين على حد سواء لتوفير مدارس في كافة المناطق ولكن يتوجب عمل دراسات لكافة الأحياء للوقوف على مدى احتياج تلك الأحياء لإنشاء مدارس جديدة ومعرفة أنسب الأماكن التي يتوجب بناء المدارس بها. وأضاف من المناسب إنشاء مدارس أخرى على أطراف الأحياء التي يتطلب بناء مدارس فيها ودراسة حجم الزيادة السكانية، موضحا أن بعض أولياء أمور الطلاب عانوا في السنوات الماضية من قلة الأماكن المتوفرة في بعض المدارس ما أدى إلى عدم قدرة المدارس على استيعابهم. مشيرا إلى أن بناء المدارس على أطراف الأحياء سيسهم في الحد من الزحام المروري. وفي السياق نفسه أوضح فهد الحميدي أن بعض أحياء مكةالمكرمة السكنية التي توجد بها المدارس تعاني في الأساس من ضيق الشوارع التي تصعب فيها حركة مرور السيارات وبالتالي فإن وجود تلك المدارس داخل تلك المواقع أمر غير مقبول، كما أن وجودها بالقرب من الطرق الرئيسة التي تشهد كثافة مرورية قد يعرض حياة الطلاب للخطر أثناء عملية العبور، وأضاف يتوجب بناء المدارس بعيدا عن الجهات الحكومية والمجمعات التجارية لأن تلك الجهات الحكومية والمجمعات التجارية تشكل زحاما كبيرا في تلك المناطق لتوافد المراجعين عليها بشكل يومي ما يشكل زحاما كبيرا تتسبب في الوقوف العشوائى الخاطئ. ويرى علي باحسين أن المشكلة ليست في توزيع المدارس بل في سوء التخطيط المدني للأحياء، حيث من الضروري أن يراعى وضع المدارس بعيدا عن المناطق السكنية والمزدحمة والطرق السريعة التي تمثل خطرا على الطلاب. وقال إن إنشاء العديد من المدارس بالقرب من بعضها البعض في نفس المنطقة يضاعف الازحام المروري، وأن الأمر يتطلب وضع معايير مثل الكثافة السكانية والحل الأمثل لعلاج الزحام المروري، فضلا عن إعادة دراسة تخطيط الأحياء الجديدة، ودراسة ضوابط تأسيس المرافق التعليمية الجديدة. وأوضح أن الإزالات في المنطقة المركزية تسبب في الزحف السكاني إلى الأحياء الخارجية، مشيرا إلى أن مشاريع التطوير فاقمت الكثافة السكانية في بعض الأحياء، داعيا إلى ضرورة إعادة النظر في توزيع المدارس لمواكبة الزيادة السكانية خاصة في الفترة المقبلة وما تشهده مكةالمكرمة من مشاريع التطوير ومشاريع قطار الحرمين فضلا عن الطرق الدائرية. وقال «نعاني يوميا عند إيصال أبنائنا للمدارس مرتين في اليوم وهذا ما يهدر الوقت والجهد، موضحا أنه يجب تشجيع الطلاب على استخدام الحافلات بدلا عن استخدام السيارة الخاصة، مشيرا إلى أن المشكلات التي تنجم عن استخدام السيارات الخاصة أكثر من نفعها. ومن جانبة أكد المتحدث الإعلامي باسم إدارة التربية و التعليم بمكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز الثقفي أن مواقع المدارس الحالية بناء على مواقع الأراضي المتوفرة والمملوكة للتعليم، مبينا أن كثيرا من المدارس بنيت من زمن بعيد قبل التخطيط المدرسي.