تتقاطع أمنيات الاتحاديين في خروج فريقهم الثمانيني العريق من المأزق الذي دلف إليه بفعل العشوائية والعبث، وبدا أن المشهد الاتحادي الحالي الأكثر سخونة وصخبا من أي وقت مضى، وأن الحالة العامة لم تعد تحتمل مزيدا من الخسائر والإخفاقات، خصوصا أن الكرة أصبحت في ملعب المصوتين مجددا في وقت يتأهبون معه لاختيار قائد جديد للمرحلة المقبلة. وبحسب قراءة متأنية وتحليل دقيق لتجارب الاتحاديين السابقة، وعطفا على معطيات المرحلة الحالية وما تخفيه دهاليزها من مفاجآت، فإنني لا أعلق كثيرا على الجمعية المقبلة في قدرتها على الخروج من هذا النفق على النحو الذي يأمله محبو العميد، ما لم ترتهن الترشيحات فيها وبشكل أساسي إلى مصلحة الكيان أولا وأخيرا وبعيدا عن أي مجاملات ومحسوبيات. هل يفلح الاتحاديون في اختيار الرئيس الأنسب؟ سؤال يثير مخاوف الاتحاديين في ظل تجاربهم السابقة مع الانتخابات، والتي لا يعني الفوز فيها بالضرورة اختيار الأفضل، إذ أن كثيرا من الأوراق في العملية الانتخابية قد تدفع ببعض الأسماء في المقدمة، وإن لم تتوافق مع ما يأمله حكماء البيت الاتحادي الذي يقيمون المشهد بشكل دقيق. من واقع معايشتي للواقع الرياضي في حقبات مختلفة، ومعرفتي بالكثير من أسرار البيت الاتحادي، تتحكم 3 أوراق رئيسية في تحديد هوية الكاسب إلى حد كبير وفق تجارب الانتخابات السابقة، وهي ورقة العاملين وتشكل نسبة كبيرة من السباق، إذ أنها تستأثر بما نسبته 65% من المصوتين في مقابل 35% تذهب إلى أعضاء الشرف، وهم الورقة الثانية في هذه العملية، فيما تبدو الورقة الثالثة بيد المتواجدين في النادي، وهم الإدارة المكلفة خلال فترة الانتخاب. ووفقا لذلك، تبدو ورقة العاملين الكاسب الأول في هذا السباق وتحدد كثيرا من ملامح النجاح بحسب التجارب السابقة، إذ تسيرها المصالح الخاصة والعلاقات النفعية، وحصدت تجربتا خالد المرزوقي ومحمد الفايز النجاح بهما بشكل أكبر حسب الحصيلة النهائية، إذ حصد الأول 71 صوتا، والثاني 81 صوتا من الأصوات، إلى جانب ابن داخل الذي حقق 65 صوتا، وهذه الأصوات كانت الفارق في جميع العمليات أمام العدد الكبير للعاملين قياسا بالشرفيين. وهي ورقة تبدو قوية في قبضة المرشح أحمد الكعكي الذي يتعزز موقفه بهذه الورقة، إلى جانب ورقة الإدارة الحالية بقيادة عادل جمجوم التي تدعمه بشكل قوي، وستلعب دورا كبيرا في استمالة العاملين لصالحه، وهي ما يمنحه أفضلية عن المرشحين وربما تقوده للفوز. وهذا ما ظهر علناً من خلال الرسائل النصية لجوال الاتحاد والإشادة عبر وسائل الإعلام من أجل التأثير وتهميش ما قام به المؤثر وذلك بعد إنكار الإدارة لسداد قضية الشربيني إلا دليل على محاباة مرشح على حساب آخر. فيما قد يحظى المرشح الثاني إبراهيم البلوي بورقة الشرفيين، والتي عادة تغلب المصلحة العامة فوق كل شيء، لكنه ربما لا يستطيع استمالة العاملين في ظل ما ذكرته سابقا من أدوار تلغي تأثير هذه الورقة مع البلوي، الذي سيكون هو والكعكي متصدري السباق وبفارق كبير عن البقية. أما المرشح الثالث مدحت قاروب، فقد يأتي ثالثا بحسب قراءتي للمشهد عطفا على أنه لا يجيد لعبة الانتخابات وفشل فيها في مرتين سابقتين ولم يتعامل بشكل جيد معها ويفتقد لدعم أي من الأوراق الثلاث إلى حد كبير. وفي الخلف منه يأتي عدنان جستنيه مرشح الصوت الواحد في الانتخابات قبل الماضية، حيث يرجح أن يخرج بعدد غير مؤثر، لكنه سيتفوق على ماهر بندقجي الذي أشك أن يحصد أي صوت في هذه الجمعية وربما يخرج بحصيلة خاوية. وأمام ذلك لربما تتغير موازين اللعبة، ويحل إبراهيم البلوي أولا في حال نجح في إقناع فئة الأعضاء العاملين في استقطاب أصواتهم لصالحه، وهي الورقة الفيصل فيما بين الطرفين المتنافسين، وقد تتقلب الأحوال في غمضة عين. وبعيدا عن هذه الحسابات، أتمنى أن يدرك أعضاء الجمعية العمومية مرشحين ومصوتين أنهم يحملون مسؤولية كبيرة تجاه نادي الوطن، تقتضي منهم العمل بصدق وأمانة وبعيدا عن مصالح الذات والعلاقات الشخصية، خصوصا وبرأيي أن تجارب الانتخابات ليست كفيلة بتقديم الأفضل والأنسب، ولنا في جمعيات «التزكية» في أندية الهلال والنصر والأهلي المثال الأفضل والحل الأمثل، فالاتفاق على مرشح وحيد وتحميله كامل المسؤولية والدعم من شأنها أن تولد إدارة كبيرة وقادرة على السير بالفريق إلى بر الأمان. مناظرة اليوم لن تحقق للاتحاد بطولة أو إنجاز أو حتى دعم. العملية محسومة يا مرزوقي وكان الأجدر أن تقام هذه المناظرة في دار الاتحاد وأمام جماهيره.