تمنى المرشح لرئاسة نادي الاتحاد عدنان جستنية أن تشهد الجمعية العمومية لنادي الاتحاد تجربة مختلفة وأن يأتي اختيار الرئيس بناء على البرنامج الانتخابي والقدرة المادية مؤكداً أنه مستعد للانسحاب من سباق رئاسة «العميد» في حال عدم إيفاء عضو الشرف الذي التزم بدعمه في وعوده مشدداً ل«الحياة» على أنه سيعقد الأسبوع الجاري اجتماعين: الأول مع الإدارة، والثاني مع عضو الشرف «الواعد بالدعم» لأجل تحديد موقفه النهائي. واعترف جستنية بعدم وجود تواصل بينه وبين الرئيس الأسبق منصور البلوي، موضحاً أن الخلاف بينهما يعود إلى التوجهات الإعلامية للأخير، مشدداً على أنه يكن له كل الحب والتقدير؛ فإلى الحوار: تقدمت للترشح لرئاسة نادي الاتحاد... هل أنت قادر على قيادته إلى بر الأمان وتجاوز بحار أزمته؟ - لم أفكر إطلاقاً أن أرشح نفسي لرئاسة الاتحاد، فقد رشحت نفسي في مرة سابقة من باب معرفة أسرار وأغوار الانتخابات في الأندية، وما هي الجمعية العمومية، كان ذلك بالنسبة لي محاولة اكتشاف لكشف الحقيقة، وكيف تدار الترتيبات للعملية الانتخابية، ومعرفة نوع الترابط الذي يؤدي إلى اختيار مرشح حقيقي، ومن خلال تجربتي السابقة لم أجدها هي فعلاً التي أريدها لنادي الاتحاد ولجمعيته العمومية، نادي الاتحاد يختلف عن الأندية الأخرى بطبيعة الجو العام كجو مختلف بعيداً عن شخصيات «أمراء»، خُضنا تجربة الانتخابات منذ ستة أعوام وبعد ابتعاد أعضاء الشرف أصبحت العملية موجودة عند أشخاص معنيين، وحقيقة لم أكن أنوي الترشح، لكنني تلقيت اتصالاً الساعة الخامسة من عصر اليوم الأخير لإغلاق فترة الترشح، وطلبت شخصية اتحادية مني القيام الترشح، حتى أنني استغربت ترشيحه لشخصي، وقال لي: «أنت محب للنادي ولديك أفكار، وأرى فيك خير من يقود الاتحاد في المرحلة المقبلة ومستعد لدعمك مادياً».. ورددت عليه بأنني سأجلس مع إدارة النادي الحالية لمعرفة الأوضاع المادية، وأنه سيكون هناك اجتماع بيني وبينك لأجل الاتفاق على هذا الدعم، إذ لا أرغب أن أكون مثل الرؤساء السابقين عندما يرأسون النادي يجدون انسحابات، وليس لدي استعداد أن أعد جمهور الاتحاد ولا التزم بوعدي، سأعود من قطر والتقي يوم الأحد أو الإثنين المقبلين بهذه الشخصية، ومن خلال جلستي معه سأطرح عليه ما اطلعت عليه من مجلس الإدارة الحالي، وطالما هو محب لنادي الاتحاد ووضع ثقته بي فسأكون صادقاً معه، فإذا وفرّ لي ما احتاجه من دعم مالي بشيك قيمته 70 مليون ريال فسأواصل ترشحي، وسأكون صادقاً أيضاً مع جمهور الاتحاد، وفي حال عدم تقديمه للدعم سأتراجع عن الترشح، كما أن لدي فكرة بأن أتوجه إلى المجلس التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف بأخذ التعهدات ألا تعقد الجمعية العمومية إلا بشيكات مصدقة يقدمها المرشحين، في مناظرة حقيقية بين جميع المرشحين لعرض برامجهم الانتخابية وشيكاتهم المصدقة حتى لا تستثمر صورة الاتحاد بوعود لا تنفذ، فالاتحاد عاش المرارة منذ نحو سبعة أعوام، وبهذا نضمن وجود ترشيحات حقيقية، وحتى لا يكون لدينا انتقائية ونطالب المرشح إبراهيم البلوي بشيك مصدق، على الجميع أن يتقدموا بشيكاتهم المصدقة بما فيهم شخصي، على أن يحدد المجلس التنفيذي قيمة شيك مصدق بقيمة يقومون بتحديدها وفق ما يحتاجه النادي في المرحلة المقبلة، وفي يوم انعقاد الجمعة العمومية يكون الشيك موجوداً، وحينها فعندما يتم اختيار الرئيس بناء على البرنامج الانتخابي والقدرة المادية سنُخرج الاتحاد من النفق المظلم والمؤلم الذي عانى منه الاتحاد في الأعوام السابقة. - ألمحت إلى أن هناك ترتيبات جانبية تتم من أعضاء الشرف يتم من خلالها الاتفاق على مرشح واحد، هل تخشى أن يتم اتفاق بعض أعضاء الشرف على شخصية بعينها ويتم التصويت عليه؟ - في فترة الشيخ إبراهيم أفندي كان يتم الاختيار بالاتفاق على شخصية اتحادية ويتم تزكيته، والأمر كان له آليته الخاصة واختياراتهم الدقيقة جداً، وكانوا حريصين على سمعة الاتحاد، وفي الأعوام الأخيرة بقي الاتحاد من دون مجلس شرفي، وكانت العملية للأسف الشديد تتم بتحريض من بعض أعضاء الشرف واجتهادات منهم افتقدت للتنظيم وحسن الاختيار، لنصل إلى كل عام هنالك رئيس جديد باختيارات غير موفقة، ونادي الاتحاد معروف بديموقراطيته وريادته، فلماذا لا تكون لديه طريقة انتخابات حضارية تجعل هذا الكيان يحافظ على مكانته وهيبته؟ من خلال وضع آلية بين المجلس التنفيذي وكبار أعضاء شرف الاتحاد ليقدم كل مرشح ما يثبت إمكاناته الحقيقية بقدرته في تولي الرئاسة، والمناظرة مطلوبة، وأتمنى من القنوات التلفزيونية أن تتبنى هذه المناظرة، وهي طريقة حضارية يعرف الجمهور من خلالها ملف كل مرشح انتخابي، وبعد ذلك يحضر العضو وهو يعلم لمن سيصوت، كما حدث في انتخابات اتحاد كرة القدم، والتي أعتقد أنها كانت ناجحة، وأتمنى أن تحدث الآن في نادي الاتحاد، صحيح أنها كانت موجودة في فترة تنصيب الدكتور خالد المرزوقي، لكن الطرح في تلك المناظرة لم يكن في الشكل المطلوب، ربما كون المرزوقي حظي بدعم شرفي في تلك الجمعية. - البعض يرى بأن مثل هذه المناظرات تُحدث لغطاً وتسهم في انشقاقات جديدة؟ - إذا كان المرشح لديه قدرة في إقناع الجمهور... فبعدها للمتابعين حق الحكم في مدى صدقية المرشح أو كونه في الوضع غير السليم، وهل لديه القدرة في المواجهة مع الإعلام أم لا؟ للأسف الرؤساء السابقين في الأعوام الأخيرة لم يكونوا مؤهلين لمواجهة الإعلام، ولم يكن لديهم القبول على مستوى الحضور الجماهيري، فلماذا لا تكون المناظرة للمرشح تجربة لدخول المعركة لمصلحة الاتحاد؟ إذا نجحنا في هذا سنعطي الأندية الأخرى تشجيعاً لممارسة وتطبيق هذه الخطوة في الأعوام المقبلة. - تحدثت عن الحضور الإعلامي.. كيف سيكون تعاملك مع الإعلام في حال ترؤسك للاتحاد؟ - في الفترة الماضية كنت على اختلاف مع بعض الإعلاميين وليس مع وسائل الإعلام، والاختلاف هذا في أراء تخص نادي الاتحاد، واختلاف شخصي أحياناً، أتحدث عن عدنان جستنية بصفته رجل إعلامي سبق له العمل في النادي ولديه قناعات في الجمعيات العمومية، فهي الآن فرصته وفرصة للآخرين أن يدعموه لخوض التجربة، ونجاح شخصية إعلامية تبحث عن نجاح لكل الإعلاميين، وثق تماماً بأنه سيكون لدي الرغبة في تقديم صورة مختلفة تماماً في كيفية التعامل مع الإعلام، وفي شكل يكون فيه تقدير أكثر للإعلامي، إذ أثناء ترؤسي للمركز الإعلامي تلقيت إشادات كثيرة بأن المركز الإعلامي في نادي الاتحاد في فترة رئاستي له مع ست إدارات كان والحمد لله واجهة حضارية رغم وجود بعض الاختلافات وهذا ما سأضعه في برنامجي الانتخابي... لكن سؤالك سبق الحدث. - هل الشخصية التي دفعت بعدنان جستنية للترشح للرئاسة هو العضو الداعم؟ - لا ليس العضو الداعم. - إذاً من هو؟ - طلب مني أن لا أفصح عن اسمه لا تصريحاً ولا تلميحاً فهو فقط محب اتحادي، وقال لي: «الله يرضى عليك يا عدنان لا تذكر اسمي»، بالفعل تفاجأت باتصاله وسعدت باختياره لي، هو غير معروف كثيراً في الوسط لكنه «اتحادي اتحادي». - البعض يفسر ترشحك بأنه يأتي كنوع من الاستفزاز للمرشح إبراهيم البلوي؟ - سبق وأن أعلن إبراهيم البلوي استعداده للترشح للرئاسة في الجمعية العمومية الأخيرة ولم أتقدم بالترشح، وحقيقة حتى عصر اليوم الأخير من إغلاق فترة الترشح - كما بينت - لم يكن في نيتي تقديم استمارة ترشحي، الآن نحن أمام اختبار حقيقي، إذ سأجتمع مع هذه الشخصية الأحد أو الإثنين المقبل لأعلن موقفي الحقيقي، وكما ذكرت سأكون واضحاً وصريحاً مع جمهور الاتحاد، فإذا امتلكت ما يجعلني منافساً قوياً للترشح للرئاسة سأستمر وإذا لم يتوافر الدعم فسأعلن انسحابي. - هل تتوقع أن تحظى بقبول جماهير نادي الاتحاد؟ - لا أودّ أن أستبق الأمور المتعلقة بالجمهور، لكنه يهمني كمرشح لرئاسة نادي الاتحاد عودته للانتصارات، وأن لا أعمل على الوعود بكلام إنشائي استهلاكي، فعندما أكون في الأمر الواقع سأتحدث، أمامي الآن لقاء مع إدارة النادي الحالية للوقوف على وضع النادي المالي، ومن ثم اجتماع مع تلك الشخصية التي دعمتني للترشح، وتجهيز ملفي الانتخابي، وبعدها يتضح لي هل سأحظى بقبول الجماهير أم لا؟ من خلال عملي في المركز الإعلامي والنجاحات التي تحققت الحمد لله لدي شعبية كبيرة بين جماهير الاتحاد، صحيح أنه كان لي في بعض الأحيان أراء قاسية فُهمت بطريقة مختلفة، لكنني أؤمن أن الجمهور الاتحادي له الحق في اختيار من يراه الأنسب في تولي الرئاسة، بالنسبة لي أنا متأكد أن الجمهور الاتحادي إذا اقتنع ببرنامجي الانتخابي الذي سأقدمه له سيرحب بترشحي ودعمي. - كيف تستطيع أن تجعل من العضو المؤثر منصور البلوي داعماً لك؟ - على المستوى الشخصي لا خلاف بيني وبين عضو الشرف منصور البلوي، صحيح أنه ليس بيننا ذلك التواصل لكنني أكن له الحب والتقدير سواء عندما كان رئيساً للإتحاد أم بعد تركه للرئاسة، فاختلافي معه كان في التوجهات الإعلامية، هذه التوجهات الإعلامية ليس لدي مانع في أن أمدّ يدي له ولجميع الإعلاميين الاتحاديين، بوضع ميثاق شرف يكون موالي لأية إدارة وللكيان ككل، ننقل من خلاله الصورة الجميلة لنادي الاتحاد، من خلال اجتماع يجمع أعضاء الشرف والإعلاميين لوضع سياسة إعلامية توافقية جديدة، فكما كان هناك نجاح في عهد إدارة منصور البلوي بوجود إعلام حقيقي، أنا أعتقد أنه ليس منصور البلوي وحده بل جميع أعضاء الشرف المبتعدين، فالإعلام أصبح منفرّ لهؤلاء الأعضاء، راجياً أن لا يكون في الانتقاد شخصنة وانتقائية تؤدي إلى انقسامات بين أعضاء الشرف وابتعادهم، كما حدث في خسارة الاتحاد للعضو الداعم، والحال الصحية للأمير طلال بن منصور التي لا تساعده في الحضور، كما فقد الاتحاد الأمير خالد بن فهد، الحال لا تتطلب التقارب مع منصور البلوي بحده بل مع الجميع. - تردد أخيراً في موقع التواصل الاجتماعي بأن اللجنة المشكلة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب بشأن تقصي الحقائق في أوضاع النادي المالية، ظهر لها أن الغرامة المالية 70 ألف ريال التي ترتبت على إحدى تصريحاتك دُفعت من خزانة النادي؟ - هذا غير صحيح، كانت لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم أصدرت عقوبة مالية ب70 ألف ريال، قمت بالاستئناف، وأثناء النظر في الاستئناف شملني العفو الملكي الذي أسقط جميع العقوبات والالتزامات المالية على جميع الرياضيين. - كيف تصف تجربتك الماضية في سباق الرئاسة والتي حزت خلالها على صوت واحد؟ - لا شك أنها أكسبتني الخبرة ووجدت كيف أن أعضاء الشرف يدعمون مرشحاً «ناوين يرشحوه» ويتم التصويت عليه في الجمعية لتنصيبه رئيساً من أعضاء الشرف والأعضاء العاملين، وإذا تغيرّت تركيبة الجمعية العمومية هذه المرّة اهتماماً بمستقبل الاتحاد، فأنا أعتقد أن الرئيس المقبل سيكمل فترة رئاسته كاملة. - من المؤكد أن يكون لديك إحساس أو شعور معين لمن ستتجه له بوصلة الرئيس الجديد من بين المرشحين؟ - إحساسي بأن الرئاسة ستكون من نصيب عدنان جستنية. - ماذا تريد أن تقول أيضاً؟ - أريد أن أُعيد العضو الداعم لنادي الاتحاد الذي خسره الكيان، وهذا ما سأسعى له عند ترؤسي، وسأزور الأمير طلال بن منصور «شفاه الله»، وأتمنى فعلاً أن تكون الجمعيات العمومية في وضع مغاير، فدخولي للمنافسة هذه المرّة دخول جاد، في المرّة الأولى تجربة أما هذه فلا.. لقد حضرت لأُسعد جمهور الاتحاد ونخرج سوياً من النفق، وأن يكون للاتحاد انتخابات نزيهة، من خلال انتخابات تحقق فعلاً اختيار المرشح الأفضل مادياً وفكرياً، وهذا التوجه لا يكفي فقط أعضاء الشرف بل أيضاً الجماهير مع أمنياتي أن تبدأ الرئاسة العامة لرعاية الشباب من الآن في المراقبة على سير الانتخابات.