فجأة وبعد أن كان الفراغ سيد الموقف يتقدم لرئاسة نادي الاتحاد خمسة مترشحين للجلوس على الكرسي الكبير الذي خلا باستقالة الرئيس محمد فايز، بطريقة لا تخلو من فهلوة، وهي ذات الفهلوة التي نجح من خلالها الفايز بالفوز بالرئاسة يوم أن قفز كمظلي بارع وهو ابن السبعين عاماً وقبل يوم واحد من إغلاق باب الجمعية العمومية السابقة من مقعد الرئيس الشرفي إلى مقعد رئيس النادي. اليوم يتكرر ذات المشهد حيث بات مطلوباً من عدنان جستنية، وإبراهيم البلوي، ومدحت قاروب، واحمد كعكي، وماهر بندقجي إظهار فنونهم في فن الفهلوة، ولا أقول فن الإعداد للدخول في سباق الانتخابات؛ لأن اللعبة الانتخابية في نادي الاتحاد قائمة وبرضا من الرئاسة العامة لرعاية الشباب على قواعد فن الفهلوة، فالأفضل ليس من يستميل الناخبين بسيرته الذاتية الثرية، وقدراته الشخصية الفائقة، وبرنامجه الانتخابي المحكم، وإنما من يملك البراعة في تطويع الانتخابات لصالحة بالقبض على أوراق اللعبة والتحكم في تسييرها. من بين المترشحين الخمسة لا يبدو أحد بارع في فنون الفهلوة؛ وخصوصاً تلك التي تأتي على الطريقة الاتحادية مثل إبراهيم البلوي وعدنان جستنية، والأخير متمرس فيها حد الاحتراف حتى أنه لعب دور اللاعب والمدرب باختلاف المراحل الاتحادية لكنه في لعبة الانتخابات إنما يدخل بتكتيك "ألعب أو أخرب"، بينما لم يعرف عن الأول الكثير في هذه اللعبة ليس لعدم امتلاكه المهارة والقدرة، وإنما لأنه لم يكن لاعباً أساسياً في الساحة الاتحادية، وإن حاول اختراق التشكيلة غير مرة لكن وجود منصور البلوي كلاعب محترف خطير ويلعب في ذات الخانة فرض عليه أن يبقى على مقاعد الاحتياط طويلاً لكنه ظل بين حين وآخر يظهر شيئاً من قدراته المحبوسة. اللافت الآن أن اللاعبين الاتحاديين لا وقت لديهم للتسخين، ولا حتى لجس النبض، إذ بدأ جستنية الهجوم بفهلوة (ملعوبة) وبتسديدة قوية بالإعلان عن وجود داعم ثري يقف خلفه حيث سيفتح باب الخزانة الاتحادية بشيك مصدق قيمته 70 مليون ريال، مطالباً المترشحين الآخرين بالالتزام بهذا المبلغ كإثبات صدق نية أمام أنصار النادي، وهي التسديدة التي تصدى لها منصور البلوي بتكتيك محكم، حيث يلعب الآن دور المدرب بعد اعتزاله القسري للعبة، إذ أعلن بأنه يقف خلف شقيقه بقوة وبدعم مفتوح، دون أن يحدد قيمة هذا الدعم لأن الكلام في "فهلوة الاتحاديين" لا جمرك عليه! حتى اللحظة لا زال قاروب وبندقجي وكعكي يتفرجون على مهارات جستنية والبلوي؛ وفي حين يبدو أن الثلاثة الأوائل أضعف من أن يدخلوا هذا السباق المحموم؛ خصوصاً الأول الذي أثبت فشله غير مرة، بيد أن كعكي حتماً سيظهر في الوقت المناسب حيث يقف خلفه - وكما هو واضح - نائب الرئيس السابق والرئيس المكلف الحالي عادل جمجوم، وهو واحد ممن أظهروا في العامين الماضيين براعة فائقة في فنون الفهلوة الاتحادية، وإلا لما استطاع الصمود أمام فريق قوي ومنظم كفريق منصور البلوي، بل لا يستبعد أن يلعب جستنية في لحظة مفصلية دور "أرنب السباق" لاستنزاف البلوي وتسهيل عبور كعكي إلى خط النهاية. كل ذلك يحدث وأكثر منه و"رعاية الشباب" لا عمل لها إلا لعب دور المنظم للعبة الفهلوة الاتحادية بل وممارسة مهمة الراعي الرسمي لها من خلال الاستمرار في تنفيذ الانتخابات الصورية، بينما يقف كبار الاتحاديين يتفرجون كعادتهم، في وقت لا زال "عميدهم" الثمانيني يئن تحت وطأة ما يمارسه أبناؤه من تلذذ في نثر الملح على جسده المثخن بالجراجات الغائرة!.