اختتمت ثلاثة أيام من المفاوضات المكثفة بين إيران والقوى الست الكبرى بالفشل في ساعات الأحد الأولى في جنيف وبدون أن تسفر عن اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي يشتبه الغرب بأنه يتضمن شقا يهدف إلى امتلاك سلاح نووي. وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن اجتماعا جديدا سيعقد في 20 تشرين الثاني نوفمبر، وأن المحادثات انتهت دون التوصل لاتفاق. وقالت أشتون «تحقق الكثير من التقدم الملموس ولكن بعض الخلافات ما زالت قائمة.. أنا والوزير ظريف سنجتمع مجددا مع فريق المفاوضين الإيرانيين والمديرين السياسيين للقوى الست هنا يوم 20 نوفمبر». وتعثرت المفاوضات في اليومين الأخيرين بطلبات توضيح من بعض المشاركين وخصوصا فرنسا، عند صياغة اتفاق مؤقت لمدة ستة أشهر يشكل مرحلة أولى «يمكن التحقق منها» على طريق اتفاق دائم. وطلبت ضمانات خصوصا في بعض جوانب البرنامج، بينها مصير مفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة ويجري بناؤه ليتم تشغيله صيف 2014. وبقيت عالقة أيضا المسائل المرتبطة بإنتاج البلوتونيوم وتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة التي تعد مرحلة إلزامية لزيادة التخصيب إلى 90% النسبة اللازمة لإنتاج سلاح نووي، وكذلك مسألة 19 ألف جهاز للطرد المركزي وإنتاج جيل جديد من هذه الأجهزة أسرع بخمس مرات. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أول من أعلن عدم التوصل إلى اتفاق، مؤكدا أنه ما زال هناك طريق طويل يجب قطعه. وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي «كان هناك الكثير من الأوقات في السنوات الأخيرة التي عملنا فيها بجد. لكننا الآن أقرب إلى حل مما كنا منذ سنوات عديدة». وأكد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أنه «لم يشعر بخيبة أمل» على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق مع مجموعة 5+1. وقال للصحافيين «لا أشعر بخيبة أمل». من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الولاياتالمتحدة «ليست عمياء، ولا أعتقد أننا أغبياء» فيما يتعلق بالمحادثات النووية مع إيران. وأكد في مقابلة مع تلفزيون أمريكي أنه «لا توجد أية ثغرات» في التزام إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه إسرائيل، وسط توتر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الحليفين بسبب المحادثات النووية الإيرانية. وفي إسرائيل، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن بلاده ستعمل كل ما بوسعها لمنع توقيع اتفاق في جنيف مع إيران حيال برنامجها النووي. وقال نتنياهو أمام أعضاء الحكومة أمس إنه أجرى سلسلة مكالمات هاتفية مع قادة الدول الخمس (الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن) وحذرهم من أن الصفقة الآخذة بالتبلور مع إيران بشأن برنامجها النووي تشكل خطرا على العالم أجمع، معربا عن أمله بألا يتم توقيع اتفاق مع إيران. ودعا نتنياهو قادة الدول الخمس إلى التريث ودراسة جميع المسائل العالقة بإمعان كون القرارات الواجب اتخاذها تاريخية. وأوضح نتنياهو أن الاتفاق يقضي بتخفيف العقوبات المفروضة على إيران منذ سنوات، وفي الوقت نفسه يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم وإنتاج مادة البلوتونيوم المشعة. وأكد رئيس الوزراء أن إسرائيل ستعمل كل ما بوسعها لمنع توقيع اتفاق مع إيران تعتبره سيئا.