في فترة التوقف التي يشهدها الدوري هذه الأيام انقسمت الأندية السعودية ما بين معسكرات في الداخل واخرى في الخارج في الوقت الذي تعاني فيه بعض تلك الأندية من الأزمات المادية، كما يبرز أيضا سؤال مهم حول التمارين الصباحية وعدم تطبيقها في الأندية السعودية.. حول هذين العنصرين تحدثت «عكاظ» مع مجموعة من مديري الكرة السابقين بالأندية، حيث يرى الدكتور محمد السليمان أن المعسكرات الخارجية هي الأفضل في حال مقدرة النادي على تحمل تكاليفها المادية حيث إنها تعتبر فرصة للاعبين لالتقاط الأنفاس والابتعاد عن أجواء الضغط الإعلامي والجماهيري، كما أنها فرصة أيضا للجهاز الفني والإداري لمعالجة الأخطاء في الفريق بروية ودون التأثر بالمطالبات الإعلامية والجماهيرية. الخارجية أفضل فيما يرى المشرف العام السابق على الكرة بالنادي الأهلي وجدي الطويل أن المعسكرات الخارجية هي الأكثر فائدة من الناحية الفنية إذا توفر فيها عاملان الأول أن يكون المعسكر في أجواء مشابهة للمنطقة التي يلعب فيها النادي من ناحية درجة الحرارة ونسبة الرطوبة، أما العامل الثاني الذي يساعد على نجاح المعسكر الخارجي في هذه الفترة هو وجود مباريات ودية حيث يحتاج النادي إلى مثل هذه المباريات لزيادة الانسجام بين لاعبي الفريق وعدم الابتعاد عن حساسية المباريات ، وهذا لا يتوفر في المعسكر الداخلي حيث يصعب لعب مباريات ودية أثناء فترة الحج نظرا لكثرة الزحام وصعوبة الحصول على تأشيرات الدخول للأندية القادمة من الخارج. الخارجي مكلف في حين يفضل مدير الكرة السابق بنادي الوحدة عبدالله خوقير المعسكرات الخارجية خاصة أن فترة التوقف ليست بالفترة الطويلة التي تستحق إقامة معسكر خارجي بتكاليف باهظة في ظل الأزمة المادية الخانقة التي تعاني منها الأندية. وحول تجربة التمارين الصباحية وعدم تطبيقها في الأندية السعودية يؤكد خوقير أن اللاعب السعودي يأخذ حقوقه كاملة لكنه لايؤدي واجباته بنفس الصورة، فاللاعب غير منضبط في عملية النوم والاستيقاظ المبكر إضافة إلى أن ثقافة الاحتراف في الأندية مازالت تعتمد على المجاملات، فالأندية غير قادرة على محاسبة لاعبيها أو معاقبتهم وخاصة النجوم الكبار، حيث أن الغرامات المالية هي مجرد لوائح وأنظمة تطبق حسب المزاج الإداري مع لاعبين دون آخرين. الأندية غير مهيأة ويتفق معه في ذلك الدكتور محمد السليمان الذي يرى أن التدريبات الصباحية من الصعب تطبيقها في الأندية في ظل عدم وجود إدارات متفرغة فمعظم الأندية تخلو من الموظفين في الفترة الصباحية، إضافة إلى أن الأندية تعجز عن السيطرة على اللاعب الذي قد يأتي للتدريب الصباحي دون أن ينام ثم يعود لمنزله لينام طيلة اليوم مما يؤثر على اللياقة البدنية للاعب، ويضيف السليمان: «من الصعب أن تلزم اللاعب بدوام رسمي لساعات طويلة في ظل عدم وجود المرافق المهيأة في الأندية التي تساعد اللاعب على البقاء فيها فترة طويلة». الطقس والأحمال عائقان في حين يرى وجدي الطويل أن عامل الطقس والإجهاد البدني نتيجة الأحمال اللياقية الموزعة على الأسبوع تعد من أهم العوائق التي تواجه تجربة التدريبات الصباحية، لكنه في الوقت ذاته يرى أن المدرب من حقه أن يفرض على بعض اللاعبين العائدين من الإصابة أو أولئك المنتظمين في برنامج تأهيلي علاجي عملية التدريبات الصباحية، كما يرى أن التدريبات الحالية كافية لأنها تتناسب مع لياقة اللاعب السعودي وعقليته الاحترافية.