دربت الرائد ب«لغة الإشارة»!

حمل يوم الرابع من شهر ديسمبر الماضي خبرا صاعقا على مسامع جماهير نادي الرائد.. كيف لا وهي التي استقبلت في هذا اليوم خبر ابتعاد مدرب الفريق السابق «لوتشو نيزو» عن تدريب الفرق لأسباب لم تعلن حينها من جانب إدارة النادي، بل ولم يوضح من قبل الإدارة، هل هذا الابتعاد جاء بعد إقالة أم استقالة؟ قبل أن يتم التعاقد مع المدرب البرتغالي بوريكو جوميز.
«الداهية» كما وصفه محبو فريق الرائد فتح قلبه ل «شمس» وأفصح عن الأسباب التي أدت إلى ابتعاده عن تدريب فريق الرائد بجانب رأيه في العمل الذي تقوم به إدارة نادي الرائد برئاسة فهد المطوع، إضافة إلى تعليقه على بعض الأعمال التي تدور داخل النادي القصيمي.. كل هذا وأكثر في الحوار التالي:
كيف تنظر إلى بيئة العمل في نادي الرائد؟
طوال فترة وجودي في هذا النادي لإشرافي على الفريق الأول لكرة القدم وجدت بيئة عمل جيدة وشجعتني لأن أسعى لتقديم ما في وسعي من جراء التشجيع الحار الذي لقيته من قبل المسؤولين على النادي والجماهير وذلك من أول يوم قدمت فيه إلى النادي، الشيء الذي جعلني أكن كل التقدير والاحترام لجميع العاملين في هذا النادي وللاعبي الفريق والجماهير.
هل صحيح أنك تعرضت لمضايقات أثناء فترة عملك في النادي؟
هي ليست مضايقات ولا أود الحديث عنها كونها كانت تصرفات خاطئة من بعض الأشخاص، ولكن ما يهمني هو أن جميع الأمور حينها سارت بطريقة جيدة على الرغم من وجود هذه التصرفات.
كيف تقيم عملك خلال فترة إشرافك على الفريق الأول لكرة القدم بنادي الرائد؟
بالمجمل كانت فترة عمل جيدة جدا على الرغم من أنني لم أتدخل في عملية اختيار اللاعبين في بداية الموسم، فضلا عن أنني واجهت بعض المشكلات الهيكلية بالفريق من جراء عدم توفر الإمكانيات وعدم توفر الأشخاص القادرين على مساعدتي في حل بعض المشكلات التي كنت أواجهها أثناء التدريب، إلا أنني وبمساعدة اللاعبين تمكنت من وضع الفريق في المراتب الأولى خلال انطلاق الدوري، وهذا ما لم يحدث لفريق الرائد طوال تاريخه وكذلك ما لم يحدث لفرق منافسة لفريق الرائد أيضا.
وكيف ترى حصد الفريق ل14 نقطة من خلال 12 لقاء خاضها الفريق خلال فترة إشرافك؟
إنجاز كبير.. على الجميع أن يعلم أن كل ذلك حدث بسبب المعسكر الذي أقيم للفريق في دولة البرازيلن، حيث أعددت خطة عمل تتناسب مع كرة القدم الحديثة وتم تطبيق تكتيكها الخاص خلال لقاءات الدوري، ساهم في ذلك أيضا التحسن الكبير الذي طغى على الفريق من النواحي المادية والمعنوية، حتى وأنا أبتعد عن الفريق كان يحتل المرتبة السادسة بين ترتيب الفرق.
ما أسباب ابتعادك عن تدريب الفريق؟ وهل كان ابتعادك نتيجة استقالة شخصية منك أم إقالة من قبل إدارة النادي؟
الابتعاد أتى برغبة شخصية مني خصوصا عندما رأيت بوادر عدم الرضىا من قبل إدارة النادي على العمل الذي أقوم به، فالفريق اندفع بصورة غريبة إلى الخلف لأسباب ليس لعملي فيها شأن، وهذا ما كنت أحذر منه مرارا أثناء حديثي مع رئيس النادي فهد المطوع خلال الاجتماعات التي نعقدها سويا، فالفريق بات يتأثر بأي ظروف يمر بها، سواء كانت إيقافات أو إصابات وهذا ما لا يجب أن يحدث في عالم كرة القدم، أي أنه كان من الضروري توفير إمكانيات تجابه هذه الظروف كعيادة طبية على مستوى عال ولاعبين بدلاء لا يقلون في المستوى الفني عن اللاعبين الأساسيين، فعندما كنت مدربا للفريق تعرضت لموقف حرج عندما تعرض المهاجم موسى الشمري للإصابة وأيضا لاعب الوسط صلاح الدين عقال نظرا إلى عدم وجود لاعب قادر على سد الفراغ الذي أحدثه غياب هذين اللاعبين، وأنا الآن أتابع الفريق في بعض لقاءاته في الدوري وأجده يعاني هجوميا بسبب ابتعاد موسى الشمري عن مستواه وإصابة المهاجم المغربي جواد أقدار وهذا يدل على صحة وجهة نظري عندما أكدت أن الفريق يتأثر بأمور ليس للطريقة الفنية شأن فيها، ولكن للأسف وجدت سهام الغضب تتجه صوبي حينما مر الفريق بحالة انخفاض للمستوى العام لأسباب ليست من أساسيات عملي الفني، قررت الابتعاد لكيلا أتحمل أكثر مما حملت، ما أدهشني بعد ابتعادي هو خروج أشخاص يؤكدون أن رغبتي في الرحيل جاءت بسبب عدم تكيفي على أجواء مدينة بريدة وهذا غير صحيح إطلاقا فأنا قدت الفريق للانتصارات وأنا في مدينة بريدة ولو كان حديثهم صحيحا لما بقيت مع الفريق لمدة تتجاوز الثلاثة أشهر، ليتهم بدلا من أن يرجعوا أسباب رحيلي للأجواء ذكروا أن أسباب انخفاض مستوى الفريق ليس من شأن لوتشو وعمله.
كيف ترى العمل الإداري الذي يقوم به رئيس النادي فهد المطوع؟
فهد المطوع شخصية إدارية رائعة، ويدير النادي وفق سياسة إدارية لا يدخر من خلالها أي جهد من أجل حل جميع متطلبات فرق النادي في جميع الألعاب. مشكلته تكمن في فترة غيابه عن النادي فهو يستقر على بعد 400 كيلو عن النادي ما يصعب عليه عملية إدارة ومتابعة شؤون النادي أولا بأول، إضافة إلى عدم وجود أشخاص مؤهلين إداريا للعمل في النادي يقومون بحل الأمور الشائكة في حال غياب الرئيس.
وقعت عقد تدريب الفريق قبل بداية الدوري بفترة قصيرة.. هل شكل لك ذلك ضغطا في سبيل إعداد الفريق لخوض المنافسات؟
بلا شك، ولكن ساعدني في ذلك المعسكر الذي أقامه الفريق في مدينة بيلوهوريزونتي في دولة البرازيل وتمكن الفريق من تحقيق نتائج مميزة في بداية الموسم، وكنت واثقا من أنني سأتجاوز هذه المعضلة وأعد فريقا قويا وهذا ما تحقق.
إدارة النادي جلبت عددا من اللاعبين قبل أن يتم التعاقد معك.. هل تسبب ذلك في إجرائك لبعض التغييرات الفنية على خطة لعبك المعتادة؟
بالفعل كان ذلك مؤسفا للغاية، ولم أكن أتوقع بأن يتم هذا العمل من قبل إدارة بحجم إدارة الرئيس فهد المطوع، تفاجأت بعملية رفض جلب بعض اللاعبين في بعض المراكز التي حددتها والتعذر بقرب إقفال فترة التسجيل الصيفية وصعوبة إنهاء المفاوضات خلال المدة القصيرة حينها وأخبروني بالاكتفاء بما تم جلبه من لاعبين محليين، في رأيي كان من الأفضل أن يتم التعاقد معي أو مع غيري من المدربين قبل بدء الموسم بفترة الشهرين ومنح المدرب المختار حرية اختيار اللاعبين بصورة تناسب التكتيك الذي ينتهجه من خلال اطلاعه على عدد من اللاعبين سواء المحليون أو الأجانب، لم أتدخل في اختيار أي لاعب سوى لاعب الوسط البرازيلي تشارلز وأسباب اختياري له هي قدرته على اللعب في أكثر من مركز كالوسط الأيسر وصانع الألعاب والمحور والظهير الأيسر واضطررت لاختياره بسبب رفض إدارة النادي جلب لاعب محلي في خانة الظهير الأيسر للأسباب التي أوضحتها، أما عن خطة اللعب وتغييرها فلا أخفيك أن الخيارات الموجودة أجبرتني على تغيير طرقة اللعب حسب ما هو متاح من لاعبين.
البعض تحدث عن وجود مشكلة بينك وبين لاعب الفريق السابق الأردني حاتم عقل بسبب مشاهدتك له أثناء قيامه ب «التدخين» ما تسبب في استبعادك له عن قائمة الفريق؟
أشكرك على هذا السؤال، لا أعلم من أين أتى هؤلاء الأشخاص بهذه المعلومات، أسباب إبعادي لعقل تعود لعدم جاهزيته البدنية من جراء تخلفه عن المعسكر الذي أقيم في دولة البرازيل بسبب تأخر استخراج تأشيرة الدخول للأراضي البرازيلية، حينها سمحت له بالتدريب مع منتخب بلاده برفقة لاعب الفريق باسم الشريف، وعندما عاد الفريق إلى بريدة طلبت من مدرب اللياقة في الفريق فابيو عمل برنامج تأهيلي خاص للاعب وبعد اكتمال جاهزيته البدنية أشركته في مباريات مهمة كلقاءات الفريق بفرق الفتح والنصر والهلال والفيصلي التي أبلى فيها بلاء حسنا باستثناء لقاء فريق الفتح الذي تلقى فيه بطاقة حمراء عقب مشاركته في 25 دقيقة، أما قصة تدخينه للسجائر فهذا أمر شخصي بيني وبينه ولا يرتبط بعملية عدم إشراكي له، فالتدخين صفة يجب ألا تكون من صفات لاعب كرة القدم وهذا ما أحببت أن أنقله للاعب حاتم عقل، في المقابل جاء تعامل اللاعب معي رائعا جدا وأبدى احترامه لرأيي ووعدني بأن يبتعد عن هذه العادة، وللأمانة حاتم عقل من بين اللاعبين الذين أوفوا بجميع التزاماتهم الرياضية تجاهي وأنا معجب كثيرا به وهو بالفعل لاعب كبير ويعد مكسبا لفريق الرائد.
خلال فترة إشرافك على الفريق لاحظ الجميع عدم وجود مترجم للغة يربط بينك وبين اللاعبين كما هو معتاد.. كيف ترى ذلك؟
هذا الأمر كان متعبا لي ولبقية الطاقم الفني أيضا، أغلب لاعبي الفريق لا يجيدون اللغة الإنجليزية ويصعب علي إيصال المعلومة إليهم بالطريقة الصحيحة وأحيانا أشك في أن المعلومة حينما تصل إلى اللاعب تصله بطريقة خاطئة وهذا ما كنت أخشى أن يكلفني كثيرا حينما بدأت العمل مع الفريق، بعد عودة الفريق من معسكر البرازيل طلبت من إدارة النادي ضرورة توفير مترجم في أقرب فرصة ولكن لم يحدث هذا، ما جعلني أشعر بصعوبة إيصال المعلومة أثناء اللقاءات أو خلال المحاضرات التي تسبق هذه اللقاءات، وإلى الآن لا أعلم الأسباب الحقيقية وراء عدم توفير مترجم على الرغم من أن أمرا مثل هذا يعد من أبسط حقوق المدرب على إدارة النادي خصوصا أن هذا الأمر يساهم في الرقي بالعمل الفني من خلال إيصال المعلومة للاعب بالشكل الصحيح، تخيل أنني طوال فترة إشرافي أقوم بإيصال المعلومة لمدرب اللياقة بالفريق البرازيلي فابيو عبر لغتنا اللاتينية لكي يتمكن من نقلها باللغة الإنجليزية إلى مدير الفريق فارس العمري وهو الذي ينقلها باللغة العربية إلى اللاعبين الذين لا يجيدون اللغة الإنجليزية، أما اللاعبون الذين يجيدون اللغة الإنجليزية فأمرهم يبدو أسهل من سابقيهم فينحصر الموضوع بيني وبين ابن جلدتي فقط أعطيه المعلومة باللغة اللاتينية وهو ينقلها باللغة الإنجليزية، أليس هذا متعبا؟ ولكنني قلتها سلفا إنه على الرغم من عدم وجود الإمكانيات إلا أنني قدمت عملا استحققت على إثره الثناء من قبل محبي ومسؤولي هذا النادي.
كيف ترى حظوظ فريق الرائد فيما تبقى من منافسات هذا الموسم؟
لا أستطيع أن أدلي برأيي في هذه الفترة تحديدا، كوني بعيدا كل البعد عن النادي ولا أعلم حقيقة العمل الذي يقوم به مدرب الفريق الحالي، ولكن لو سألتني عن أسباب انخفاض مستوى الفريق سأقول لك إن هذا أمر كنت أتوقع حدوثه.
في رأيك ما أسباب عدم احتراف اللاعب السعودي خارجيا؟
لا أعرف، ربما تكون فترة إشرافي القليلة على تدريب اللاعب السعودي سببا رئيسيا في ذلك.
بحكم إشرافك على تدريب فريق الرائد.. ما مزايا وعيوب اللاعب السعودي؟
اللاعب السعودي يملك قدرات فنية جيدة نوعا ما، ومشكلته تكمن في التكوين البدني وتعدد الإصابات.
من أعجبك من الأندية السعودية، ومن لفت انتباهك من اللاعبين؟
جميع الأندية في الدوري السعودي مستوياتها متقاربة وكذلك اللاعبون، لذلك يصعب علي تحديد ناد ولاعب معين أيضا.
كيف ترى المنافسة بين الفرق في دوري زين السعودي؟
منافسة مشتعلة، هنيئا لكم بهذا الدوري.
وماذا عن برمجة المسابقات في الدوري السعودي ومواقيتها.. كيف تراها؟
برمجة جيدة جدا ولا بد من العمل على تطويرها إلى الأفضل.
وكيف ترى مستوى الحكام في الدوري؟
جميع الحكام ومساعديهم لديكم مستوياتهم مقنعة.
وماذا عن عملك التدريبي في البرازيل، هل أنت مرتبط بفريق حاليا؟
حاليا أدرب فريق أمريكانو وأنهى الفريق أخيرا مشاركته في بطولة دوري كاريوكا البرازيلي لكرة القدم.
وهل تنوي العودة إلى الدوري السعودي مستقبلا؟
هذا شرف كبير لي إن تحقق، وأنتظر عرضا من أحد الفرق في الدوري أو عرضا من منتخب تحت 20 عاما كوني أحمل العديد من الأفكار لتطوير النشء، تمكنت من تطبيق بعض منها أثناء تدريبي للمنتخب البرازيلي لدرجة الناشئين قبل موسمين