اختلف عدد من المدربين والمحللين الرياضيين حول نجاح المعسكرات الخارجية التي تقيمها الفرق السعودية في مختلف دول أوروبا وبعض الدول العربية والمكاسب الحقيقية التي تعود عليها من إقامة تلك المعسكرات التي تتزامن مع فترة الاستعداد للموسم الجديد حيث شدد فيه البعض على أهمية هذه المعسكرات في الإعداد كونها تتيح للفرق خوض تجارب قوية أمام أندية قوية و رأى آخرون أنها ترهق ميزانية الأندية ومع هذه الاختلافات فقد اتفق الجميع على أهمية الإعداد المبكر والتخطيط السليم للموسم الرياضي لكنهم يعتبرون أن التحضيرات لن تفرز نتائج إيجابية إذا لم يكن الانضباط والالتزام شعارا لهذه المعسكرات سواء كانت خارجية أو داخلية خاصة وأن المعسكرات ليست تجمعا للاعبين فقط بل هي خطط احترافية وعمل مكثف وصولا إلى الأهداف الحقيقية المتمثلة في الانسجام بين اللاعبين والإعداد الأمثل للفريق وللمعلومية فقط فسيدخل 14 ناديا سعوديا معسكرات خارجية وداخلية تحضيرا للموسم الجديد من المتوقع ان تنفق عليها ما يقارب العشرين مليون دولار خاصة وأن المعسكر في دولة أوروبية يكلف ما يزيد على ال 600 ألف دولار حسب المدينة واللقاءات الودية شاملة تذاكر السفر في حين يكلف إقامة معسكر داخلي في مدينة سياحية في السعودية 200 ألف ريال شاملة السكن وتذاكر السفر . باهظة التكاليف المحلل الرياضي والخبير الرياضي المعروف مدني رحيمي أيد فكرة إقامة المعسكرات الخارجية لكنه شدد على ضرورة تواجد المدرب صاحب الشخصية القوية مشيرا إلى أن المعسكرات الخارجية أفضل بكثير لتوفر كافة وسائل نجاح المعسكر كما أنها تتميز بالانضباط وهو لا يتوفر للأندية إذا أقامت معسكرات محلية في أبها أو الطائف على سبيل المثال إذ أن كثيرا من اللاعبين يتعذرون بزيارة أقاربهم واعترف رحيمي أن المعسكرات الخارجية مكلفة ماديا ولا تستطيع معظم الأندية تحمل نفقاتها في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها غير أنه أكد على أهميتها في إعداد الفريق بشكل مثالي يؤهلها للظهور الجيد في المباريات الرسمية معتبرا أن المادة والانضباط تحددان وبدرجة كبيرة نجاح المعسكرات من عدمها الجو المثالي وأكد مدرب المنتخب السعودي الأولمبي خالد القروني أن المعسكرات الخارجية أفضل من الداخلية لأن أجواءها تكون معتدلة مقارنة بالأجواء الحارة في السعودية ما يتيح للفرق الفرصة في إقامة أكثر من مران في اليوم إضافة إلى خوض عدد من اللقاءات الودية مع فرق قوية ويرى القروني أن المعسكرات الداخلية لن تعود بمكاسب حقيقية للفرق ومعظم اللاعبين لا يتقيدون بالتعليمات ،ودائما ما يتغيبون عن التدريبات بحجج وأعذار واهية ،مثل حضور مناسبات عائلية وغيرها مبينا أن الانضباط يكون كبيرا في المعسكرات الخارجية كما أنها تبعد اللاعبين عن ضغط الإعلام والجماهير مشددا على ضرورة أن يكون المعسكر متكاملا من جميع النواحي ويتخلله عدد من التجارب الودية، ليتسنى للمدرب الاطمئنان على سير تحضيراته والوقوف على مستوى جميع اللاعبين. بيئة التحضيرات نصح الخبير الرياضي والمدرب الوطني القدير محمد الخراشي إدارات الأندية بالاهتمام بالدولة التي سيعسكر فيها الفريق مع مراعاة توفر مستلزمات نجاح المعسكرات ومنها على سبيل المثال لا الحصر الملاعب وصالات الحديد والمسابح والجاكوزي والساونا موضحا أن القدرة المالية للفريق لها علاقة كبيرة بتحديد مكان المعسكر سواء كان داخليا أو خارجيا والإمكانات المطلوب توافرها فيه وذكر الخراشي عددا من العوامل التي تسهم في إنجاح المعسكر منها اعتدال الاجواء وتوافر الملاعب الجيدة وإمكانية إقامة مباريات ودية قوية تستفيد منها الفرق مع وجود اجهزة وعيادات طبية رياضية. معسكرات للترفيه يرى المحلل الرياضي وعضو مجلس إدارة نادي النصر السابق عبدالعزيز الدغيثر أن معسكرات الأندية السعودية الخارجية لم يعد لها أي مردود فني لافتاً إلى أنها باتت للتباهي والترفيه وقال الدغيثر أنا بحكم خبرتي البسيطة أرى أنه من المستحيل أن ترفع المعسكرات الخارجية مستوى الفرق من الناحية الفنية خصوصا أن اختلاف الاجواء يشكل نقطة ضعف للأندية وأضاف الدغيثر بقوله إن المشكلة التي تخفى على العديد من الجماهير أن انديتنا تواجه في المباريات الودية خلال المعسكرات الاوروبية فرقا ضعيفة جدا ربما هي فرق شركات وحواري أو فرق غير محترفة معتبرا ذلك كارثة كبيرة خصوصا أن الجماهير تسمع عن النتائج الكبيرة التي تحققها أنديتنا في المعسكرات الخارجية وتعتقد أنها تعيش تطورا كبيرا في الأداء والواقع يقول غير ذلك وذكر الدغيثر أن الأندية الكبيرة لا تلعب مع فرقنا خلال المعسكرات الأوروبية بسبب فارق التوقيت وتمتع اللاعبين في الاجازة الصيفية . اعتدال الطقس يساعد في الاعداد أكد المدرب الوطني عبد اللطيف الحسيني المتخصص في مجال الإعداد البدني أن المعسكرات الخارجية تتميز بالعديد من الفوائد أهمها توافر الأجواء المناسبة واعتدال الطقس ما يسهل على اللاعبين أداء تدريباتهم بالشكل المطلوب مبينا أن الأندية الخارجية تتمتع بإمكانات كبيرة تساعد على إعداد اللاعبين بصورة جيدة من خلال توافر صالات التدريب المدعومة بجميع الأجهزة الرياضية إضافة إلى اقامة مواجهات ودية مع فرق عدة هناك وشدد الحسيني على أهمية تواجد اللاعبين الاساسيين والأجانب في المعسكر الخارجي حتى تتحقق الفائدة الكاملة . أجواء الطائف والباحة مثالية وفضل المدرب الوطني بندر الجعيثن المعسكرات الداخلية خصوصا أن الخارجية تستنزف ميزانية النادي وربما تدخله في أزمات مالية يصعب الخروج منها مؤكدا أن المدن السياحية السعودية المعروفة مثل الطائف والباحة وأبها تتمتع بجميع العوامل التي تساعد على نجاح المعسكرات مثل الاجواء المناسبة وتوافر الامكانات ويرى الجعيثن أن العقبة التي تعترض المعسكرات الداخلية تتمثل في عدم وجود مباريات ودية، إذ لا تتمكن الاندية من اللعب إلا مع أندية صغيرة وأشار الجعيثن إلى أن غالبية الاندية تفضل المعسكرات الخارجية نظرا لوجود أكثر من فريق في نفس المنطقة التي يعسكر فيها . فترة ضرورية اعتبر المدرب الوطني سلطان خميس أن المعسكرات خارجية كانت أم داخلية مفيدة للأندية مستغربا خوض الاندية معسكرات لمدة 15 يوما منها يومان لرحلة الذهاب والإياب لافتاً إلى انه من الصعب الاستفادة من معسكر فترته محدودة قد لا تساعد في رفع المعدل اللياقي والفني للاعبين, وقال الخميس الأفضل للأندية أن تقسم فترة استعداداتها لقسمين الأول داخليا ويكون أطول فترة الهدف منه رفع المعدل اللياقي والآخر خارجيا فقط لإقامة اللقاءات الودية مع أندية عدة مستغربا من أندية تخوض معسكرات خارجية على الرغم من عدم توافر ميزانية كافية لها فتدخل في أزمات منتصف الموسم تتمثل في تأخر صرف الرواتب والمكافآت ويعيش الفريق في دوامة لا يستطيع الخروج منها وطالب الخميس بالاستفادة من المدن السياحية في المملكة مثل أبها والطائف والباحة في الاستثمار الرياضي من خلال استقطاب الاندية الخارجية لإقامة معسكراتها فيها ومواجهتها وديا وذلك لتوافر الأجواء المناسبة كما يحدث في الأندية الإسبانية والايطالية التي تقيم معسكراتها الإعدادية في مدنها السياحية . الوديات تجهز الفرق وتحدث المدرب الوطني حمود السلوة وهو المدرب المختص في اللياقة البدنية حيث قال إن للمعسكرات الخارجية إيجابيات كثيرة وليس لها أوجه سلبية أبدا من وجهة نظري سوى تكاليفها المادية الباهظة فاللاعب في المعسكر الخارجي يكون تحت نظر الأجهزة الفنية والإدارية المسئولة عنه لذلك تكون تلك المعسكرات أكثر فائدة للاعب من هذا الجانب ومضى السلوة يقول إن المعسكرات الخارجية ترفع المعدل اللياقي وبصورة أسرع هذا بالإضافة إلى أنها تعطي الفريق فرصة الاحتكاك بالفرق القوية التي يلعب ضدها المباريات الودية لذلك هي فرصة للاعب لتطوير مستواه الفني ورفع معدل لياقته البدنية ، لذلك الأندية حريصة كل الحرص على الاستفادة من تلك المعسكرات التي تكلفها ماديا لكنها بالطبع لها مخرجات إيجابية . ايجابيات اكثر من السلبيات وأخيرا تحدث مساعد مدرب المنتخب السعودي للناشئين سابقا وعميد مدربي الأحساء حمد الخاتم عن المعسكرات الخارجية وقال إن لها فوائد عظيمة وإيجابياتها أكثر من سلبياتها بكثير أو بمعنى آخر هي لا توجد لها سلبيات مؤثرة بقدر الإيجابيات التي تعود بها على الفريق بالنفع . وأضاف الخاتم بقوله يكفي أن الإداري يستطيع أن يكيف اللاعب في المعسكرات الخارجية ويكفي المدرب أن يكون جميع اللاعبين أمامه ويكفي الفريق بأكمله أن يلعب مباريات من العيار الثقيل في تلك المعسكرات ويكفي ما يجنيه الفريق من انضباط وتقيد بمواعيد النوم والأكل والتدريب والراحة وكل ذلك وأكثر لا يمكن أن تجده إلا في المعسكرات الخارجية التي توفر للفريق الأجواء الصحية للتدريبات والمباريات وأضاف الخاتم بقوله إن الأندية جانبها التوفيق هذا الموسم في اختيار المعسكرات الخارجية قبل بدء الموسم وأتوقع أن نتابع مباريات مختلفة هذا الموسم من حيث المستوى والأداء الفني وحتى النتائج للفرق السعودية التي سوف تشارك خارجيا لأن الاستعداد هذا الموسم مختلف وأكثر إيجابية من المواسم السابقة . واختتم الخاتم حديثه عن المعسكرات الخارجية بقوله إن الأندية السعودية استفادت من تلك المعسكرات ويجب على جميع اللاعبين الاستفادة أكثر من تلك المعسكرات من حيث تطوير المستوى ورفع الكفاءة البدنية والاستعداد الطيب للموسم خاصة أن الأندية صرفت أموالا طائلة على تلك المعسكرات، ويجب أن يستثمر اللاعب ذلك ويقدر المسئولية الملقاة على عاتقه .