ودعت مصر أمس عميد السياسة المصرية الدبلوماسي البارز الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس الأسبق مبارك، عن عمر يناهز 82 عاما بعد صراع مع المرض رقد على إثره في غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات، وفاضت روحه فيها. لقب الباز ب «خازن أسرار السلطة»، لقربه من دوائر صنع القرار في مصر على مدى ثلاثة عهود ماضية، حيث كان بجوار الرئيس الأسبق حسني مبارك، طوال سنوات حكمه، متدرجا في المناصب السياسية والدبلوماسية، حتى أبعد عنها، وهو على درجة المستشار السياسي لرئيس الجمهورية. وهو أحد الذين اشتهروا في الحياة السياسية المصرية طوال العقود الثلاثة الماضية بمستوييها الرسمي والشعبي، واتسم بالتواضع وإيمانه بدور الدبلوماسية الناعمة في كسب أصدقاء لمصر، وهو شقيق عالم الجيولوجيا في وكالة ناسا فاروق الباز. اختفى الفقيد خلال السنوات الأخيرة من حكم مبارك خاصة بعد عام 2005 بسبب سيناريو التوريث فيما عرف بأنه مرض سياسي حيث آثر الابتعاد عن النظام والأضواء. نزل إلى ميدان التحرير الذي يبعد عن مكتبه بضعة أمتار والتقى شباب الثورة في 25 يناير وما بعدها وبارك ثورتهم وآزرهم وشد على أيديهم بقوة. ولد الباز في إحدى قرى محافظة الدقهلية عام 1931، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1954، والدكتوراة في القانون العام من أمريكا عام 1962، ثم بدأ حياته العملية وكيلا للنيابة، وعين بوزارة الخارجية كسكرتير ثان عام 1958، ووكيلا للمعهد الدبلوماسي، ثم مستشارا سياسيا لوزير الخارجية، ويعد أصغر من حصل على درجة سفير عام 1975، ويلقب ب «مايسترو السياسة الخارجية المصرية»، حيث تدرج في مناصب السلك الدبلوماسي، فعمل مديرا لمكتب الأمين الأول للجنة المركزية للشؤون الخارجية، ثم مقررا للجنة الشؤون الخارجية المنبثقة من اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي، ومديرا للمعهد الدبلوماسي، ومديرا لمكتب نائب رئيس الجمهورية، ثم مديرا لمكتب رئيس الجمهورية للشؤون السياسية ووكيل أول وزارة الخارجية. وله كتاب بعنوان «مصر والقرن الحادي والعشرين».