كشفت جولة «عكاظ» أن أهالي مدن القطيف والعوامية وضواحيها هم الحصن الحصين للوطن، وتجسدت دعائم حب الوطن عند ساكني هذا الجزء الغالي من الوطن، في مشهد فرح على ثغر طفلة تلهو وتمرح في واحة يملأها الهدوء والسكينة ورغد العيش رغما عن تلك التجاوزات العبثية التي افتعلها جهلة غير مدركين لمآلات الأمور، أشهروا السلاح في وجه رجال الأمن البواسل. مشاهد متكررة من البهجة رصدناها ونحن نسير في طرقات القطيف، تنبعث من اليمامة، المجيدية، العوامية، القديح، سنابس، الخليج، البحر، والمناخ وغيرها من الأحياء صوت واحد «أدام الله العز لهذا الوطن وقيادته».. مشهد جميل يعبر عن تجذر مفهوم الوطنية ويظهر لمعانها وبريقها في مآقي عيون أهالي القطيف، العم عبدالله القديحي يتطلع لغد مشرق جميل لأبنائه يقول «حفظ الله هذه البلاد فنحن في أمن ورخاء». في جولتنا هذه التقينا بأهلها واكشتفنا بعدا آخر، ألا وهي العلاقة الحميمية بين أبناء هذه البقعة الجغرافية من بلادنا الحبيبة ذات الجذور التاريخية التي تعكس مدى ولاء ووطنية إنسان القطيف تجاه وطنه ومجتمعه. شاهدنا مشاريع عملاقة تنفذها الدولة لهذه المدينة وساكنيها، حركة دؤوبة في التطوير لا تعرف الركون للدعة والراحة، رصدنا تباشير السعادة في عيون الجميع، ما يفضح زيف فئة قليلة غردت خارج سرب الحضارة والوعي، هزمتها إرادة وصمود المخلصين من أهل القطيف واندحرت دعاواها الباطلة والمغشوشة وردت عليها. كشفت جولتنا أن أهالي مدن القطيف لا يساومون في الوحدة الوطنية في أرض الطهارة والخير، وحدة رصدناها في كورنيش القطيف ومدينة العوامية، أمن يتفيأ بظلاله أهالي القطيف عامة. من جهته، أكد رئيس محكمة المواريث في القطيف سابقا الشيخ محمد الجيراني أهمية الحفاظ على الوطن وحمايته من كل قوى ظلامية تريد أن تعبث بفكر ومنهجية هذا المجتمع القائم على المحبة والإخلاص. وعندما سألناه عن مساحة الوعي الذي يجب أن يكون حاضرا للحفاظ على الوطن، قال «يكون ذلك بأكثر من طريقة أولها الوازع الديني الذي هو أساس كل شيء والمحافظة على الأحكام الشرعية التي قررت المحافظة على أرواح البشر، وحب الوطن الذي يعتبر غريزة عند الإنسان والدفاع عنه واجبا ومن أقدس المقدسات». وعن آلية تحويل مفهوم الوحدة الوطنية من نمط تنظيري إلى مشروع عمل حقيقي يجسد أنبل معاني الانتماء ويرسخ دعائمها، قال المفكر الشيعي الدكتور محمد المسعود «نحن دوما نؤكد على الوحدة الوطنية الجامعة وعلى الانتماء النقي والصادق والخالص للدولة، والبراءة لله من كل من قال بغير هذا القول أو خرج عن هذا المعنى».. وطالب بتعزيز التمسك بالثوابت الوطنية والوحدة الجامعة دون الاستجابة للاستدراج الطائفي.