أكد عدد من علماء ومثقفي القطيف على أهمية الولاء المطلق لهذا الوطن، والدفاع عن ترابه وقيمه وأصالته، وعبروا في حوار مع «عكاظ» عن صدق ذلك الولاء بالقول، «إننا نشهد الله وملائكته ورسوله بصدق هذا الحب والإخلاص، من لدن أبناء القطيف لله ثم للوطن والقيادة الحكيمة». بداية سألنا الدكتور محمد بن سعود المسعود، عن الدور الذي قدمه العلماء والفضلاء والعقلاء وكل أطياف الوطن وشرائحه في القطيف، للحد من التجاوزات التي يرتكبها بعض المغرر بهم وتعديهم على رجال الأمن، فقال «لن ننتصر على الفتنة إلا بالوعي والوحدة والرهان على الدولة وقوتها والذوبان فيها، إصلاحا وانتماء وإخلاصا، بعد أن نعبر التاريخ بكل قصصه، إلى وعي الحاضر وتدبره وترجمته إلى فعل، وقال إن «قدر البلدان في هذا العالم هو أن يصنع شعبها حلما جميلا يعيشون فيه بشغف مشوب بصدق الحب». وبالسؤال عن مكمن ومستقر الحب في ضمائر أهل القطيف لهذا الوطن، أجاب «إننا نشهد الله وملائكته ورسوله بصدق هذا الحب والإخلاص لله ثم للوطن والقيادة فيه وبه ومن خلاله نعبر ضعف الماضي وعجزه» وأضاف «إن الحكم على المستقبل بمفردات الماضي هو سوء ظن بالحاضر وسوء ظن بذواتنا، وبهذا نصبح عاجزين عن أن نحدث التغيير أو أن نحدث الفرق والتحول نحو الأفضل، وقد بان الشفق واتسع امتداد الفجر بطول وطننا وعرضه في كثير من المواقع». وأضاف «إن تتبعنا عيوب بعضنا بعضا، وإن تربص أحدنا بالآخر وتابع زلاته وعثراته فسيغري حتما بها أحقادا ويوقد بها كراهية ويقدمها خشبا يابسا لنار الطائفية والمذهبية، كنيران المجوس التي لا تنطفئ أبدا حتى بقرابين الجثامين التي تأكلها دون حصر». وبالسؤال أيضا عن آلية تحويل مفهوم الوحدة الوطنية من نمط تنظيري أو تعبير يتفوه به من أوتي لسانا ناطقا إلى مشروع عمل حقيقي يجسد أنبل معاني الانتماء ويرسخ دعائمها، قال «نحن دوما نؤكد على الوحدة الوطنية الجامعة، وأن انتماء الطائفة الشيعية إلى بلدها لا يستطيع أحد أن يزايد عليهم في تلك الوحدة الوطنية، وفي هذا الانتماء الخالص والنقي إلى كيان الدولة والإيمان بها، ودلالة ذلك ما أسوقه إليك عن ذلك الحوار الموسع الذي كان الأكبر من نوعه مع سمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز آل سعود نائب أمير المنطقة الشرقية ولفيف من كل شرائح المجتمع وأطيافه من المثقفين والكتاب ورجال الأعمال والعلماء والمشايخ، وكان جل المداخلات وأكثرها تبدأ بالتأكيد على الوطنية والوحدة والتأكيد على الانتماء النقي والصادق والخالص للدولة، والبراءة لله من كل من قال بغير هذا القول أو خرج عن هذا المقصد». وأكد بأن عبارات الامتنان والتقدير تبلغها الأسرة الحاكمة التي مثلت الدرع الواقي للطائفة الشيعية على آماد التاريخ من الخوارج المتعطشين للدماء وقتل المخالفين لهم. تصورات مرفوضة وهل لنا بموقف حاسم يطوي ظلال تلك الشعارات الكاذبة المغرضة والتي دفعت بعض الشباب في القطيف للخروج دون وعي وإدارك، فقال «هي شعارات ترفع لهدم الجسور، حتى يغرق المشهد في الظلمة بما لا يعرف أحد طريق الخلاص، ولا سبيل للخروج منه سوى رحى ثقيلة تجعجع ولا تخرج طحينا». البيات: إخوتنا أولاً فيما الشيخ حسن البيات، أحد علماء القطيف، أكد قائلا «إننا معنيون، كمواطنين شيعة وسنة وكمسلمين، بالسعي الحثيث للحفاظ على أمننا وإخوتنا، والمبادرة العاجلة لحل أي خلاف يؤدي إلى شحن الساحة أو إضعاف الإخوة الإسلامية، مهما كانت العناوين، والسعي لإيقاف أو تغيير منهجية الحوار العقائدي بالفضائيات، والتي تصب في إشعال الخلافات العقائدية، وهذا لا يختص بجهة دون أخرى، وإعادة النظر في منهجية البرنامج العقائدي المطروح والعمل على صياغة تبعده عن توتر بعض إخوتنا من المذاهب الأخرى». ولكن الوطن ينتظر منكم الكثير، فما بوسعكم أن تقدموا له؟، فقال البيات «أقولها بصدق إن أبناء هذه المنطقة عاشوا وترعرعوا على حب أرضهم ولا مزايدة على وطنيتنا». الجيراني : أستنكر الأعمال الإجرامية وأكد الشيخ محمد الجيراني، قاضي محكمة المواريث والأنكحة في القطيف، على هذه المضامين بقوله «باسمي واسم كل مخلص للوطن أرفع أسمى الولاء والمحبة للوطن ولولاة الأمر في دولة القرآن، ودولة الرسول والصحابة الكرام، وأستنكر الأعمال الإجرامية التي يقوم بها بعض الجهلة والمدسوسين من التخريب والتحريض ضد وطننا الغالي، كما أن هؤلاء الجهلة لا يمثلون مذهبا ولا دينا ولا إنسانية، وإنما يمثلون الجهل والظلام، ونحن إذ نعاهد القيادة الرشيدة بالولاء والمحبة وهذا أقل من الواجب، وأدعو إخواني المواطنين من خطباء وعلماء ووجهاء وعامة المواطنين بالقيام بواجبهم من الإرشاد والتوجيه لما هو في مصلحة الوطن، وهذا ما تقتضيه المصلحة العامة».