دقت ساعة منتصف النهار أمس، وكانت شوارع العوامية في القطيف، تنبض بعافية الحراك اليومي، طالبات وطلاب يعودون من مدراسهم، عمال، موظفون وإيقاع يومي كأن شيئا لم يكن. وكشفت جولة «عكاظ» في شوارع وأزقة العوامية أن الطمأنينة تعززت لدى الأهالي، بعد محاولة بعض مثيري الشغب التعرض بالأذى وإطلاق النار على رجال الأمن والمواطنين في حادثة كشفت أن تلك الفئة باعت ضمائرها وارتضت بخيانة الوطن، وفي حينه وضعت الجهات الأمنية حدا لتلك التصرفات الخرقاء وأعادت الهدوء إلى المدينة. «عكاظ» تجولت في شوارع وأزقة العوامية ونقلت صورة فائقة الشفافية على ألسنة مواطنين أكدوا استنكارهم للأعمال الإجرامية التي نتجت عن من باعوا ضمائرهم وارتهنوا لمن يستأجرهم للعمل ضد وطنهم، موضحين أن حياتهم اليومية لم تتأثر بتلك الأعمال الإجرامية. من شارع أحد، وهو أحد الشرايين الرئيسة في مدينة القطيف بدأت الجولة، حتى بلغنا المدخل الرئيس لمدينة العوامية ذات المزارع الكثيفة. بدأنا المسير من هذا الشارع الذي تصطف بجناباته العديد من المراكز والمحال التجارية والخدمية من القطاعات الحكومية من المستوصفات والمدارس للبنين والبنات ومركز للدفاع المدني وناد رياضي، حيث الانسيابية التامة والكاملة في الشوارع الداخلية، حيث المحال التجارية مشرعة أبوابها للمتسوقين من أهالي المدينة والمقيمين والمارين عبرها. الجميل الذي رأيناه في هذه الجولة تلك الحافلات الخاصة بنقل الطالبات وهي تجوب المدينة لإيصال الطالبات في صورة تعكس الطمأنينة والسكينة، فيما جلس كبار السن يتبادلون الأحاديث وكانت ضحكاتهم تتسلل في فضاءات الشوارع العابقة بنبض الحياة. ووصف مجموعة من كبار السن أن الشغب صدر من مجموعة من الصبية غير المدركين والواعين لماهية الاستقرار الاجتماعي والأسري والوطني، مستنكرين الأعمال الإجرامية التي ارتكبها أخيرا بعض الجهلة المغرر بهم. وأشاروا إلى أن ولاة الأمر فتحوا الأبواب وحددوا بكل وضوح وشفافية المنهج الذي تسير عليه بلادنا والقنوات الواجب اتخاذها لحفظ الحقوق بدلا من الغوغائية والشغب التي تتسبب بالأضرار بدون أي أسباب تستوجب ذلك سوى التغرير بهم وسماعهم للأبواق الخارجية التي تبحث عن مصالحها ولا يهمها استقرار ورخاء دول الجوار. تخريب وتحريض وقال الشاب علي محمد الفردان، أحد أبناء العوامية «بكل صدق ووفاء أرفع أسمى آيات الولاء والمحبة للوطن ولولاة الأمر في دولة القرآن، وأستنكر الأعمال الإجرامية التي ارتكبها الجهلة والمدسوسون ضد وطننا الغالي، لأنهم رهنوا ضمائرهم للآخر وحاولوا ارتكاب تلك الاعمال الإجرامية. أمن واستقرار فيما أوضح الشاب علي اليتيم، أن الأمن والاستقرار هما عنوان بلادنا، والرخاء وانتشار العلم والمعرفة في سائر أرجاء مملكتنا الحبيبة لهو ثمرة يانعة من ثمار ذلك الغرس المبارك الذي غرسه الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله فكان توحيدا للقلوب قبل أن يكون توحيدا للديار والأقاليم، لافتا إلى أنه عز وفخر لكل مواطن يعيش على أرض هذه البلاد الطاهرة، والتي أصبحت من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها أسرة واحدة وذات عقيدة إسلامية صادقة تنبذ العنف والإضرار بالوطن ومكتسباته. ملامح الطمأنينة وقال عبدالله القديحي، الذي التقيناه مستظلا تحت شجرة وارفة ومتكئا على أريكة يستمع لراديو يحمله، سلمنا عليه وطلبنا منه التصوير فرد علينا بابتسامة عريضة بأني لست معتادا للتصوير ولكن سألناه عن الوضع فرد علينا بكلمة واحدة «نحمد الله بأننا في أمن وأمان ولا يوجد ما يستدعي الخوف أو القلق فأنا أمامكم أقتعد على هذا الكرسي وتهاليل الطمأنينة تستقر في قلبي ولله الحمد». ضحكات عفوية عاودنا مرة أخرى بمطيتنا صوب مزارع المدينة وبعض من أحيائها الداخلية فوجدنا الصبية وهم يلهون ويمرحون بدراجات هوائية والضحكات ترتسم على محياهم، طفنا في كل أرجاء ونواحي المدينة فلم نجد سوى العديد من الآباء وهم يعودون بأبنائهم وبناتهم من المدارس لمنازلهم بكل يسر وسهولة، فغادرنا المدينة متجهين صوب مدينة الدمام ومشهد تلك المركبات تسير بكل انسيابية، سائلين الله أن يحفظ بلادنا من كل مكروه ويعز قيادتنا. العوامية في سطور يشار إلى أن قرية العوامية تقع في محافظة القطيف على ساحل الخليج العربي في الطرف الشمالي من واحة القطيف، على خط طول 50 درجة شرقا، وعلى خط عرض 22 26 درجة شمالا وتقع إلى الشمال منها مدينة صفوى وتبعد عنها بنحو كيلو مترين، وإلى الجنوب تقع مدينة القديح وتبعد عنها بنحو كيلو متر واحد وإلى الجنوب الشرقي تقع مدينة القطيف عاصمة محافظة القطيف، وتبعد عنها بنحو ثلاثة كيلو مترات. ويخترق العوامية طولا طريق معبد يربط بين طرفي واحة القطيف الجنوبي والشمالي. أما الحدود الطبيعية للعوامية فهي من الشمال تحدها سبخة صفوى وتبدأ من عند الدوار الواقع بين صفوى والعوامية، ومن الجنوب يحدها جبل الحريف حيث نهاية سيحة العوامية، ومن الشرق يحدها ساحل الخليج العربي، ومن الغرب تحدها تلال رملية ممتدة إلى بلدة الأوجام في أقصى الغرب يفصل بينهما طريق الجبيلالظهران السريع. تقدر مساحة العوامية ب 40 كيلو مترا مربعا، وتشكل نسبة المساحة المأهولة بالسكان حاليا حوالى 45 في المائة من المجموع الكلي، أما عدد سكانها فيقدر بنحو 15500 نسمة، ويتجاوز عدد منازلها ألفي مسكن. وفي إحصائية جديدة للعام 1425ه، وصل عدد سكان العوامية إلى 25279 نسمة، عدد السعوديين الذكور منهم 11221 والسعوديات 10958.