شكر الرئيس اللبناني ميشال سليمان الحكومة وطلب منها تصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة وذلك بعد تسلمه استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خطيا أمس (السبت) في قصر الرئاسة في بعبدا. الرئيس المستقيل ميقاتي وبعد تقديمه الاستقالة الخطية إلى الرئيس سليمان في قصر الرئاسة بعبدا، أكد أنه «لم يخبر أحدا بتاتا عن استقالته كي لا يتعرض لضغوط من أحد»، وأكد أن «القرار كان قرارا شخصيا بالاستقالة». وشدد الرئيس ميقاتي على أن «الأهم أن يلتقي اللبنانيون ويبدأ الحوار وأن يتم تشكيل حكومة إنقاذية في هذه المرحلة». وأضاف: «المواضيع كانت متراكمة، لا نية لإجراء الانتخابات والأجهزة الأمنية متجهة إلى الفراغ وعلى هذا الأساس قررت الاستقالة». من جهته رأى وزير الاقتصاد نقولا نحاس، المقرب من الرئيس ميقاتي، في تصريح له أمس (السبت) أنه «يجب الاستفادة من صدمة استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من خلال البحث عن الحلول المناسبة للبلد»، معتبرا أن «إغلاق الأفق هو أكبر شيء ممكن أن يصيب اللبنانيين». ولفت إلى إن «استقالة الرئيس ميقاتي هي صدمة إيجابية يجب أن تفتح أملا للحلول إذا كان اللبنانيون على قدر من المسؤولية لأن الوطن لا يحتمل أن نخاطر فيه»، معتبرا أنه «يجب الاجتماع والتفكير في البلد لأن كل فريق يفكر على طريقته فيه». وأشار إلى أن «الرئيس ميقاتي تحمل كرة النار وجعل البلد يتخطى المصاعب وتحمل المسؤولية»، مشددا على أنه «يجب ان نكون على مرحلة جديدة من توافق أعمق لأن اللبناني وحده يدفع الثمن»، معتبرا أن «السياسيين إذا لم يتفقوا سيدفع المواطنون الثمن»، لافتا إلى أن «في الوقت الحاضر يجب العمل على الحوار وليس البحث عن رئيس جديد للحكومة». فيما أكد وزير الداخلية مروان شربل أنه "لن نقع في فراغ أمني وسنبقى على تواصل مع الأجهزة الأمنية على الأرض ونقوم بواجبنا ولن نترك الأرض مهما حصل"، في تعليق على تقديم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استقالته. وحول استقالة الرئيس ميقاتي أوضح الوزير شربل أن "الأسباب يعرفها هو أكثر مني وقد طلبت في اجتماع مجلس الوزراء أن نؤجل البحث في موضوع التمديد لمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي يومين، لكن ميقاتي أصر على معرفة ما إذا كان هناك نية بالتمديد أم لا. كما كان إصرار من رئيس الجمهورية على معرفة النية في إنشاء هيئة الإشراف على الانتخابات أم لا"، معتبرا أن إصرار الرئيس هو قانوني، وقد وضع هذا القانون مجلس النواب وهو وحده قادر على إلغائه". ورأى أن "استقالة الحكومة أوجدت استرخاء سياسيا حيث وجودها كان قد زاد من التوتر"، مؤكدا "الإمساك بالوضع الأمني في طرابلس". بالمقابل، أوضح النائب ميشال عون أن "استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فاجأتنا ولكن أسبابها كانت تافهة. فالموضوع أن هناك ضابطا انتهت خدمته وهناك ضباط قبله أوفى منه وأكثر إخلاصا للوطن كلهم رحلوا قبله، ونحن شهدنا كل المصائب على دوره، وهذه إهانة لقوى الأمن الداخلي ..عدم إيجاد ضابط آخر يحل مكانه في توليه منصبه بعد التقاعد". بالمقابل دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كل الأطراف اللبنانية إلى الوحدة حفاظاً على أمن واستقرار لبنان إثر استقالة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي. وأصدر المتحدث باسم بان بياناً قال فيه إنه "في هذا الوقت المليء بالتحديات للمنطقة، يدعو الأمين العام كل الأطراف في لبنان إلى البقاء موحدين خلف قيادة رئيس الجمهورية ميشال سليمان". وحث بان كل الأطراف "على العمل معاً مع مؤسسات الدولة للحفاظ على الهدوء والاستقرار، واحترام سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان تماشياً مع الالتزام الوارد في إعلان بعبدا، ودعم دور القوات المسلحة اللبنانية في الحفاظ على الوحدة الوطنية والسيادة والأمن". وطالب الأمين العام "كل المعنيين بالتواصل بإيجابية مع الرئيس اللبناني بغية التوافق حول الطريق التي لا بد من سلوكها بما يتماشى مع التزامات لبنان الدستورية وباحترام تام للعملية الديمقراطية.