تعتلي علامات عدم الرضا وجوه مراجعي المستشفيات في الحدود الشمالية رجالا ونساء وأطفالا، فما من شك أن الجميع يلجأ إلى المستشفيات بحثا عن العلاج الذي يخفف من معاناتهم مع آلامهم وأمراضهم، ويظل الزحام الكبير الذي تشهده أروقة المستشفيات سببا مباشرا في وضعهم على قوائم انتظار ومواعيد متباعدة تمتد في أغلب الحالات إلى شهور. «عكاظ» تجولت في مستشفى الأمير عبدالعزيز بن مساعد، فإذا بأحد المواطنين ويدعى محمد فهد ويلح في نقل معاناته إلى مسؤولي وزارة الصحة قائلا: «أعاني من إصابة في ساقي نتيجة حادث مروري، منذ عدة سنوات، وراجعت المستشفى بتوصية من الأطباء، لوجود أسياخ حديد في ساقي، ويعلم الله بالآلام والمعاناة نتيجة تنقلي في كل مراجعة، وفي الأخير فاجأني المستشفى بتحديد موعد للمراجعة بعد ثلاثة أشهر، رغم أن حالتي الصحية لا تسمح بذلك وأحتاج إلى مراجعة مستمرة». وشكا سعد علي من نقص في الكادر الأطباء خصوصا في الفترة المسائية، ما يزيد من زحام المراجعين للعيادات، وناشد وزارة الصحة بإيجاد حلول عاجلة، مؤكدا أن المشكلة ليست فردية، بل هي معاناة الكثيرين من المراجعين. وأوضح جابر الشمري أحد المراجعين لمركز الامير محمد بن سعود لأمراض الكلي أن معاناته مع مرض الفشل الكلوي بدأت منذ أربع سنوات، مؤكدا على زيادة آلامه ناهيك عن الأعباء المادية والنفسية، خصوصا أنه يقوم بالغسيل الكلوي لثلاث مرات أسبوعيا، مشيرا إلى أن معاناة جميع مرضى الفشل الكلوي تتمثل في نقص الأخصائيين والاستشاريين، لافتا إلى أن حالة مريض الفشل الكلوي تحتاج متابعة مستمرة، وتتفاقم المشكلة مع نقص الكوادر الطبية. وأبدى بندر أحمد انزعاجه من الزحام الذي يشهده مستشفى عرعر المركزي، مشيرا إلى أن ذلك يقابله ضعف في الخدمات المقدمة للمرضى. مضيفا: لدي حصوة في الكلى وأعاني من كثرة المراجعات، ما جعلني أسجل ملاحظات كثيرة على العمل في المستشفى وتأخر المواعيد كان سببا في سفري إلى إحدى الدول العربية المجاورة بحثا عن العلاج، مؤكدا أن الانتظار الطويل يزيد من معاناة المريض، مناشدا وزارة الصحة العمل على تلافي ذلك. ويأمل عبدالرحمن العنزي من المديرية العامة للشؤون الصحية مراعاة توفير كافة الخدمات للمرضى، ما يخفف من معاناتهم خاصة مشكلة تباعد المواعيد التي تعد أحد أهم الأسباب في السفر إلى الخارج، بحثا عن السرعة ودقة التشخيص، مؤكدا انتظارة موعدا لمتابعة التقويم في مركز متخصص للأسنان يعاني نقصا حادا في الكوادر، والفترة بين الموعدين تصل إلى ستة أشهر، دون مراعاة لحالة المريض، ورغم أن ميزانية كبيرة تصرف للمستشفى التخصصي للأسنان إلا أن المراجعين مازالوا يبحثون عن واسطة لمقابلة الطبيب - على حد تعبيره -. واستعادت أم خالد معاناتها في مستشفى الأمير عبدالعزيز بن مساعد، حين تعرضت لأعراض مفاجئة وآلام مبرحة لم تعرف سببها، واصفة وضعها بأنه كان أشبه بالاحتضار، وبعد وصولها إلى المستشفى وانتظارها لأكثر من ساعة طلبوا منها أن تراجعهم في اليوم التالي، لعدم وجود اختصاصي في هذا الوقت، مؤكدين أن المستشفى لا تقبل الحالات إلى عن طريق التحويل من أحد المراكز الصحية، وبعد تنفيذ التعليمات عادت إلى المستشفى لتفاجأ بموعد بعد شهرين. ويرى صالح خلف أن قلة عدد الأطباء هي السبب الحقيقي وراء الازدحام على العيادات في التخصصات الطبية المهمة، وتساءل خلف: لماذا لا تزيد وزارة الصحة أعداد الاستشاريين لدى مستشفيات الحدود الشمالية؟ وأبدى اندهاشه من وجود 4 أخصائيين فقط للأنف والأذن والحنجرة في مستشفيات منطقة الحدود الشمالية، رغم كثرة أعداد المرضى وتباعد مواعيد المراجعات. ويشكو عبدالله الشمري من طول الانتظار على أبواب العيادات الخارجية في مستشفى رفحاء العام، مضيفا: تم تحويل ابني إلى أخصائي العيون، إلا أني تفاجأت بموظف المواعيد يحدد موعدا بعد شهر، على الرغم أن حالته الصحية لا تسمح بالتأخير، فما كان مني إلا أن سافرت للخارج بحثا عن العلاج الناجز. وأخيرا أكد زايد العنزي قلة استشاريي المخ والاعصاب في مستشفيات الحدود الشمالية ما يدفعنا لتكبد عناء السفر بحثا عن هذا التخصص. حلول عاجلة وتتمثل الحلول من وجهة نظر أحمد العنزي في توفير عدد كاف من الأطباء في جميع الاختصصاصات وتصميم إدارة لتنظيم المواعيد، بموظفين قادرين على تبرير أوقات الانتظار للمراجعين والمرضى، مشيرا إلى أن الرغبة في العلاج السريع هي الهم الأكبر للمريض الذي يعاني آلاما لا ترحم كبيرا أو صغيرا، وليس من الرحمة أن يظل رهينا للانتظار وتباعد مواعيد المراجعات.