«وجع الضرس» تحدث الأقدمون عن شدة وطأته على المرء، وضربوا به المثل في ارتفاع درجة الألم، بيد أنهم آنذاك لم يدركوا معاناة الانتظار للحصول على موعد في أي مركز حكومي لطب الأسنان، وإلا لتضاعف حديثهم عن المشكلات الناجمة عن الضروس. إذ بات الظفر بميعاد لتلقي العلاج من آلام الأسنان أقسى من «الوجع» نفسه. وأوضحت أم أحمد أنها تتردد على أحد المستشفيات الحكومية في جدة قادمة من رابغ بحثاً عن حل للعلل التي تستشري في أسنانها، مؤكدة أنها تحضر مع صغارها منذ الليل حتى لا يتجاوزها الموعد المحدد لها في النهار. وقالت: «امكث بجوار المستشفى مع أطفالي طيلة تلك الساعات، وسط ظروف سيئة، وأظل أغالب النوم خشية أن أفقد أحد صغاري في المكان، ولا أصل لموعدي إلا بعد أن تخور قواي»، لافتة إلى أنها تكون محظوظة حين تحصل على رقم للدخول، وأحيانا تعود إلى محافظتها بخفي حنين، على رغم المعاناة التي تعيشها. وبينت أن معاناتها تتفاقم حين يحدد لها موعد ولأحد من صغارها موعد آخر، وهو ما يضاعف معاناتها ويكلفها كثيراً من الجهد والوقت والمال، متسائلة عن الأسباب التي تحول دون أن يحدد لهما موعد واحد. واشتركت أم عبدالرحمن في معاناتها مع سابقتها، مؤكدة أنها حضرت لعيادة الأسنان في ذلك المستشفى الحكومي قبل أن تشرق الشمس، على رغم صعوبة الحصول على وسيلة مواصلات، مرجعة اتخاذها تلك الخطوة لتتمكن من الظفر بموعد باكراً ينهي المعاناة التي تعيشها في الانتظار لبلوغ الطبيب. وأضافت: «وعلى رغم أني أبكر في الحضور، إلا أني أجد قبلي الكثير من المراجعين، ما يضاعف آلامي»، مشيرة إلى أن الوعود التي تتلقاها باستمرار من مدير المستشفى بمحاولة تطوير الخدمات لم تظهر على أرض الواقع. ولفتت إلى أن مشكلات ضروسها جعلتها معروفة لدى الجميع في العيادات بمن فيهم المرضى، مفيدة أنها باتت تتمنى الشفاء سريعاً، «حتى تخلص من الانتظار أمام العيادات، ومن ثم يأتي زوال الألم من فمي». بدورها، شكت أسماء الغامدي من الوقت الطويل الذي يقضيه المراجعون قبل بلوغ الطبيبة في عيادات الأسنان، مطالبة بالسماح لأكثر من فرد من نفس العائلة بالعلاج في اليوم نفسه. فيما اقترحت ندى محمد تطبيق نظام الحجز الإلكتروني من طريق شبكة الإنترنت في المستشفيات الحكومية في جدة، أسوة بما هو منفذ في مستشفى القوات المسلحة في الرياض، مشيرة إلى أن ذلك سيسهم في توفير كثير من الجهد والوقت والمال عن المراجعين. في المقابل، كشف مصدر مسؤول في وزارة الصحة إنشاء 45 مجمعاً للرعاية الأولية لطب الأسنان على غرار مراكز الرعاية الصحية في المدن السعودية الرئيسة، تقدم خدمات طب الأسنان الأساسية، وتنهي مشكلة تباعد المواعيد على العيادات الحكومية. وأفاد المصدر أنه جرى الانتهاء من تشييد ثلاثة مجمعات في الرياض وتبقى ثلاثة أخرى ليصبح مجموع ما أنجز فيها ستة مجمعات، مشيراً إلى أنه سينشأ في جدة خمسة مجمعات، وثلاثة في العاصمة المقدسة، ومثلها في الطائف. وبين أن منطقة عسير ستحظى بثلاثة مجمعات، ومثلها في منطقة القصيم، فيما تشيد في المنطقة الشرقية تسعة مجمعات، من ضمنها مجمعان في محافظة الأحساء، ومجمع في محافظة حفر الباطن. وأشار المصدر إلى أن منطقة المدينةالمنورة ستحظى بثلاثة مجمعات طبية، ومجمعان في كل من مناطق جازان والباحة وحائل، والجوف وتبوك، إضافة إلى مجمع في كل من منطقتي الحدود الشمالية ونجران.