«دخلت إلى المستشفى بحاجة لعملية جراحية عاجلة، بعد أن تعرضت لحادث سير كسر قدمي، وبعد ستة أشهر من العلاج تفاجأت بانحراف حاد في قدمي» هذا ما يقوله متعب إبراهيم في مستشفى الملك فهد في جدة، ولم يكن متعب وحده من ينثر معاناته ل«عكاظ» خلال جولتها التفقدية داخل أروقة المستشفى، بل حاصرتنا العديد من التساؤلات والشكاوى التي تنوعت بين العيادات والطوارئ وغرف العمليات. متعب يقول «تعرضت لحادث سير كسر قدمي، حينها تم نقلي إلى مستشفى الملك فهد لتلقي العلاج وقام الأطباء بمحاولات إعادة العظام إلى مكانها وتثبيتها بأسياخ حديدية، ولم أعلم تلك اللحظة نسبة نجاح العملية، لكن الذي أعرفه أنني بقيت ستة أشهر طريح السرير الأبيض، حاولت خلال تلك الفترة ممارسة العلاج الطبيعي ولم يتجاوب معي أحد، حتى تأثر ظهري بآلام متعددة ساهمت في عدم مقدرتي على الانحناء». ويضيف «كان الأمر بالنسبة لي مؤلما حينما علمت أن قدمي تعرضت لإعوجاج وتشوه، وبعد مطالبات ملحة امتدت لأشهر عدة، نجحت في الحصول على موعد في العيادات الخارجية لمتابعة علاجي، وهناك تكمن آلام أخرى المتمثلة في تعرضي لعدة أمراض منها غسيل الكلى، وأحاول دوما الحصول على مواعيد قريبة من بعضها إلا أن كل محاولاتي تلك باءت بالفشل الذريع، أمام عدم مقدرة المستشفى على زيادة عدد الأطباء في العيادات، ولا أعتقد أن للمستشفى حلولا تساعدني في ظل تلك الرعاية المحدودة». عبدالمحسن المرواني أشار إلى أهمية مراعاة كبار السن والعجزة في العيادات الخارجية، بإعطائهم المواعيد السريعة بدلا من تباعدها التي تصل إلى أكثر من أربعة أشهر، مضيفا أن من مطالبهم تهيئة ممرات سير كهربائية حديثة موصولة بمواقف السيارات، من خلالها يمكن الوصول إلى المستشفى بدلا من العربات المتنقلة التي ليس بمقدورها نقل كافة المراجعين للحاق بمواعيد العيادات، وتجنب الزحام وفوات فرصة الدخول على الطبيب وخشية تمديد المواعيد لأشهر أخرى. خالد العتيبي شاب في العشرين من عمره قال بأنه تعرض لحادث سير وحضر بمعية الهلال الأحمر إلى طوارئ المستشفى، واستمر طريحا على السرير لأكثر من ساعة منتظرا فراغ الأطباء من حالة يقال إنها حرجة، داعيا إلى أهمية تنظيم الطوارئ في المستشفى وزيادة الكادر الطبي ومباشرة الحالات قبل تفاقمها. حاتم السلمي وسالم ذيبان وفهد العتيبي تلخصت معاناتهم في العيادات الخارجية وصعوبة الحصول على مواعيد قريبة تمكنهم من نيل العلاج، بدلا من المواعيد التي تمتد لأشهر على حد قولهم، وتساءلوا عن ضعف وزارة الصحة في متابعة سير عمل العيادات الخارجية، والحرص على ترتيبها وتأهيلها لتخدم المرضى بالشكل المطلوب أسوة بالقطاع الخاص، مؤكدين أن لجوءهم إلى المستشفيات العامة نظرا لظروفهم المادية والهروب من جحيم القطاع الصحي الخاص. وكشف مدير مستشفى الملك فهد الدكتور سالم باسلامة، أنهم في انتظار موافقة الوزارة على بناء مرفق مجاور للمستشفى يحتضن العيادات الخارجية، التي سيتم توسع نشاطها من خلال زيادة عدد الأطباء وبالتالي سنقضي على معاناة المرضى مع المواعيد البعيدة، مؤكدا أن المواعيد تختلف وفقا لحاجة المريض وتشخيص الطبيب المعالج.