تشتد عزلة نحو 50 قرية وهجرة في وادي يلملم وعواها والرنيفة والبيضاء (شمال الليث)، بغياب وسائل الاتصالات الحديثة، وبات الأهالي في تلك المنطقة عاجزين عن تسجيل أبنائهم في المدارس عبر برنامج «نور»، أو تحديث بياناتهم ل«حافز»، ما جعلهم يضطرون إلى الانتقال إلى العاصمة المقدسة للحصول على الشبكة العنكبوتية وإنجاز معاملاتهم عبرها. واستغرب أحمد الفهمي حرمان قراهم من وسائل الاتصالات الحديثة مثل أجهزة الجوال وشبكة «النت» على الرغم من أنها تحتضن أكثر من ثلاثة آلاف مواطن وبها نحو 18 مدرسة في مختلف المراحل، خصوصا أن تلك الخدمات وصلت لجميع المناطق المحيطة بهم. وقال الفهمي: «قرى يلملم وعواها والهجر التابعة لها خارج نطاق تغطية شركات الاتصالات المتنقلة والثابتة، وذلك فاقم عزلتنا، وجعلنا نعيش خارج العالم»، مشددا على أهمية تدارك الوضع سريعا وتزويدهم بتلك الخدمات. إلى ذلك، بين خميس الفاضلي أن جوالاتهم تلتزم الصمت منذ دخولهم قراهم، ولا يستفيدون منها إلا خارج نطاق منطقتهم، متمنيا إنهاء هذه المشكلة سريعا خصوصا أن افتقادهم لوسائل الاتصالات الحديثة له العديد من الأضرار، منها عجزهم عن التواصل مع فرق الهلال الأحمر لمباشرة الحوادث التي تقع على طرقهم بكثرة، إضافة إلى أن النيران تلتهم أي منزل تصله دون أن يستطيعوا تحريك ساكن لإبلاغ فرق الدفاع المدني. من جهته، تساءل ناجي الجحدلي عن الأسباب التي تحول دون تمتع قراهم بخدمات الاتصالات، التي تتنافس الشركات فيها على الوصول لأكبر عدد من المشتركين، متمنيا تدارك الوضع سريعا وإنشاء أبراج في قراهم وتزويدهم بشبكة النت، حتى يخرجوا من العزلة المفروضة عليهم. وقال: ليس من المعقول أن يضطر أبناء القرى في شمال الليث التوجه إلى العاصمة المقدسة لإنجاز معاملاتهم اليومية، التي تتطلب وجود شبكة النت. معتبرا توفير خدمات الاتصالات سيوفر عليهم كثيرا من الجهد والوقت الذي يبذلونه لبلوغ العاصمة المقدسة. من جهته، أكد شاكر الفاضلي على أهمية تزويد قرى شمال الليث التابعة لوادي يلملم وعواها والرنيفة والبيضاء بخدمات الاتصالات الحديثة، التي باتت ضرورة حتمية وليست ترفا، مشيرا إلى أن مديري ومديرات المدارس في تلك القرى يبذلون جهودا ذاتية لمساعدة الأهالي في تسجيل أبنائهم تقديرا لظروفهم، في ظل عدم توافر اتصالات في القرى التي يزيد عددها عن 50 قرية وهجرة. وأفاد الفاضلي أن إدارة التربية والتعليم لجأت إلى الاستعانة بالأطباق الفضائية لتوفير خدمة «النت» في مدارس البنين والبنات في تلك القرى النائية، متمنيا تدارك الوضع وتزويدهم بخدمات الاتصالات حتى يتمكنوا من إبلاغ الجهات المختصة لمباشرة الحوادث على الطرق أو الحرائق في الوقت المناسب، بدلا من بقائهم مكتوفي الأيدي حيالها دون اتخاذ أي إجراء.