مؤلم ومخزٍ للأمة والمجتمع الدولي ما يواجهه الشعب السوري من قتل وتدمير بأسلوب يؤكد حقد النظام وفقدانه الإنسانية في تعامله مع الشعب، ما يخفف كل الآلام هو قيمة الهدف الذي قامت من أجله الثورة لتحقق للشعب الحرية والديمقراطية والعيش في وطنه في أمن واستقرار. والأكثر إيلاما ما كنت أخشاه على الثورة السورية أن تطل علينا المعارضة بعقول أعرف أننا كعرب لن نتخلص منها وستظل مرافقة لأي تجمع لنا دون اعتبار للهدف مهما كانت أهميته. وها هو ما كنت أخشاه قد وصلنا من داخل اجتماع المعارضة الذي عقد مؤخرا في الدوحة حدوث شيء من الاختلاف، وهذا لن يكون مقبولا والقتل والدمار يزداد يوميا.. وبكل أسف ما يصلنا عن الاجتماعات المتكررة للمعارضة عبر وسائل الإعلام يدمي القلب ويؤكد أن العرب لهم مفاهيم لا تحمل في طياتها غير الاختلاف حتى الذي لا خلاف عليه. أعرف الوضع الذي أتى بالمعارضة وجيش سوريا الحر. لهذا فالمعارضة والجيش الحر لهما هدف واحد لا يمكن الاختلاف عليه.. وهو إسقاط نظام بشار الأسد. فهل هناك اختلاف يمكن أن يكون مبررا على هذا الهدف. وما دام الهدف لا خلاف عليه فمن العيب أن يأتي الخلاف على المواقع القيادية . أو أن يكون لكل جماعة داخل المعارضة هدف خاص بها. فهل ستدرك المعارضة خطر الاختلاف في هذه المرحلة، وتبدأ من الآن في إزالة أي اختلاف داخل المعارضة والذهاب مباشر إلى ما يخدم الهدف ويقوي القدرات الميدانية (الجيش الحر) وتتحرر سوريا وطنا ومواطنا من نظام مجرم.. إخواني عناصر المعارضة لا يمكنكم الآن تحقيق أي هدف مهما كانت المعارضة. وحدوا صفوفكم وتذكروا رجالكم المقاتلين الجيش الحر والعائد الكبير على مهمتهم في حالة معرفتهم بزوال الاختلاف داخل المعارضة لكونكم قوتهم السياسية والاقتصادية في الخارج. وبعد زوال النظام سيكون لديكم الوقت لتعارضوا بعضا، وأكثر من ذلك لتغرسوا خناجركم في نحور بعض، وهذا ما لا نتمناه، إلا أنه لن يكون مستغربا في المجتمع العربي الذي بدأ الاختلاف فيه قبل التخلص من النظام.