ترصد «الشرق» في الذكرى الأولى للثورة السورية آراءَ عددٍ من الناشطين وقيادات الثوار، سواءً في الداخل أو الخارج، في مستقبل الثورة وآفاقها خاصةً أن عاماً مر على اندلاعها دون أن يتوقف نظام بشار الأسد عن القتل والترويع. بسام إسحاق ذكرى انطلاقة الثورة بسام اسحاق عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري، بسام إسحاق، يتذكر الأيام الأولى للثورة، فيقول إنها بدأت بشكل سلمي والجميع في سوريا أصر على استمرارها سلمية عبر التظاهرات وكل أشكال التعبير السلمية، رافعين شعارات الحرية والكرامة لأبناء الشعب السوري كافة دون تمييز. إلا أن النظام، حسب قول إسحاق، تدرج من إنكاره لوجود تظاهرات إلى الزعم بوجود عصابات مسلحة حتى يبرر العنف الذي مارسه ضد المتظاهرين السلميين، «مع ذلك مضت شهور الثورة الأولى وكلنا إصرار على سلميتها وكنا نأمل ألا تطول، وأن يتعامل النظام بمسؤولية وطنية تجاه الوطن والشعب، لكنه تعامل بطريقة أنانية وتشبث بالسطة لدرجة أنه على استعداد لتدمير البلاد دون أن يتخلى عن امتيازاته وسرقة ثروات البلاد وخيراتها». يكمل إسحاق «سقطت كل الأقنعة التي كان يختبئ وراءها من المقاومة والممانعة، وتعرى تماما أمام المجتمع الدولي والعربي، واستخدم العنف المفرط في مواجهة الحركة السلمية اعتقادا منه أنه سيعيد الناس إلى بيوتها ويستمر بالحكم كما العقود الأربعة السابقة، لكن الشعب السوري بفعل إرادة شبابه تجاوز حاجز الخوف رغم كل العنف والقتل الذي يمارس ضده يوميا أمام العالم الذي يصف نفسه بالمتمدن والمتحضر دون أن يحرك ساكنا لوقف المجازر التي تجري يوميا بحق نسائه وأطفاله». وعن دور المجلس الوطني في مساندة الثورة قال إسحاق إن المجلس يقوم بدوره كممثل سياسي للثورة ويحاول بما لديه من إمكانات الحصول على الدعم السياسي واللوجيستي للثوار في الداخل، لكن المحرك الأساسي والجسد الأساسي للثورة هو الشعب وشبابه فهم من يضحون بأرواحهم لأجل الحرية والكرامة التي نشدوها من ثورتهم ضد نظام الاستبداد. ووصف إسحاق النظام السوري بأنه نظام احتلال ويمارس القتل بشكل أسوأ من أي قوات احتلال عبر التاريخ الحديث، وأكد أنه يثق في حتمية انتصار الثورة مهما كانت التضحيات والشعب لن يعود لما قبل 15 مارس2011. فواز تللو بعد عام.. ازدادت الثورة قوة وفشل النظام فواز تللو القيادي في مجموعة العمل الوطني السورية، فواز تللو، قال إن النظام فشل بعد عام من الثورة في قمع التحرك وأن الشعب ازداد اصراراً على الاستمرار في ثورته، رغم كل ما مورس من قتل للمواطنين وتدمير للمدن، ورغم عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ مواقف عملية لوقف القتل ودعم الثورة التي كانت سلمية منذ انطلاقتها. واعترف تللو بأن نقطة ضعف الثورة هي المعارضة التقليدية والمعارضة التي تكونت في الخارج أثناء الثورة، كما اعترف بنجاح النظام في استخدام الورقة الطائفية خلال هذا العام من عمر الثورة، مما سيترك آثاراً كبيرة على المجتمع السوري سيحتاج لوقت طويل لإزالتها. ولفت إلى تمكن الثورة من فرز مواقف الأشخاص والدول، وتتضح المواقف بين مؤيد ومساند للثورة وآخر مؤيد للنظام، وتابع «الثورة كشفت حقيقة إيران وحكومة نوري المالكي في العراق وحزب الله وكذلك روسيا، فهم يشاركون النظام السوري في القتل». وردا على قول وزير خارجية لافروف إن السلاح الروسي لا يستخدم ضد المدنيين بيَّن تللو أن هناك استياءً في روسيا من سلوك ومواقف حكام الكرملين ومساندتهم للنظام السوري، وأضاف أن السلاح الروسي هو من يقتل الشعب السوري فالدبابات والطائرات التي يدك بها بشار الأسد المدن السورية كلها صناعة روسية. كمال اللبواني الشعب كله أصبح جيشا حرا كمال اللبواني اتهم القيادي البارز في المعارضة السورية، كمال اللبواني، المجتمع الدولي بعدم مساندة الثورة طوال عام، وقال «الثورة السورية انطلقت سلمية وكان يمكن أن تكون ثورة مخملية وأن توصف بثورة الياسمين لحرص أبناء الشعب السوري على سلميتها واستمرارها بالطرق السلمية حتى تحقيق أهدافها، لكن للأسف فإن العالم خذل السوريين وثورتهم، ولم يطبق نفس المعايير التي طبقت في مساندة الثورات العربية الأخرى، ومنح النظام المهل التي زادت من عنفه واستفراده بالشعب السوري، كما تُرِكَت المعارضة لمصيرها دون مساندة أو دعم». وأشار إلى أن عنف النظام وسياسة القتل هو ما أجبر الناس على حمل السلاح للدفاع عن النفس، لتتحول الثورة إلى ثورة مسلحة، «ومن يتحدث عن الجيش الحر عليه اليوم أن يتحدث عن كل الشعب السوري فالشعب أصبح اليوم كله جيشا حرا». وحدد اللبواني خيارين أمام سوريا بعد عام، إما أن يسقط النظام وتبقى سوريا أو يسقط النظام وتسقط سوريا معه، وتابع «لأننا دخلنا نفق الحرب الأهلية فعلاً، وإنقاذ سوريا من الحرب الأهلية يتطلب إما التدخل الأجنبي ليسقط رأس النظام، أو دعم الجيش الحر والثوار في الداخل ليتمكن من حسم المعركة سريعا، قبل أن تغرق سوريا في مستنقع الحرب الأهلية التي يحاول النظام جر المنطقة كلها لها وليس سوريا فحسب». ولفت إلى سعي نظام الأسد إلى تقسيم سوريا وإقامة كيان علوي ليهرب إليه من المحاسبة على جرائمه تجاه الشعب السوري، لكن اللبواني توقع ألا ينجح النظام في ذلك وأن تبقى سوريا موحدة. وعن الحرس الثوري الإيراني وحزب الله ودروهما في قمع وقتل السوريين أكد اللبواني أن ذلك حقيقة بالفعل، حيث شاركت عناصرهم في اقتحام «الزبداني» وأحياء حمص، واستطرد «مقاتلو حزب الله كانوا يفككون ألغام الثوار في الطرقات في الزبداني، والوجود الإيراني أصبح خطيرا فهم من يمارس الفظائع والقتل بحقد تاريخي». محمود عكل الثورة الآن أكثر تجذرا على الأرض قال المتحدث باسم حركة الضباط الأحرار في ريف إدلب، محمود عكل، إن الثورة مع بداية عامها الثاني أضحت أكثر تجذرا على الأرض السورية رغم كل ما يمارسه نظام الأسد من قتل وتدمير وتهجير، وما تعانيه الثورة اليوم بعد أن فرض النظام علينا حمل السلاح للدفاع عن أنفسنا هي قلة التمويل والسلاح. وأكد أن الجيش الحر وكتائب الثوار في إدلب انسحبت أمس الأول من المدينة بسبب قلة الذخيرة، «لكن مع ذلك فمعنويات الثوار على الأرض مرتفعة جدا ولا رجوع إلى الوراء مهما كانت التضحيات، ومستمرون حتى النصر أو حتى آخر نقطة من الدم السوري». وحذر من استمرار المعارضة في الخارج على انقسامها وخلافاتها، وتابع «الثوار في الداخل لديهم أطرهم التنظيمية والقيادات السياسية والعسكرية، وسيمنعون كل معارضة الخارج من التحدث باسمهم وأضاف أنهم سيكلفون أشخاصا بالإسم للتحدث مع الهيئات الدولية والحكومات». وأوضح عكل أنه في جولة الآن خارج سوريا وسيعود خلال أيام، وأنه التقى العقيد رياض الأسعد قائد الجيش الحر والعميد المنشق مصطفى الشيخ في إطار سعيه للحصول على وحدة القيادة العسكرية والدعم اللوجستي كما التقى بعض رموز المعارضة ومنهم هيثم المالح والمراقب العام للإخوان المسلمين رياض الشقفة. واعتبر عكل أن ممارسات النظام فاقت أي تصور في الاعتداء على الحرمات وانتهاك الأعراض على نطاق واسع، وأكد أن أكثر من ألفي امرأة وطفل نزحوا إلى تركيا أمس الأول وأن كتائب الأسد عرَّت امرأة أول أمس وسط مدينة إدلب في ساحة البازار وتركتها في الساحة حتى يسلم زوجها نفسه لهم. أبو بكر لن يردعهم إلا المقاومة المسلحة اعترف عضو مجلس قيادة الثورة في محافظة حماة وممثل لبعض كتائب الثورة الشعبية «أبو بكر» أن البلاد تسير نحو الحرب الأهلية الطائفية بعدما استباح النظام دماء السوريين وارتكب الفظائع بحق الناس وقتل الأطفال والنساء وانتهك الأعراض ومثَّل بالجثث. وقال «كتائب النظام لن ترتدع عن القتل إلا بمواجهتها بالسلاح، فوتيرة القتل في ازدياد وكل يوم يسقط أكثر من مائة شهيد، وتُهجَّر العائلات وتُفرَّغ المدن من سكانها ويستبيح جنود الأسد المنازل والممتلكات ويسرقون وينهبون كل ما تقع عليه أنظارهم». وتابع «لهذا نحن ناشدنا العالم أن يساعدنا بالسلاح للدفاع عن أطفالنا ونسائنا وبيوتنا، والقانون الدولي ينص على هذا، وهو حق شرعته القوانين الوضعية والشرائع الدينية». وطالب «أبو بكر» المعارضة بالتوحد ونبذ الخلافات التي زرعها النظام على مدى أربعين سنة، وطالب العالم وخاصة الدول العربية التي وقفت إلى جانب الثورة أن تقدم المساعدة العاجلة للشعب السوري وللثوار. واعتبر أن كل ما يقال عن عدم التدخل الخارجي ليس سوى خدعة فالنظام الإيراني وحزب الله وروسيا والعراق يساندون النظام بالرجال والسلاح والجميع يشارك في قتل السوريين. وعن العسكري المنشق المعتقل حسين هرموش، أكد أبو بكر انه على قيد الحياة إلا أن ظروف اعتقاله صعبة للغاية، ودعا المجتمع الدولي للضغط على النظام للإفراج عنه وعن عشرات الآلاف من المعتقلين والكشف عن المفقودين. وأكمل «واثقون من النصر وسنرد الظلم مهما بلغت التضحيات فإذا كانوا يعتقدون أنهم يعبدون ويؤلهون بشار نقول لهم إنكم عبدتم قبله أباه لكنه مات وسوريا هي الباقية». عبد العزيز الخيِّر نشعر بالفخر لصمود السوريين أمام وحشية النظام عبد العزيز الخيِّر أكد القيادي في هيئة التنسيق الوطنية، عبد العزيز الخيِّر، شعوره بالفخر والاعتزاز بالشعب السوري لإصراره على الحرية والكرامة، رغم كل القهر والوحشية والآفاق التي تبدو مغلقة سياسيا في وجهه. وتابع «شعب كهذا يستحق النصر وتحقيق أهدافه وسيحظى في النهاية بأهدافه». وأضاف «بعد عام كامل تقف الثورة أمام مفترق طرق جدي وخطير، إما أن تجد طريقا لفتح أفق سياسي لتحقيق أهدافها، وإما ستنزلق أكثر في طريق العسكرة والتسلح متيحةً بذلك للنظام فرصة تغيير أهدافها كليةً والقضاء عليها والعودة لأوضاع بالغة السوء». وأكمل «للأسف الشديد نجح النظام في جر الثورة إلى الميدان الذي يضمن تفوقه فيه، وهو ميدان الصراع العسكري، ونجح في ذلك عبر الوحشية المستمرة واستفزاز مشاعر وكرامة السوريين إلى اقصى حد استطاعه، فهو لا يحصد الأرواح فقط وإنما يعتدي على الحرمات ويدمر الممتلكات ويمارس الإهانة المستمرة لكل القيم الإنسانية، مما جعل أعدادا متزايدة من السوريين تفقد صبرها وتندفع لردود فعل غير محسوبة كما ينبغي». واستطرد «قد يكون هناك بارقة أمل حقيقية عبرت عنها تطورات سياسية في الاتفاق الذي تم في الجامعة العربية بين وزراء الخارجية العرب ووزير خارجية روسيا لافروف على النقاط الخمس المعروفة وكذلك مداولات مجلس الأمن، حيث اتضح أن هناك إرادة دولية ومسعى لكسر الهوة بين مواقف المحورين الدوليين الأكبر، الصيني الروسي والأوروبي الأمريكي». ورأى الخيِّر أنه من الضروري إلى حد يجعل الأمر مصيريا الوصول إلى تفاهم حول الشأن السوري في الدوائر العربية والإقليمية والدولية، وقال «بدون هذا التفاهم سيكون متعذرا توفير الضغوط الضرورية لإلزام النظام السوري بالتخلي عن الخيار العسكري».