•• بعد رفض الجيش الحر المشاركة في اجتماعات القاهرة التي لم تسفر عن شيء ملموس.. •• وبعد انسحاب الهيئة العليا للثورة السورية من اجتماعات اليوم الأول.. •• وبعد مغادرة المجلس الوطني الكردي من اجتماع التوقيع على الوثيقة المشتركة التي أسفر عنها اللقاء.. •• هل يمكن القول إنه لم يعد بمقدور الشعب السوري الجريح أن ينتظر الخلاص من النظام الجائر في بلاده، وإن ذلك يعني إعطاء شهادة ولادة جديدة لهذا النظام لكي يستمر.. ولكي يواصل قتل الأبرياء ويتبدد حلم التغيير.. وإلا فكيف يمكن الوصول إلى الغد الذي ضحى من أجله ستة عشر ألف شهيد بأرواحهم حتى الآن، إذا كانت المعارضة السورية بهذا التمزق والتشرذم.. والاختلاف.. والتفكك؟ •• إن مشكلة العرب الأولى.. والسوريين على وجه الخصوص أنهم لم يتوصلوا بعد إلى «خارطة طريق» تحدد وجهتهم.. وتضع المسؤولية فوق كاهل من ينتشلونها من هذه الحالة التي هم فيها.. والسبب هو من يحكم غداً.. ولمن تؤول الغلبة في النهاية.. وكأن سوريا «ناقصة» ظهور «إمبراطور» آخر يخنق حريتها، ويوجه مقدراتها وفقا لحساباته هو.. وليس تبعاً للهدف والغاية التي سفكت دماء السوريين الزكية من أجلها.. •• فهل يحق لنا أن نهنئ طاغية دمشق على نجاحه في تفتيت أواصر قيادات الثورة عليه، وهل يحق لنا أن ننعى إرادة شعب بأكمله لأن المنقذ لم يظهر بعد في صفوفه؟ •• نرجو أن لا يحدث هذا.. وأن يتدارك الأشقاء السوريون مغبة ما قد يترتب على خلافاتهم العميقة هذه.. ولا يفكرون في الحكم وفي السلطة.. وفي من يحكم فقط؟