وجد العديد من الحجاج الزاحفين من يوم عرفات إلى منى أمس، لرمي الجمرات في منى، ضالتهم في شلالات المياه المتدفقة في منطقة محبس الجن، ليخلعوا عن أجسادهم الإحرامات، ويسلموا رؤوسهم للمياه المتساقطة، أملا في التبريد عليهم بعد رحلة المغفرة على صعيد عرفات. الحاج عبدالقدوس خيرالله القادم من عمق (مراكيبو) في فنزويلا، أحد الحجاج الذين بادروا بخلع لباس إحرامه ووقف ساعتين تحت مياه «محبس الجن» المتناثرة على أجساد العشرات من الحجاج، مستعيدا ذكريات شلال سالتو أنجل الشهير في موطنه بفنزويلا، إلا أنه يعرف أن الفارق كبير، وقال: هنا أشعر أنني أغتسل من ذنوبي، فيما هناك لا أشعر لقيمة المياه، وهنا الأراضي المقدسة التي يجد فيها كل حاج ضالته، مشيرا إلى أنه يشعر بقيمة هذه المياه وإن جاءت من شلال لا يتجاوز طوله 20 مترا، فيما شلال سالتو أنجل الشهير يبلغ طوله 979 مترا. والملفت للنظر أن تلك الشلالات الصناعية الجمالية التي أعدتها أمانة العاصمة المقدسة في محبس الجن جنوبي العزيزية على بعد أمتار من المسجد الحرام، تحولت لمزار يتسابق عليه الحجاج، في وقت اعتبرها البعض ربما شلالات تاريخية، حيث بدأوا في الاغتسال بها لعلها تكون سببا في شفائه من الأمراض التي يعانون منها، فيما سارع البعض في ملء عبوات منها لترافقهم إلى بلادهم في رحلة العودة.