مسلتزمات رمضان والعيد والعودة إلى المدارس.. ثالوث يثقل كاهل الأسرة السعودية دفعة واحدة، ما يطرح سؤالا عن كيفية تغلب الأسر السعودية على هذا الثالوث المرهق لميزانياتها بأقل خسائر ممكنة، خصوصاً أن الكثير من الأسر تعتمد على راتب شهر رمضان لسد احتياجات العيد ومستلزمات العودة للمدارس التي ستكون الأسبوع بعد المقبل. ودعا عدد من المواطنين والمختصين إلى أن تصرف الدولة مكافأة لمحدودي الدخل من موظفي الدولة وأسر الضمان، حتى يستطيعوا مواجهة تكاليف العودة إلى المدارس والإنفاق على متطلبات إجازة العيد والترفيه عن أفراد الأسرة. وقدر مستثمرون وعاملون في قطاعات تجارة التجزئة حجم إنفاق الأسر السعودية خلال موسم العيد بأكثر من 3.5 مليار ريال. وقالوا ل «عكاظ» إن معدل القوة الشرائية ارتفع 70 % خلال موسم رمضان، بعدما سجلت حركة البيع والشراء في قطاع الجملة والتجزئة منذ بداية العشر الأواخر من رمضان نشاطا ملحوظا. وقالوا إن حجم إنفاق الأسر السعودية خلال عيد الفطر يقدر بأكثر من 3.5 مليار ريال، وأسهمت العادات الاجتماعية للأسر السعودية في الصرف بما يزيد عن الدخول الشهرية في هذا الموسم. وعن المآزق المالية التي تواجه الأسر محدودة الدخل في هذه الفترة، يقول عبدالله الأحمد إن راتبي محدود ولا استطيع أن أواجه هذا الثالوث الانفاقي الخطير الذي يواجه أسرتي وباقي الأسر السعودية من محدودي الدخل، وأنا لا أحبذ بطاقة الصراف لأن ذلك يكلفني ثمنا باهظا ويجعلني انصاع لرغبة أبنائي في الشراء، والمهم عندي ألا أشتري ما أريد بل ما أحتاجه، فأحدد مصروف البيت في شراء مستلزمات رمضان. وأضاف الأحمد أن أي رب أسرة تجده ينظر إلى فرحة العيد بعين، ويراقب بالعين الأخرى متطلبات العودة إلى المدارس، وما تحتاجه من مستلزمات وأموال، حيث إن بعض الأسر تحرم أبناءها فرحة العيد من خلال عدم الذهاب إلى مدن الملاهي للترفيه لتكاليف ذلك، ويكتفي بأن يلعبوا في الملاهي العادية في المتنزهات العامة والحدائق. الماركات تستنزف الجيوب وقال ناصر الخالدي إن هناك أربع معضلات تواجه الأسر السعودية: أولها إجازة الصيف والمصاريف التي تدفع فيها من قبل الأسر والسفر، والمشاركة في الاحتفالات والأعراس وغيرها من المصروفات التي تزيد من مستلزمات الأسر مادياً، يتبعها شهر رمضان المبارك وما يتضمنه من شراء المواد الغذائية وغيرها، ولا تكاد الأسر تستقر مالياً حتى يأتي عيد الفطر المبارك ويكون منبعاً للصرف على الترفيه وتمشية الأطفال والأسرة، ثم يأتي بعد ذلك في ترتيب قافلة الصرف العودة إلى المدارس كي يدق آخر مسمار في نعش ميزانية الأسر السعودية. وأشار الخالدي إلى أن الأسر التي تحرص على المحافظة على ميزانياتها خلال هذه المراحل الأربع، فهي تعمل عليها بشكل عكسي، أي عندما تبدأ إجازة الصيف تقوم الأسرة بشراء مستلزمات المدارس، ثم يليها مستلزمات العيد قبل أن تبدأ الأسعار في الارتفاع، يليها شراء مستلزمات رمضان خصوصاً المواد الأساسية التي تتميز بأن تاريخ الانتهاء طويل، ثم بعد ذلك تهيئ الأسرة نفسها لقضاء عدة أيام في إجازة الصيف بين الأهل والأقارب فقط. ومن جانبه شرح المواطن عبدالإله الكناني استراتيجيته في مواجهة هذه العاصفة المالية بقوله «أكتب طلباتي في قائمة، وأشتري ثلاثة أرباعها، واستثمر العروض المخفضة، ولابد أن يكون هناك تأجيل للكماليات للأرخص ثمنا، كما نشتري أغراض العيد من الأسواق الشعبية حتى لا أقضي على مخصص مصروف العودة للمدارس ومتطلباتها من حقائب ودفاتر». ومن جانبه قال الخبير الاقتصادي فضل البوعينين إن هناك عددا من المناسبات التي ارتبطت ببعضها، ومنها إجازة الصيف وإجازة الأسر، ويتبعها شهر رمضان والعيد وثم يلحقها العودة إلى المدارس وإجازة عيد الأضحى هذه الأمور والتي لا يمكن تغيير شيء فيها، لارتباطها بمواسم دينية، حتى الأسر السعودية التي تعمل على تخطيط ميزانياتها خلال هذه المواسم لن تفي بمتطلباتها، ما يجعلها في حاجة ماسة للدعم المالي. وأشار إلى أن الأسر السعودية توصف بأنها أسر متوسطة وكبيرة، أي أن مدخولها المالي متوسط والعائلة كبيرة، ما لا يغطي متطلبات الأسرة، لذلك تكون هناك حاجة للدعم المالي، وقدم البوعينين مقترحاً يعالج هذه المشكلة يتمثل في الدعم الحكومي للموظفين، حيث تصرف مع راتب شهر رمضان مكافأة للموظفين لمواجهة متطلبات العودة للمدارس وإجازة عيد الفطر.