سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ارتفاع أسعار المواد الغذائية والقرطاسيات تلقي بظلالها على ميزانيات الأسر والمتاجر تقدم عروضاً وهمية إجازة الصيف ودخول "رمضان" و"العيد" و"المدارس" هاجس الأسر
ساد التخوف لدى المستهلكين من قدوم موجة غلاءٍ جديدة وكبيرة تتزامن مع قرب حلول شهر رمضان المبارك الذي يُضاعِف فيه المواطنون مشترياتهم؛ حيث كشف مستوردون في وقت سابق عن ارتفاع تكلفة عقود عددٍ كبير من السلع الأساسية التي يُفترض أن تصل قبل رمضان ومع ذلك ترى تدافع المواطنين على المتاجر التموينية لشراء المواد الغذائية والاستهلاكية لهذا الشهر الكريم. ودخول شهر رمضان المبارك والإجازة الصيفية التي تخللها السفر والسياحة داخليا أو خارجيا وعيد الفطر والمبارك وبدء المدارس بعد ذلك . كل هذه المناسبات تضع الأسر في المنطقة الشرقية بشكل خاص وبقية مناطق المملكة بشكل عام في مأزق مع الميزانية الأسرية والمصروفات خلال هذه المناسبات ومع ذلك لازالت المواد الغذائية في ارتفاع بالإضافة إلى الأدوات المدرسية ومستلزمات العيد التي تخطط لها المحلات التجارية خلال الفترة القادمة . وفي ظل ارتفاع الأسعار التي سجلت أسعار المواد الغذائية ارتفاعات كبيرة منذ العام الماضي زادت عن 100% لكثيرٍ من السلع، في الوقت الذي تعيش فيه المملكة طفرةً اقتصادية بسبب ارتفاع أسعار البترول بالإضافة إلى الطفرة العقارية التي رفعت أسعار المساكن وإيجاراتها إلى مستويات غير مسبوقة تتجاوز 50بالمائة في المنطقة الشرقية ومع ذلك فإن قلة دخول متوسطي ومحدودي الدخل ألا أن تزامن هذه المناسبات على الأسر في المملكة تزيد من أعبائها، ويضاعف ميزانيات تلك الأسر لتوفير مستلزمات المدارس واحتياجات الشهر الفضيل وعيد الفطر المبارك. وبذلك فقد تسارعت وتيرة استعداد المحال التجارية لتلبية احتياجات الشهر الفضيل وعودة المدارس بعد ذلك التي تواكبت هذا العام مع نهاية شهر رمضان وعيد الفطر المبارك، وما يرافقه من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية، إذ تمتد الأنشطة لهذا العام من المحال التموينية "السوبر ماركات" وغيرها إلى محال بيع القماش، والخياطين ومن ثم إلى المكتبات والقرطاسيات، ما يشير إلى حركة واسعة في مختلف القطاعات التجارية سترفع من فاتورة المشتريات على الأسر في المملكة . وستواجه الكثير من أسر الدخل المحدود والمتوسط موسمي مقاضي شهر رمضان والإجازة الصيفية في راتب شهر واحد، والعودة إلى المدارس وعيد الفطر المبارك أيضا في راتب واحد ما يعني تحملهم أعباء إضافية، تزيد منها الأسعار التي تواصل ارتفاعها خصوصا في المواد التموينية، فضلاً عن أن موسم الاستعدادات للمدارس يشكل هاجسا للأسر، ويتسبب في الإخلال بموازنتها، إذ يُسخر جزء كبير من الدخل لتلبية رغبات أبنائها وحاجاتهم المدرسية وتهيئتهم لبدء العام الدراسي. وخلال العام الماضي كانت تحتاج الأسر إلى زيادة الفاتورة لشراء مستلزمات ومتطلبات شهر رمضان 40بالمائة أما بعد الارتفاعات التي شهدتها المواد الغذائية والتي تجاوز بعضها حاجز 50بالمائة مثل الأرز والزيوت والاجبان وغيرها فقد تحتاج الأسر خلال رمضان للعام الحالي إلى 70بالمائة عن المصروفات العادية عن كل شهر من السنة الماضية. "تأثير أزمة ارتفاع الأسعار" "الرياض" قامت بجولة ميدانية في الأسواق التموينية والقرطاسيات التي تستعد من الوقت الحالي لتوفير المتطلبات المدرسية بالإضافة إلى محلات الملابس ومستلزمات عيد الفطر المبارك . حيث أوضح عدد من ملاك المراكز التموينية "المواد الغذائية" استعدادها لتلبية متطلبات الشهر الفضيل حيث قامت الشركات المنتجة بتوفير بعض المنتجات المعتاد روجها في شهر رمضان مبكرا إلى السوق . وحسب ما قال مالك أحد سلسلة متاجر للمواد الغذائية بالمنطقة الشرقية ان بعض المنتجات ارتفعت أسعارها بخلاف العام الماضي بنسبة تتراوح مابين 10إلى 20بالمائة . بخلاف الأرز الذي تجاوز 55بالمائة . موضحا ذلك بأن السوق المحلي مر خلال الفترة الماضية منذ بداية العام الحالي بعدة أزمات في ارتفاع الأسعار مثل ارتفاع أسعار الأرز ومشتقاتها والألبان ومشتقاتها بالإضافة إلى تأثير انقطاع الدقيق في السوق وارتفاع الزيوت الطعام وغيرها من المنتجات الغذائية . "أزمة لميزانيات الأسر" وقال عبدالله محمد "مواطن" أن الفترة الحالية تعتبر أزمة للأسر ذوي الدخل المحدود حيث ان هناك مناسبات اجتمعت مع بعضها البعض في آن واحد من إجازة الصيف والزواجات والزيارات العائلية لمناطق أخرى في المملكة بالإضافة إلى قدوم شهر رمضان الذي يأخذ بعين الاعتبار من قبل المواطنين بأنه شهر أكل وشرب وليس عبادة فترى الانقضاض على الأسواق لشراء المواد الغذائية بنسبة تفوق الشهور الماضية ب 50بالمائة . موضحا أن اغلب الأسر تضع ميزانيات لشراء المواد خلال الأشهر العادية مابين 1000إلى 2000ريال أما خلال الشهر الكريم "رمضان" فتفوق ذلك مابين 1500ريال إلى 3000ريال أو أكثر. ومع ارتفاع الأسعار وحلول عدة مناسبات في فترة لا تتجاوز الشهرين بذلك نطالب بأن تكون هناك لفتة كريمة بهدف مراعاة هذه الظروف، هذا ما قاله حسن الصفواني . موضحا أن تكون هذه المكرمة بصرف راتب شهر إضافي لجميع موظفي وموظفات الدولة ممن هم دون المرتبة الخامسة، حيث تقوم بعض القطاعات الخاصة بصرف راتب شهر لموظفيها قبل شهر رمضان مشيرا إلى أنه وبالتذكير فقد تم في السابق تقديم مكرمة من الملك عبد الله بن عبد العزيز بصرف راتب إضافي في لمن هم من ذوي الدخل المحدود، والذي يرى أنه الحل الذي سيكون بمثابة الإنقاذ من معضلة هذين الأمرين، تنشيط المؤسسات المدنية. "الاستعداد باكرا" ومع أن هذا الموسم يمر بشكل صعب على الأسر فبعد دخول شهر رمضان المبارك وانتهائه يأتي عيد الفطر المبارك الذي يستنزف جيوب المستهلكين حيث انتعشت المجمعات التجارية هذا العام في وقت وجيز مابين عطلة الإجازة الصيفية ومناسبات الزوجات ومن ثم عيد الفطر المبارك . وتجري الاستعدادات لهذه المجمعات باكرا حيث حاولت تصريف الكميات خلال إجازة الصيف بعروض وحسومات استعدادا لتنزيل العروض الجديدة من الملبوسات التي تناسب عيد الفطر المبارك . وقال أحمد بامندوره بائع في احدى الماركات العالمية بالدمام ان محلات العرائس والملبوسات النسائية تحاول منذ فترة تصريف العروض الحالية لديها وخطوة خطوة في تنزيل العروض والحسومات هدفا لنفاد الكميات وجلب كميات وموديلات جديدة لعيد الفطر المبارك . "المدارس فاتورة إضافية" سيبدأ الآباء والأمهات الاستعداد مبكرا للموسم الدراسي الجديد لهذا العام قبل عيد الفطر المبارك، مما يزيد المعاناة على أصحاب الدخول المحدودة خصوصا أنه يأتي في الوقت الذي يبدأ فيه الناس من كل عام الاستعداد لقضاء إجازة العيد مع الأهل في مناطق أخرى وبذلك يستعد الجميع لشراء مستلزمات الطلبة قبل حلول العيد استعدادا مبكرا منهم لعام دراسي جديد، ما سيشكل ضغطا على الأسر في فترة لا تتعدى أسبوعا واحدا فقط. وقال أبو أنس احد الباعة في مكتبة المتنبي بالدمام ان المكتبات بشكل عام بدأت الاستعداد للعام الدراسي الجديد حيث أنه من المتوقع أن تبدأ فترة الشراء قبل بدء الدراسة بأسبوع أو أسبوعين، أي قبل عيد الفطر المبارك حيث ما يفسح المجال للأسر للانتهاء منها والاستمتاع بعيد الفطر المبارك وهذا المتوقع ويمكن بعض العوائل تؤجل إلى ما بعد انتهاء العيد . "بوادر انتعاش للأسواق" ويتراوح متوسط الإنفاق على الطالب أو الطالبة بين 500إلى 1500ريال حسب العائلات والتي تشمل على مستلزمات مكتبية ودراسية وغيرها من المستلزمات التي تخص الطالبات وستبدأ بوادر انتعاشة في أسواق القرطاسية والأدوات المكتبية التي أكملت استعداداتها لموسم العودة إلى المدارس والبعض منها قد انتهى، وأسهم في بداية الانتعاشة المستهلكون الراغبون في الاستعداد للمدارس قبل بدء عيد الفطر المبارك، تجنبا للزحام الذي تشهده السوق في مثل هذا الموسم من كل عام، خلال شهر رمضان لشراء مستلزمات المدارس هذا ما أوضحه عبدالوهاب الدياني مشيرا إلى أن العودة إلى المدارس مع العيد ورمضان تعتبر أزمة لجميع أولياء الأمور ومع ذلك يشهد ارتفاعا في حمى التنافس بين المحال التي تعنى بالقرطاسية ومحال أخرى من أمثال محال بيع المواد الغذائية والبقالات والمراكز التجارية، التي دخلت كلاعب رئيس في توفير مستلزمات القرطاسية. "المحال تفتح أبوابها" وأوضح الدياني أن الأسعار قد ترتفع قليلاً، وبالتأكيد ستعتمد على النوعية والبلد المصنعة، فضلاً عن وجود عشرات الأنواع التي تحاول تقليد ما يوجد في السوق من ماركات معروفة. وقال كثيرا من الأسر تفضل الانتظار حتى بداية الدراسة حتى يتم تحديد الحاجات المكتبية من المدارس، الا أن هذا العام سيكون مختلفا مع شهر رمضان وقدوم العيد ومن ثم المدارس فهناك أولويات لدى العديد من الأسر للشراء. والكثير من العوائل يعيشون حالا من الارتباك في الميزانيات الأسرية، فما إن بدأت تلوح لهم المتنزهات والملاهي والفنادق والمنتجعات بالوداع مع قدوم شهر رمضان والعيد المبارك وما رافقها من خسائر فادحة حتى فتحت السوبر ماركات والمكتبات والمجمعات التجارية ومحلات الخياطة أحضانها لهم، وهو ما يعلق عليه، وهو رب أسرة تعيش في مدينة جدة بقوله كارثة هذا العام أظنها فريدة من نوعها، فالصيف بمصاريفه للاحتفالات والزواج والنزهة ويتبعه رمضان والعيد والدراسة بتكاليفهما. "تكثيف الرقابة" أما رأي الاقتصاديين عن ظاهرة قدوم موجة ارتفاعات جديدة على أسعار المواد الغذائية فقال الدكتور علي العلق أستاذ نظم المحاسبة بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن. ان الدول المستهلكة للنفط تحاول تعويض ارتفاع أسعار النفط برفع أسعار المنتجات التي تستوردها المملكة، وهو ما ينعكس بطريقةٍ مباشرة على ارتفاع أسعارها في الأسواق فحاليا أسعار النفط في تذبذب وانخفاض في اغلب الأحيان . فليس هناك توقعات صريحة بقدوم موجة ارتفاعات جديدة ويجب على وزارة التجارة أن تكثف مراقبتها للأسواق خلال هذه الفترة . وقال العلق إن دخول هذه المناسبات المتعددة من إجازة الصيف ومناسبات الزواج إلى شهر رمضان وعيد الفطر ومن ثم بدء المدارس كل هذه بالفعل تؤدي إلى الاستنزاف بأكثر من ذي قبل موضحا أن من الحلول التي من الممكن أن تجاوز هذه المواسم هو معالجة قضية الأسعار، وتكثيف الرقابة من قبل وزارة التجارة على محلات بيع المواد الاستهلاكية والمنتجات الغذائية والملبوسات وحتى المكتبات حيث ارتفعت أغلبية الأسعار خلال الفترة الماضية بشكل غير مبرر وأصبحت كالموضة إذا ارتفع شيء منها ارتفع الباقي، مؤكدا أن لها التأثير المباشر على الحياة الاجتماعية. ووفقًا لتقرير وزارة التجارة والصناعة الصادر عن الربع الأول من العام الهجري الحالي 1429ه، فقد سجلت كل السلع زيادة متفاوتة، واستمرت أسعار الأرز الأمريكي بالارتفاع خلال الربع الأول من العام مقارنةً بالربع الأخير من العام الماضي بنسبة 6.4%، وزاد متوسط سعر كيس الأرز عبوة 45كجم خلال الربع الأول بنسبة 19.6%، بسبب ارتفاع الطلب العالمي مع انخفاض المحصول من الأرز الأمريكي نتيجةً لاستغلال المساحات المزروعة في زراعة الذرة لإنتاج الإيثانول الذي يستخدم كمصدر بديل للطاقة، كما استمر ارتفاع متوسط أسعار الأرز الهندي خلال الربع الأول بينما شهدت أسعار حليب "النيدو" زيادة بنسبة 46.5% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وبنسبة زيادة 8.5% عن الربع الرابع من العام الماضي، وتأتي تلك الزيادة بالأسعار بسبب زيادة تكلفة الاستيراد. أما متوسط أسعار الزيوت النباتية خلال الربع الأول واصل ارتفاعه وبلغت نسبة ارتفاع متوسط أسعار زيت الذرة عافية 24.4% مقارنةً بالعام الماضي، وذلك لارتفاع الطلب العالمي وخاصةً من الهند والصين، وانخفاض محصول زيت الذرة وزيت النخيل واستغلال بعض الدول جزءًا من المساحات المزروعة لإنتاج الإيثانول.