حين يحل نهار الأربعاء ترقب عقول السياسيين وعقارب الزمن لحظات فارقة بدخول مصر عهد جديد في ظل ثورتها التي أسقطت نظام سيطر على الحكم ثلاثة عقود متتالية . ويدخل حلبة سباق الرئاسة 13 مرشحا تقلص عددهم إلى 11 مرشحا بتنازل أو انسحاب اثنين منهم، فيما سيدلي أكثر من 50 مليون مصري بأصواتهم لاختيار رئيسهم من بين هؤلاء المرشحين ومن أبرزهم: عمرو موسى السياسي المخضرم، والدكتور محمد مرسي القطب الإخواني ورئيس حزب الحرية والعدالة، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ذو الجذور الإخوانية السابقة، و الفريق أحمد شفيق آخر رئيس حكومة لنظام مبارك بعد اندلاع الثورة ، وحمدين صباحي رئيس حزب الكرامة الناصري. ولا أحد في مصر أو خارجها يستطيع أن يجزم من سيكون الرئيس الذي يحظى بثقة الشعب وأغلبية أصوات الناخبين غير أن المؤشرات الأولية واستطلاعات الرأي التي جرت ترجح أن تجرى جولة إعادة يكون اثنان من ثلاثة هم: موسى، وأبو الفتوح، ومرسي برغم ذلك لا تستبعد بعض الآراء أن تشهد الانتخابات وعمليات التصويت مفاجآت من قبيل دخول كل من الفريق شفيق و صباحي حلبة المنافسة بقوة. ولا يخفى أن مقعد الرئاسة يتنازعه تياران أحدهما: مدني ليبرالي ممثلا بكل من موسى وشفيق وصباحي، فيما التيار الثاني الديني ممثلا بكل من مرسي، وأبو الفتوح بالنظر إلى انتماءات الأخير لجماعة الإخوان برغم ابتعاده عنها ووقوف التيار السلفي والجماعة الإسلامية، وفريق من شباب الإخوان وراءه.ويعتقد في أن فوز شفيق من شأنه أن يفجر ثورة ثانية ربما تكون أكثر دموية من سابقتها. وإذا كان مرشحا وممثلا التيار الديني « الاثنان» يحمل كل منهما مشروعا يراه متميزا لبناء الدولة المصرية الجديدة فإن قطاعا عريضا من الرأي العام (تقف المؤسسة العسكرية على رأسه ومعزز بتوجسات خارجية إقليمية ودولية) لن يرتاح لهذه النتيجة. لذلك ربما يرى الكثير من المصريين في موسى الحل السحري والرئيس المناسب والأكثر توافقا لعبور هذه المرحلة والفترة واللحظة الفاصلة التي تمر بها البلاد بعد الثورة بالنظر إلى تاريخه الطويل في العمل السياسي، وخبراته المتراكمة وقدرته على التعامل مع كافة المعطيات ومختلف فئات المجتمع، بجانب امتلاكه لمهارات وقدرات تمكنه من التواصل مع العالم الخارجي. دون أن ينال من ذلك إصرار البعض على وصمه بأنه من فلول النظام السابق. يضاف إلى ذلك أنه أول المرشحين الذين بدأوا خوض السباق مبكرا، وجال كل محافظات مصر تقريبا على مدى الأشهر الماضية منذ سقوط النظام. ولايزال السؤال مفتوحا من سيكون أول رئيس لمصر في مرحلة مابعد الثورة .