ازداد المشهد الانتخابي في مصر تعقيداً، بعدما احتد الجدال حول مشروعية ترشيح القيادي السلفي الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل والذى ظهر ان والدته تحمل الجنسية الامريكية والذى حسمها القضاء الادارى لصالحه مع الزام الداخلية بمنحه شهادة بعدم اكتساب والدته جنسية أجنبية، في وقت ترددت معلومات عن احتمال إبطال ترشيح نائب المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» خيرت الشاطر بعد أن أشار خبراء قانونيون إلى أن الوضع القانوني لخيرت الشاطر ليس سليماً، باعتبار أن المرشحين للرئاسة الذين حصلوا على عفو لا يجوز لهم ترشيح أنفسهم لخضوعهم لعقوبة الحرمان من مباشرة الحقوق السياسية، ومن بينها حق الانتخاب والترشيح، ما لم يُردّ إليهم الاعتبار بحكم قضائي، وبعد مرور ست سنوات على صدور قرار العفو ما اضطر الجماعة الى ترشيح آخر هو محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة كمرشح احتياطي لضمان مشاركتها فى الانتخابات الرئاسية بعد ان وعدت بعدم خوضها مسبقا، فيما برز تطور انتخابي آخر تمثل في إعلان نائب الرئيس السابق عمر سليمان ترشحه والذى ادى الى طبخ قانون جديد فى مطبخ مجلس الشعب يمنع رموز النظام السابق من الترشح للرئاسة والذى رفضه وزير العدل ووصفه بغير الدستورى،فيما جرى الصراع على اشده بين الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى ورئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق والقيادي السابق في «الإخوان» عبد المنعم أبو الفتوح، والمرشح محمد سليم العوا والمستشار مرتضى منصور الذى استدعته المحكمة للتحقيق معه لادانته فى موقعة الجمل كما ثارت التساؤلات حول اصدار القضاء الإداري المصري قرارا بمنع المعارض أيمن نور من الترشح فى الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو، رغم قرار المجلس العسكري الحاكم إعادة حقوقه السياسية. مؤامرة كبرى ويرجع أنصار الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل ما حدث من إثارة قضية جنسية والدته الى انها مؤامرة كبرى تديرها الولاياتالمتحدة للحيلولة دون وصول الإسلاميين للسلطة والتى تعتبر تولى الامارة السلفية حكم مصر كارثة تهدد مصالحها ومصالح حليفتها إسرائيل. وألحق تناقض موقف الشيخ وتأرجحه بين الإنكار ثم الاعتراف، ومن قبله موقف نائب التجميل أنور البلكيمي والأداء المنبطح لنواب الشعب وفضيحة التكويش على المناصب الكبرى بالإسلاميين خسائر فادحة حيث ظهروا بأنهم تجار دين لا أكثر وأن الغاية عندهم تبرر الوسيلة أيا كانت الغاية وأيا كانت الوسيلة. فإذا ربطنا ذلك بإعلان جماعة الإخوان المسلمين ترشيح خيرت الشاطر ومن بعده محمد مرسي، ثم دخول عمر سليمان في اللحظات الأخيرة إلى حلبة السباق، كل ذلك يوحي بأن هناك من يلعب من خلف الستار ويدبر أمرا غايته أن يهز صورة الإسلاميين بقوة في عيون من يزالون يعقدون عليهم آمالا كبيرة.. فإذا كان أقوى مرشحي التيار الإسلامي كاذبا فلمن ستذهب أصوات الكتلة الإسلامية؟ولكن مع قليل من التفكير فيما يحدث لابد أن نسأل أنفسنا عدة أسئلة: لماذا أثيرت قضية جنسية والدة أبو اسماعيل في هذا التوقيت بالذات؟ الرجل مستمر في الدعاية الانتخابية منذ أشهر طويلة ولم تظهر تلك القضية طوال هذه الفترة ولم يشر إليها أحد ولم تتقدم الداخلية أو الخارجية بما يثبت تلك الواقعة رغم أن الأمن يعلم كل شيء عن أي شيء!. فإذا ربطنا ذلك بإعلان جماعة الإخوان المسلمين ترشيح خيرت الشاطر ومن بعده محمد مرسي، ثم دخول عمر سليمان في اللحظات الأخيرة إلى حلبة السباق، كل ذلك يوحي بأن هناك من يلعب من خلف الستار ويدبر أمرا غايته أن يهز صورة الإسلاميين بقوة في عيون من يزالون يعقدون عليهم آمالا كبيرة.. فإذا كان أقوى مرشحي التيار الإسلامي كاذبا فلمن ستذهب أصوات الكتلة الإسلامية؟ هنا يظهر دور الإخوان الذين يلعبون على مصالحهم أيا كانت الظروف، فإزاحة ابو اسماعيل بالنسبة لهم لن تكون سهلة إلا إذا لحقت به فضيحة كبرى.. وهم يراهنون على أن أصوات مؤيدي أبو اسماعيل ستذهب لهم جملة واحدة.. هذا الوضع لن يرضي بالتأكيد أنصار التيار الليبرالي أو المسيحيين الذين سيفضلون التصويت لأي شخص مدني قوي يحميهم من سيطرة الإسلاميين حتى لو كان نائب الرئيس المخلوع!.. ذلك المرشح التوافقي الذي يرضي الجميع: الإسلاميين والليبراليين ويحظى بدعم القوات المسلحة لأنه سيحرص على استمرار الوضع الخاص الذي تتمتع به داخل النظام، وهو الضمان الوحيد لاستمرار نظام المخلوع وعدم محاكمته أو العفو عنه.. كما أن الكثير من المصريين يعتبرونه سوبرمان الذي سينقذ مصر مما هي فيه لما يتمتع به من شخصية قوية قادرة على إعادة الأمور إلى نصابها كما كانت قبل الثورة أي الاستقرار والأمن كما يحلمون على طريقة «قوي فاجر خير من تقي ضعيف»!!.. البداية بالبرادعي وتم المخطط كما رسم منذ البداية.. إزاحة البرادعي، ثم التضحية بأبو اسماعيل، وتحجيم دور أبو الفتوح وصباحي والعوا،والرهان على شفيق وموسى ثم التضحية بهما أيضا.. ولا يبقى في النهاية إلا صفقة بين طرفين يعشق كلاهما إبرام الصفقات والتفاوض حول المكاسب.. عمر سليمان إذن هو الرئيس المنتظر وخيرت الشاطر - الذي سيتنازل له مرسي بطبيعة الحال - هو رئيس وزراء مصر القادم.. ولا عزاء للثورة.. كل ما سبق قد يكون محض خيال أو صدفة.. وسواء كان الشيخ أبو اسماعيل صادقا أو كاذبا.. وسواء اتحد مرشحو الثورة أو لم يفعلوا..فالنتيجة واحدة.. عصر المخلوع سيعود من جديد!! فهل ترى حقاً أنها مؤامرة؟ أم أن ممثلي التيار الإسلامي وقعوا في شر أعمالهم ونالوا ما يستحقونه نتيجة استخدامهم للدين في غير موضعه واللعب بالمشاعر لتحقيق أهدافهم؟ معركة الذقون ووصفت مجلة ''إيكونوميست'' البريطانية السباق الرئاسي في مصر بأنه ''معركة الذقون''، قائلة إن المصريين لم يتوقعوا أن يحل محل الرئيس السابق حسنى مبارك، واعظ سلفي، في إشارة إلى الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل , وأضافت أن شعبيته في الشارع تشير إلى أنه ربما يكون ''فرعون'' البلاد المقبل. وأشارت المجلة إلى أن الدبلوماسيين الغربيين توقعوا حتى وقت قريب أن تبقى جماعة الإخوان المسلمين خارج السباق، وتمهيد الطريق لرئيس علماني، إلا أنه الآن يرى البعض أن الجماعة هي السبيل الوحيد لوقف صعود أبو اسماعيل، مشيرة إلى أن ترشيح المهندس خيرت الشاطر ''جعل البعض يتنفس الصعداء''. واشنطن غير منزعجة من جانبها، قالت مجلة ''تايم'' الأمريكية إنه بينما اثار قرار الجماعة ترشيح المهندس خيرت الشاطر لخوض الانتخابات الرئاسية غضب التيارات الليبرالية والعلمانية، إلا أنه لم يزعج واشنطن، بل على العكس فقد أعلنت تفاؤلها بهذه الخطوة. وأضافت المجلة ان هذا الموقف من جانب واشنطن إزاء ترشح الشاطر لمنصب الرئيس المصري إنما يعكس مدى تغير الأوضاع في المشهد السياسي المصري عن تلك الأيام التي كانت تعلق فيها الولاياتالمتحدة آمالها السياسية على قدرة نظام الرئيس السابق على اعتقال الشاطر وأمثاله، على حد قولها. وأشارت إلى أن المسؤولين الأمريكيين امتدحوا وسطية مرشح الجماعة، مشيرة إلى أن الشاطر البالغ من العمر 62 عاما هو رجل اقتصاد مجدد سيسعى لإنقاذ الاقتصاد المصري المحتضر أكثر من سعيه للدخول في مواجهة مع إسرائيل والولاياتالمتحدة. وأوضحت المجلة ''أن الولاياتالمتحدة ترى كذلك أن الإخوان المسلمين يمثلون بديلاً لمبارك أكثر جاذبية من التيار السلفي الذي استخدمه مبارك كفزاعة خلال العقود الماضية''. ورأت المجلة أن الولاياتالمتحدة ربما تدعم قرار الإخوان سراً، مشيرة إلى أنه من دون مرشح الجماعة في السباق، فإن بعض المسؤولين يخشون من أن وجود حازم صلاح أبو إسماعيل، الذي يتمتع بقبول جماهيري، ويتحدث عن محاكاة النظام السياسي الإيراني وإنهاء معاهدة السلام مع إسرائيل، يمكن أن ينتج مفاجأة، لاسيما إذا وصل للإعادة. وتابعت ''بان قرار الجماعة الدفع بالشاطر في سابق الرئاسة جعل التنبؤ بالنتيجة أمراً صعباً للغاية»، معتبرة أن هذا الأمر هو ''السمة المميزة للديمقراطية''. هجوم حاد على صعيد آخر تجمع الالاف من مناصري «الإخوان» ، مرددين هتافات منها «الشعب يريد الشاطر رئيساً» و«اصحى اصحى يا زمان جالك ريس من الإخوان»، . كما رفع الآلاف اللافتات التي تؤيد الشاطر، بالإضافة إلى العديد من الأعلام الخاصة بالجماعة وحزبها. موسى يهاجم وفى اطار المنافسة الانتخابية شنّ الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى هجوماً حاداً على منافسه في انتخابات الرئاسة رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق من دون أن يسمّيه، إذ قال إنه «لا يصح أن يكون آخر رئيس وزراء للنظام السابق أول رئيس لمصر بعد الثورة»، وتابع قائلاً: «مصر تحتاج إلى تغيير جذري ينبع من أهداف الثورة» . واستنكر الفريق أحمد شفيق تصريحات موسى قائلاً إن «موسى صديقي، بصرف النظر عن كونه منافساً في انتخابات الرئاسة، لكن ليس من حق الصديق المرشح أن يقبل أو يرفض ترشحي، فهذه اعتبارات تقررها اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة وفق القواعد القانونية المقررة، ومن بعدها أصوات الناخبين». وأكد الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح المرشح لرئاسة الجمهورية ان الثورة المضادة لن تنجح بمن طرحتهم كمرشحين للرئاسة ، وان هؤلاء المرشحين كان يجب ان يعلقوا على المشانق لا ان يترشحوا لحكم مصر .. ولكن لان الثورة المصرية كانت سلمية ولم تكن دموية مثل الثورات الاخرى ، ولان الشعب المصري يتصف دائما بالكرم والتسامح ، فقد تجرأ هؤلاء ورشحوا انفسهم ، مشيرا الى ان العملية الديمقراطية وحدها كفيلة باسقاطهم.