قبل عدة أسابيع حدثت جريمة قتل لأحد الأصدقاء، وقمت بزيارة لإدارة الأدلة الجنائية بمدينة جدة والتي قبضت على القاتل خلال أيام قليلة، وفي الحقيقة إنني سررت جدا بما شاهدته وما وفرته الدولة من أجهزة ومعدات وطواقم بشرية مؤهلة وحاصلة على شهادات عليا في مختلف العلوم الأمنية وعلم الأحياء والكيمياء واستمعت إلى العديد من النجاحات التي تحققت بالوصول إلى مرتكبي الجرائم والقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة بالأدلة الدامغة، وذلك بإشراف اللواء علي السعدي، والعقيد صالح زويد مدير إدارة الأدلة الجنائية، ومما لاشك فيه أن توفيق الله سبحانه وتعالى ثم دقة تحريات الخبراء والمحققين والأجهزة والمعدات المتوفرة لهم تساعدهم بعد الله في تتبع واقتفاء أثر الجناة وتسليمهم للعدالة بعد مواجهتهم بالأدلة والقرائن التي لايمكن إنكارها، ونحن نعلم أنه ليس هناك مجتمع على سطح الكرة الأرضية يخلو من الجريمة، ولكن دور الأجهزة الأمنية هو محاولة خفض معدل الجرائم وتنبيه المجتمع وتوعيته حتى لايقع أفراده ضحايا للجرائم عن قلة وعي أو إهمال أو غير ذلك من أسباب، ومما أسعدني أيضا خلال زيارتي مشاهدتي لطلبة من جامعة الملك عبدالعزيز من كليات الأحياء والكيمياء وهم يتلقون شرحا وافيا عن ما تقوم به الأدلة الجنائية من تجميع جميع العينات والبصمات وخطوات ومراحل إجراء فحوصات الحمض النووي، ومن الملاحظات التي استمعت إليها من مدير الأدلة الجنائية هو أن بعض الصحافيين لا يتحرون الدقة أحيانا عند نشرهم لأخبار بعض الجرائم، وأنهم لو لجؤوا للمختصين في شرطة جدة فسوف يحصلون بالتأكيد على المعلومات الصحيحة وغير المغلوطة.. وأخيرا.. نتمنى أن لانغفل بأننا كمواطنين ومقيمين بوعينا وحذرنا نستطيع بإذن الله وتوفيقه أن نقلص من نسبة وقوع الجرائم التي تحدث في مجتمعنا وأن نأخذ بالأسباب بعد الاعتماد على الله.. وأسال الله سبحانه وتعالى أن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والأمان.