«تستعير الشام صوت أحمد دحبور وتصرخ: غداً ماذا يقول الغد؟ ... أما في الأرض من طرف المحيط إلى الخليج يد ولو بتحيّةٍ تمتد؟!». هكذا اختار المغرد فهد عافت في حسابه في تويتر أن يواسي الشعب السوري وينتقد الموقف العربي والدولي الضعيف تجاه القتل اليومي الذي يتعرض له الشعب السوري الأعزل والذي كان نتاجه ثمانية آلاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمعقلين. بيد أن عافت لم يكن وحده من غرد نصرة للشعب السعودي فقد بادر مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر وغيرها للوقف مع الشعب السوري بالنصرة والتأييد بالكلمة والشعر والدعاء والمبادرات الإيجابية. واكتست بعض الصفحات بالسواد بينما فضل آخرون وضع العلم السوري الجديد الذي يحمله الثوار في مظاهراتهم التي تجوب شوارع سوريا طولا وعرضا وتطلب بإسقاط النظام. وتفاوتت تغريدات وكتابات أهل مواقع التواصل بين المطالبة بطرد السفراء من العواصم العربية والاجنبية وإلغاء مظاهر الاحتفاء تضامنا مع الشعب السوري. وتحول بعض المشاركين في الوقفة إلى إعلاميين ينقلون الأخبار الجديدة عن مستجدات الثورة السورية أولا بأول، بل إن البعض استفاد من لغته الإنجليزية في ترجمة بعض الصحف الأمريكية والإنجليزية لنقل بعض الخبايا حول مستقبل النظام السوري، وتحول البعض الآخر لمحلل سياسي يقدم رؤاه حول الموقف العربي ومشروع القرار الروسي في مجلس الأمن وأسباب تلكؤ العالم في نصرة الشعب السوري بشكل جدي وحاسم. فالإعلامي في قناة الجزيرة حجي جابر غرد بقوله «روسيا لا تفعل كل هذا من أجل عيون الأسد، بل من أجل تحقيق مكاسب في ملفات كثيرة عبر المساومة والابتزاز كما حدث مع صدام ثم القذافي». وغرد القاضي عيسى الغيث قائلا «حينما تم قتل القذافي سمعنا من استنكر ذلك ومن يشاهد الآن مجازر سوريا فهل سيستنكر لاحقاً القصاص فمجرمي الحروب معروفين وشهود الله هم القضاة». وفي رؤى أدبية شبهت الأديبة الكويتية سعدية مفرح في تغريدتها تعامل الرئيس السوري بتعامل الغاب حينما غردت «بشار صدق أنه أسد فتعامل مع سوريا على أنها غابة، ومع السوريين على أنهم حيوانات.. لكن هيهات». ويؤكد المغرد عبدالعزيز الصالح أنه لم يمت أحد في سوريا في الأيام الماضية، بل ماتت الإنسانية في العالم أجمع. وذهب بعض المغردين بالمطالبة بإلغاء بعض المناسبات الاحتفائية أسوة بمهرجان الجنادرية الذي أمر خادم الحرمين الشريفين بإلغاء الأوبريت المصاحب للمهرجان الوطني للتراث والثقافة؛ امتدادا لمواقفه العروبية والإسلامية. وطالب بعض المغردين بالاقتداء بالموقف السعودي وإلغاء الحفلات الغنائية في مهرجان هلا فبراير في الكويت. وانتقد بعض مرتادي مواقع التواصل مطالبات العلماء باستصدار الفتاوى حول ما يحدث في سوريا من قتل حينما قال محمد الأوغيمي «سوريا ليست بحاجةٍ لفتوى تكفير نظامها.. ليست بحاجةٍ لفتوى تبيح دفاعهم عن أنفسهم.. الظلم والقتل وإن كان من أتقى رجل وجب إيقافه». وخاطبت الداعية بثينة الإبراهيم صمود الشعب السوري بتغريدة قالت فيها «لله دركم يا أهل سوريا بلا مأوى وقلة في الزاد وضياع للأمن خوف وقصف واعتداء ولازلتم تقاومون ولازلتم تخرجون تهتفون وتقدمون الشهيد تلو الشهيد». وذهب بعض الناشطين في مواقع التواصل بالمطالبة بالدعاء والقنوت للشعب السوري ومنه الداعية الدكتور علي العمري الذي غرد «أدعو إخواني أئمة المساجد إلى القنوت لإخواننا في سوريا، فنصرتهم واجبة، ولا حاجة لاستئذان أحد». وتحولت المواقع إلى سجالات تضامنا مع الشعب السوري ومن ذلك ما فعله الأديب الكتور عبدالله الغذامي حينما طالب بتغريده بعث فيها للدكتور عيسى الغيث قائلا فيها «ليتك يا شيخنا الحبيب تسهم معنا في وضع صورة العلم السوري الوطني لهذا اليوم وربما تحث متابعيك بعمل ذلك تضامنا مع أهلنا في سوريا». واحتشد الآلاف على مئات الصفحات في الفيس بوك إعجابا ودعما بالصفحات المؤيدة للثورة السورية والداعمة لها من كل الجنسيات. وكتب مؤسس إحدى الصفحات ويدعى نور الهدى على صفحته قائلا: تحية لأحرار سورية والعالم الأبطال وأشاوسها الحرة. إننا نحزن كثيراً لما نراه من مصاب أهلنا في سوريا من قتل واعتقال وقصف فالشيوخ والأطفال لم تسلم منهم. أهل سوريا الذين فقط طالبوا بحريتهم عاملهم النظام على أنهم أعداء وأهداف له، ولذلك يجب علينا دعم أخوننا الثوار في سوريا الحرة، وذلك كل شخص بقدر ما يستطيع وانا دعمت هذه الثورة بكل ما أستطيع لذلك انشئت هذه الصفحة (شبكة نور الهدى السورية) في حماة. لكي تبقى أخبار الثورة منتشرة في كل العالم لتفضح هذا النظام ودعما للثورة السورية ولمسيرتها حتى إسقاط النظام بإذن الله تعالى، والنصر قريب بإذن الله».