ساهمت الرياضة بشكل كبير في تعزيز العلاقات وزيادة أواصر المحبة بين الشعوب، فكرة القدم على سبيل المثال كانت وما زالت مثالا حيا على قدرة الرياضة الكبيرة في ردم الفجوة بين الشعوب، والعمل الرياضي بشكل عام أرض خصبة لإذابة الكثير من الخلافات التي تنتجها السياسة، وفي وطننا المعطاء شاهدنا كيف أن جميع أبناء هذا الوطن يتفقون حول الرياضة التي كانت ومازالت من أهم العوامل التي تظهر للعالم مدى وحدتنا الوطنية وتماسكها، والشواهد على ذلك كثيرة، فجميع رياضيونا يرفضون المساس بمقدرات ومكتسبات هذا الوطن، بل ويقفون بالمرصاد لكل من يحاول مجرد التفكير في المساس بأمن هذا الوطن، وذلك من خلال الانصهار والتلاحم الذي نشاهده بين جميع رياضيينا ومدى المحبة والتآلف فيما بينهم. وعند الحديث عن خروج فئة قليلة من أبناء هذا الوطن المعطاء عن النص، نجد أن جميع أبناء هذا الوطن يرفضون مثل هذا الخروج، وكيف أن أبناء محافظة القطيف ورياضييها وقفوا بالمرصاد لهذه الفئة التي أحدثت الشغب وأثارت الفوضى بشكل سافر، وعندما حقق فريق مضر لكرة اليد بطولة آسيا مؤخرا، وجدنا اللحمة الوطنية قد تجلت في أبهى صورها في ملعب المباراة بحمل أعلام الوطن، وعبارات «الوطن في قلوبنا»، فهذا يدل دلالة كبيرة على وحدتنا الوطنية الكبيرة ومدى الترابط الكبير بين جميع أبناء هذا الوطن. «عكاظ» حاورت أهل الرياضة عن مدى أهمية الرياضة في هذا الجانب لتخرج بآراء عدة: في البداية أكد المشجع إبراهيم الجروان أن كرة القدم كان لها دورا كبيرا في تعزيز لحمتنا الوطنية، وتجلى ذلك من خلال لقاء الهلال والنصر قبل عدة أشهر، وكيف أن جميع من حضر المباراة اتفقوا على الوحدة وعدم السماح لكائن من كان أن يمس هذا الوطن بأي سوء، ونحن في مجتمعنا الرياضي نقدم رسالة سامية تهدف إلى تعزيز هذه اللحمة والعمل على توطيدها، ونقلها للأجيال اللاحقة. من جانبه، أكد المشجع حسين جعفر، أن للرياضة دورا فاعلا ومساهمة عظيمة في زيادة لحمة أبناء هذا الوطن، فالجميع شاهد مدى الحب والتقدير الذي يكنه الرياضيون لبعضهم في مختلف مناطق المملكة، ومدى تلاحمهم وعدم تهاونهم في المساس بأمن هذا الوطن ووحدته، ونحن كرياضيين يجب أن نكون على قدر كبير من الوعي ونبذ الفرقة بين أبناء هذا الوطن، وعدم السماح بزعزعة أمنه، وسنكون بالمرصاد لكل من يحاول ذلك. منال عبد الرحمن أكدت أن جميع أبناء هذا الوطن يرفضون التفرقة وتأجيج الطائفية والحزبية والمذهبية، فنحن أبناء وطن واحد ومصير واحد ومن السخف أن ننجرف خلف إعلام مضلل يبث سمومه من الخارج من أجل أهداف باتت مكشوفة للجميع، والتي لن تنطلي على أبناء هذا الوطن العظيم. فيما ترى أسماء الناصر، أن الوطن فوق كل الاعتبارات ووحدته هدف جميع أبنائه المخلصين، وخروج فئة قليلة لن يؤثر على تماسك هذا الوطن الذي من حقه علينا أن نحميه ونذود عن حياضه، فالكل شاهد صدق انتماء أبناء هذا الوطن بعد أحداث العوامية من فئة قليلة ضلت الطريق، وكيف أن أبناء القطيف وقفوا بحزم في وجه هؤلاء المارقين. من جهته، أكد مدير الكرة السابق في النادي الأهلي علي باعامر، أن جميع أبناء الوسط الرياضي في مجتمعنا ضربوا مثالا يحتذى به في صدق الانتماء والولاء للوطن وقيادته الرشيدة، وذلك من خلال تلاحمهم ووحدتهم ضد كل من يحاول شق صف أبناء هذا الوطن، فكل الرياضيين أثبتوا صدق انتمائهم وتكاتفهم. لاعب النصر الكابتن أحمد عباس أكد أن جميع الرياضيين متفقون على الثوابت وهذا ما يجعل رياضتنا ورياضيونا مضرب المثل، فنحن اللاعبون في مختلف الأندية ومختلف الألعاب كنا ومازلنا وسنظل ما حيينا ملتزمون بأدوارنا تجاه وطننا وتجاه وحدتنا ولحمتنا الوطنية، ونرفض أي شكل من أشكال الفرقة بين أبناء هذا الوطن الذي يستحق منا كل تضحية. فيما قال لاعب الشباب الكابتن عبد الله الأسطا: إن جميع المنتمين للوسط الرياضي يثبتون دائما أن الرياضة تجمع ولا تفرق، وهذا ما نلمسه من خلال المنافسات المحلية المختلفة، فجميعنا يشاهد مدى اللحمة الوطنية التي عليها جميع الرياضيين في المملكة، فنحن جميعا أبناء وطن واحد ومصير واحد، ومن الصعب أن نختلف في ولائنا وانتمائنا لهذا الوطن الشامخ. ويرى لاعب النصر الكابتن إبراهيم غالب، أن جميع الرياضيين متفقون على تعزيز هذه اللحمة الوطنية وهذا ما يظهر من خلال المسابقات المحلية المختلفة في جميع الألعاب، فالجميع يحرص ويدعم هذا التلاحم الذي ينعكس على جميع أفراد المجتمع، فكرة القدم تعتبر رسالة سامية ومن خلالها نستطيع أن نقدم ثقافتنا بشكل مختلف للعالم، ونحن اللاعبون ندعم هذه اللحمة الوطنية، بل نحرص على زرع صدق الانتماء في نفوس الشباب. الخبير الرياضي الدكتور مدني رحيمي، أبان أن جميع الرياضيين كانوا في مستوى الحدث عندما احتاجهم وطنهم، وأنهم دائما يثبتون أنهم على قلب رجل واحد ومن المستحيل شق صف أبناء هذا الوطن، فنحن ولله الحمد على قدر كبير من الوعي والإدراك لكل ما يحاك ضد وطننا ومقدراته ومكتسباته، وجميع المنتمين للوسط الرياضي يدركون مدى فائدة لحمتهم الوطنية، وانعكاسها على المجتمع بشكل عام، وهذا هو ديدن جميع الرياضيين في المملكة، ومن خلال عملي الطويل في المجال الرياضي، أؤكد على أن جميع الرياضيين يحرصون على وحدة هذا الوطن، ويؤكدون على ذلك دائما من خلال لقاءاتهم ومشاركاتهم المختلفة. من جانبه، أكد الدكتور سهيل خان استشاري الطب النفسي، أن حب الوطن من الدين ومن الصحة النفسية، لأنه عندما يكون هناك فكر واحد وعاطفة مشتركة تجاه الوطن سيكون له مردود إيجابي كبير تجاه الاستقرار النفسي والطمأنينة، سواء كان ذلك الاستقرار داخل الوسط الرياضي أو حتى على مستوى جميع شرائح المجتمع بشكل عام، فإذا وجدت هذه اللحمة الوطنية على الرغم من اختلاف المذاهب والأعراق، سنجد أن العطاء والتفاني من جميع أبناء الوطن سينبعث برائحة وطنية زكية، وستؤثر إيجابا على النفوس والفكر والاستقرار والأمان لكافة أفراد المجتمع، وبالتالي عندما يتوحد جميع أبناء الوطن تحت راية التوحيد باختلاف انتماءاتهم ومذاهبهم، فهذا يدل على مدى اللحمة الوطنية الكبيرة التي يتمتع بها أبناء هذا الوطن الكبير، وأضاف: حين تخفق القلوب بحب هذا الوطن مع اختلاف المذاهب، نجد أن العطاء والتضحية والبذل سيكون بنفس المقدار من جميع أفراد هذا الوطن.