زغاريد وأفراح عمت الوطن من أقصاه إلى أقصاه، دعاء يعلو، مسنات يرفعن أكف الضراعة لملك انحاز إلى الإنسان، وانتصر لضعيفه وانتزع الحق من القوي. في أقصى الجنوب من البلاد أطلقت سيدة في الستين من العمر زغرودة الفرح عندما أعلن خادم الحرمين الشريفين أمس، وأمام العالم أجمع تمكين المرأة من المشاركة في مجلس الشورى والمجالس البلدية والإسهام في مسيرة العمل العام، تقول سيدات ومثقفات “انتصر الملك الإنسان للمرأة ومنح نحو تسعة ملايين امرأة حق المشاركة في صناعة القرار البلدي والتشريعي في مملكة تحول ليلها ونهارها.. إلى ورشة في التنمية والإنجاز وصناعة المستقبل المذهل”. خادم الحرمين الشريفين، استشهد في خطابه أمس أمام مجلس الشورى بالرأي السديد والمشورة الناضجة للمرأة منذ عهد النبوة، وتطرق لمشورة أم المؤمنين أم سلمة في يوم الحديبية، ولأم سلمة قصة شهيرة، ففي السنة السادسة للهجرة صحبت أم سلمة النبي محمدا الكريم في غزوة الحديبية ، وكان لها مشورة لرسول الله أنجت بها أصحابه من غضب الله ورسوله، ذلك حين أعرضوا عن امتثال أمره، فعندما فرغ الرسول من الصلح، قال لأصحابه قوموا، فانحروا ثم احلقوا فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل الرسول على أم سلمة فذكر لها ما لقي من عدم استجابة الناس، وما في هذا من غضب لله ولرسوله، ومن تشفي قريش بهم، فألهم الله أم سلمة رضي الله عنها لتنقذ الموقف فقالت: يا نبي الله ، أتحب ذلك ؟ أي يطيعك الصحابة فأومأ لها بنعم، فقالت أخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك”. فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يكلم أحدا، ونحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأى الصحابة ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما، وبذلك نجا الصحابة من خطر مخالفة الرسول الكريم.