توقف الحاسب الآلي التابع لمكتب الضمان الاجتماعي في محافظة الأحساء أمس الأول لليوم السابع على التوالي، حارما 1500 مستفيد من استلام شيكات إعاناتهم المالية، ما تسبب في ازدحام خانق غير مسبوق من قبل المستفيدين الذين تقرر صرف الإعانات لهم بعد دراسة حالاتهم، ومن الراغبين في تقديم طلبات جديدة للحصول على الإعانات، في ظل قلة عدد الموظفين وتهالك المبنى. وسعى الموظفون إلى إغلاق شبابيك استقبال الطلبات والتسليم، من دون مراعاة حالات كبار السن والعجزة، وتذمر المواطنون من إغلاق الشبابيك في وجوههم، ليضطروا إلى الوقوف أمامها لفترات طويلة، ما زاد من تكدسهم منذ السابعة صباحا وحتى نهاية الدوام الرسمي طوال الأيام الماضية. وقال المستفيد أبو زكي، الذي تجاوز عمره 60 عاما، متكئا على عصا تساعده على المشي والوقوف: «أنتظر منذ السابعة صباحا حتى أتسلم شيك إعانتي من قبل موظفي المكتب، إلا أنهم تعذروا بتوقف الحاسب الآلي، فاضطررت إلى الجلوس بعد أن أعياني الوقوف في الساحة الخارجية المغطاة بالهناجر، بحثا عن الهواء النقي». فيما ذكر المستفيد أبو متعب، أنه اعتاد الحضور مع والده لاستلام شيك الإعانة منذ السابعة صباحا، والبقاء منتظرا داخل المكتب حتى الساعة الواحدة والنصف ظهرا، إلا أنه فشل في تسلم الشيك طوال الأيام الماضية. إلى ذلك، أوضح مسؤول رسمي في المكتب «رفض ذكر اسمه»، أن مكتب الضمان الاجتماعي مستمر في صرف الإعانات لمن انطبقت عليهم الشروط. وقال المسؤول: «بلغ عدد المتقدمين 4000 مواطن، فيما وصل إجمالي الإعانات المستحقة لهم 39 مليون ريال، وصرف مكتب الضمان 2500 شيك بداية شهر رمضان المبارك، إلا أن توقف الحاسب الآلي من المكتب الرئيس في الرياض أربك العمل، وأسهم في تجمع المواطنين بشكل كبير، على رغم شدة الحرارة التي تشهدها المحافظة، ورداءة التكييف، ما تسبب في إرهاق المراجعين». وفي المقابل، تذمر العديد من المراجعين من سوء التنظيم وتهالك المبنى، إلى جانب عدم تعاون إدارة مكتب الضمان الاجتماعي مع المراجعين، وأبدوا انزعاجهم من الوقت الطويل الذي تستغرقه دراسة الحالة ورفعها للجهة المختصة، ومن ثم تأخر صرف المستحقات أو المعونات المالية. وأعرب عدد من المسنين والأيتام والأرامل والمطلقات استياءهم من قلة تواجد الموظفين في المبنى على حد قولهم ، ما أدى إلى تكدس المراجعين أمام شبابيك الصندوق وفي ممرات المبنى، معتبرين أن أجهزة التكييف غير كافية، ومشيرين إلى أن حرارة الأجواء تسببت في حالات إغماء لبعض السيدات المراجعات داخل الصالة. «عكاظ» التقت مدير مكتب الضمان الاجتماعي عبد اللطيف بن إبراهيم المحارف في صالة المراجعين، وطرحت عليه بعض الاستفسارات، إلا أنه اعتذر عن الإجابة بحجة انشغاله بإنجاز معاملات المراجعين، ورفض التعليق على الأوضاع الراهنة في المكتب، بذريعة أن التعليق عليها ليس من صلاحياته، وأنه ليس مخولا بالإجابة على الاستفسارات الإعلامية. وفي السياق نفسه، اضطر مدير المكتب الاستعانة برجال الأمن لمساعدتهم في التنظيم وفك الاختناقات، وشهد جمع من المواطنين على تعرض بعض المراجعين لمدير المكتب بالسب والشتم.