شهدت مكاتب الضمان الاجتماعي في أبها وتبوك صباح أمس ازدحاما شديدا من مستحقي الإعانة السنوية الذين توافدوا لصرف مستحقاتهم في ظل ما أسموه "سوء التنظيم"، وعدم تحديد مواعيد الصرف بدقة، الأمر الذي اضطر بعض موظفي المكاتب إلى إغلاق الأبواب في وجوه المراجعين، وأغلبهم من كبار السن. ففي أبها، شهد المكتب الرئيسي للضمان الاجتماعي بمنطقة عسير صباح أمس ازدحاماً شديداً وتدافعاً على الكاونتر الذي تصرف منه شيكات إعانات المواطنين المسجلين في الضمان. وأبدى عدد كبير من المواطنين استياءهم من سوء التنظيم، إضافة إلى قلة الكوادر العاملة في المكتب. وقال مهدي القحطاني إن أغلب المراجعين من كبار السن، ولا يستطيعون الانتظار لصرف الشيكات، مؤكداً أن هذا الوضع أصبح مألوفاً عند صرف هذه المعونات. من جهته، طالب المواطن عادل عسيري بوضع آلية للحد من الازدحام، مشيرا إلى أنّ من كبار السن من قدم من أماكن بعيدة، إضافة إلى أن أغلب المراجعين يعانون من الأمراض المزمنة، وأن مواعيد الصرف حددت لهم بشكل عشوائي وغير دقيق. فيما أوضح المواطن محمد الشهراني أن إدارة المكتب سبق أن حددت موعد الصرف عند الحادية عشرة صباحا، إلا أنه فوجئ عند حضوره في الموعد المحدد بأن الإدارة أجلت الصرف إلى الاثنين المقبل دون أدنى توضيح للمبررات. إلى ذلك، قال مدير عام الضمان الاجتماعي بمنطقة عسير عبد الحكيم بن جبران البجادي إن الازدحام أمر عادي حينما يحل موعد صرف الشيكات، مضيفا أن الشيكات وصلت مع نهاية دوام الأربعاء المنصرم وصرفت أمس. وأضاف أن طاقم العمل في المكتب يقوم بالعمل على قدم وساق دون أدنى تهاون؛ نظراً للازدحام الذي يشهده المكتب هذه الأيام، مشيرا إلى أن ردة فعل المواطنين الغاضبة أمر طبيعي نتيجة الازدحام والانتظار. وفي تبوك، ازدحم أمس عشرات المواطنين والمواطنات المستفيدين من صرف مساعدات الضمان الاجتماعي، حيث استنفر مكتب الضمان كافة موظفيه لمواجهة تزاحم المستفيدين لاحتواء الفوضى التي عمت أرجاء المكاتب؛ مما اضطرهم إلى إقفال الأبواب أمام المراجعين. وأوضح عدد من مستفيدي الضمان ل "الوطن" أنهم حصلوا على أكثر من موعد، إلا أنهم لم يجدوا من يتجاوب معهم لتسليمهم مستحقاتهم، وأنهم لم يتسلموا شيكاتهم حتى الآن، مرجعين ذلك إلى قلة الموظفين القائمين على عملية الصرف. وأرجع مدير المكتب الرئيسي للضمان الاجتماعي بمنطقة تبوك أحمد بن جمعة البلوي أسباب ازدحام مستفيدي الضمان الاجتماعي من أبناء المنطقة إلى غياب الوعي وعدم تقيد المستفيدين بمواعيد صرف مستحقاتهم، حيث سبق أن أعطي كل مواطن، أو مواطنة موعداً للحضور إلى المكتب لاستلام مستحقاتهم، مبيناَ أن تكدس المستفيدين وفوضوية تجمعهم داخل مبنى الضمان وخارجه يعود إلى أن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين حضروا في غير موعدهم؛ مما سبب إرباكاً للموظفين المكلفين بصرف الشيكات. وقال "استطعنا حتى نهاية الدوام صرف أكثر من 1000 شيك لألف مستحق من أصل 5000 شيك مجدولة لصرفها في الأيام القليلة المقبلة"، داعيا المواطنين إلى ضرورة التمشي بالأنظمة المتبعة، وعدم حضور أي مستفيد إلا في الموعد المحدد له. وأضاف أن هناك فريق عمل سيزور فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين المستفيدين في أماكن إقامتهم؛ لصرف مستحقاتهم دون الحاجة لحضوهم إلى مكتب الضمان، ومزاحمة المستفيدين الآخرين.