• مشكلتي هذه تجعلني أريد أن أهلك نفسي وانتحر حتى ارتاح، فمنذ أن توفي والدي وأنا أفتقد للراحة وأعيش حياة بلا هدف حتى أنني تزوجت إرضاء لأهلي الذين أشعروني وكأني عبء لا بد من التخلص منه فزوجوني وأنا في الثامنة عشرة، ورغم مرور ستة عشر عاما على زواجي لكني أكره حياتي التي لم يكن لي فيها خيار بعد رحيل والدي، التي تحولت حياتي من بعده إلى إجبار، نعم فزواجي وإنجابي وحتى تركي لدراستي كلها أجبرت عليها، أتمنى أن أرتاح وأشعر بأن من حقي اختيار حياتي، وبالرغم من أنني تزوجت من رجل طيب لكني أفتقد إلى مشاعر الحب معه أشعر كأنه والد أو أخ كبير لا يجذبني إليه سوى حنانه وعطفه الذي ربما افتقدته بوفاة والدي ذهبت إلى منزل أهلي مرارا أريد الخلاص من هذا الزواج لكنهم في كل مرة يعيدونني إلى زوجي، أخي الأكبر ظن أن بي مس من الجن وأتى لي بدجال استفاد ماديا وهرب، ومن يومها بت أكره أخي ولا أطيقه ولا أتواصل معه، زوجي يريد أن يتزوج من أخرى رغم أنه تزوج وطلق، لكن هذه المرة يطلب مني أن أسكت وأصبر وأن أضحي من أجل الأولاد، بت في كل لحظة وثانية أتمنى الموت لنفسي لربما أستريح من همومي التي تطاردني وأريح الآخرين مني، لقد ضاقت بي الدنيا ولم أجد أمامي سوى اللجوء إليكم فماذا أفعل؟ أم عماد المدينةالمنورة بودي لو استطعت أن أبعد عن مظلوم أو تعيس تعاسته والظلم الذي يحيق به، ولكن الحياة ليست دائما بالتمني وإنما تؤخذ الدنيا غلابا كما قال الشاعر، أنت يا ابنتي في وضع يبدو أن الخيارات أمامك باتت محدودة، وإن كان الأمر من حيث المبدأ أبسط مما تتخيلين، إن كان أهلك يريدونك في بيت زوجك فلأنهم لا يريدون لك وفق تصورهم أن تعيشي حياة فيها من السلبيات أكبر من الإيجابيات، وسؤالي لك هل تستطيعين تحمل العيش وحدك وتفتحين على نفسك جبهة جديدة من الغم ممثلة في موقف أهلك الرافض لطلاقك أو العيش لوحدك، تذكري أنك في وسط أهل لن يستطيعوا أن يحتملوا كلام الناس عنهم حين يتركون ابنتهم تعيش وحدها، لذا اعذريهم قليلا، أنا أرى أن الحل يكمن في صبرك لفترة محدودة حتى يكبر أولادك وتطمئني إلى أن أحدهم يستطيع أن يقف بجانبك إذا كان العيش مع هذا الرجل مستحيلا، وإن كنت أتفهم تماما حاجتك كإنسانة لمن يلبي احتياجاتك النفسية والعضوية، ومع أن نبي الأمة عليه السلام طلب من رجل أن يطلق امرأته لمجرد أنها قالت له أنها لا تحب ذلك الرجل فكان سؤاله لها هل تردين عليه حديقته؟ وكان جوابها نعم وزيادة، فقال أما الزيادة فلا، وفعلا أعادت له حديقته وأمره المصطفى عليه الصلاة والسلام بتطليقها، هذا عن الحكم الشرعي لمن لا تجد في نفسها حبا لزوجها، ولكن الواقع وضغوطه تدعونا للتفكير بطريقة عملية، لذا أجلي قرار الانفصال إلى أن يصبح لديك من أولادك من يستطيع الوقوف إلى جانبك، وحتى ذلك الحين حاولي الذهاب أنت وزوجك لمكتب استشارات أسرية علك تستطيعين أن تخففي عن نفسك بعضا من هذه المشاعر السلبية الموجودة لديك نحو هذا الرجل الذي يبدو أنه يعاني بعضا مما تعانين.