قبل نصف قرن من الزمن كان أشد الناس فقرا يمتلك بيتا يؤويه، قد لا يجد طعاما يأكله أو لباسا يرتديه أو دواء يتعالج به إذا مسه مرض، غير أنه لم يكن يغلب في أن يجد بيتا يأوي إليه، يستر فقره وعريه وجوعه. لم يكن مهما كيف يكون ذلك البيت، فإن عجز الفقير عن بنائه بالحجر بناه بالطين، وإن عجز عن بنائه بالطين بناه بالخشب، وإن عجز عن بنائه بالخشب بناه بالقش، لأنه في نهاية الأمر لا يحتاج إلى أكثر من سقف يظله هو وأسرته. قبل نصف قرن فقط كان أشد الناس فقرا يحتاج إلى حسنة المحسنين ليأكل أو يلبس أو يتعالج، غير أنه لم يكن بحاجة أحد لكي يجد في نهاية يومه بيتا يؤويه وسقفا يستظل بظله. وقد يكون مهموما بطعام أطفاله إذا جاعوا، ولباسهم إذا عروا، ودوائهم إذا مرضوا، غير أنه لم يكن يحمل هم بيت يقيهم من التشرد ويستر فقرهم وعريهم وجوعهم. تغيرت الدنيا خلال نصف قرن، ولم يعد حتى متوسطو الدخل قادرين على توفير بيت يؤوي أطفالهم، أولئك الذين أصبحوا أغنياء قياسا إلى ما كان عليه آباؤهم، لم يعودوا قادرين على ما كان آباؤهم الفقراء جدا قادرين عليه. لم تتقلص مساحة المملكة، لم يحدث انفجار سكاني يجعل من المتقبل أن يكون امتلاك مواطن قطعة أرض يبني عليها أمرا مستحيلا، لم يهبط علينا شعب جديد من المريخ جعل من حصولنا على قطعة أرض فوق الأرض حلما لا يراود غير الأثرياء جدا.. لم يحدث شيء من ذلك، غير أنه من المؤكد أن خللا كبيرا قد حدث ونتيجته أن أصبحنا عاجزين عما كان فقراؤنا قادرين عليه. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة