«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البناء المعماري في مدينة الطائف وفي المنطقة الغربية
نشر في المدينة يوم 14 - 07 - 2010

إن الناظر في المباني الحالية يجد أن بعضها قد فَقَد أصَالتهُ واتجه نحو الزخرفة الخارجية.. فأصبحت المنازل والشقق مفتوحة ومتجهة للخارج بدلاً من الداخل، ولم تُراعَ حقوق الجوار، وخُدِشتْ الخصوصية بشكل كبير، ولم تُراعِ الملاءمة الدينية والاجتماعية والبِيئية.. مما تسبب بطريقة أو بأخرى في الكثير من المشاكل الاجتماعية، وفي زيادة التفكك الأسري. إن العمارة الحديثة لها الكثير من العيوب، وخصوصًا من النواحي الاجتماعية. ولذلك نجد أنها قد أفرزت الكثير من الآثار السيئة في المجتمع، فالمنازل المفتوحة للخارج التي لا يوجد بها فِنَاء خاص، مثلاً تعاني بعض الأسر من مشكلة كشف بعضهًا لبعض.. إلا أن الكشف يعتبر مخالفة شرعية لحقوق الجوار بين الجيران، وهذه العملية لها آثارها السلبية على الفتيان والفتيات في المجتمع، ومن ناحية أخرى لم تراع العمارة الحديثة حقوق المرأة المسلمة في النظر والاستمتاع بالجو الطبيعي الخارجي للمنزل. المواد المستخدمة في البناء: الحجر – النورة – البطحاء – القطر (مادة تستخرج من قصب السكر) الِلّبِنْ – يستخدم في جميع أنواع المباني والبنيان. وتوجد عدة معامل ومقاطع للبن تقع بالقرب من مدينة الطائف قديمًا. -التِبنْ: يستخدم هذا النوع مع الخلطة لتماسك قطعة اللبن. -النورة: وهي نوعان – حارة وهي الرخام ويطلق عليها «الجص» لطلاء المنازل والنورة الباردة كذلك تستخدم في طلاء المنازل في القرى والضواحي. وتجلب من جبال وادي بسل الذي يقع جنوب الطائف. -الخشب: خشب الزان «المغنو» العرعر والطلح. -الأثل: جريد وجذوع النخل ويستخدم في جميع الأسقف للمساكن والدكاكين والأسواق الكبيرة «مثل خان آل القاضي الآن بوسط السوق» كما يستخدم في عمل النوافذ والرواشين والأبواب ومرازيب المياه. وإنتاج حجر البناء تقوم به خمس ورش قديمًا تختص بقطع الأحجار وتكسيرها من جبال الطائف وهي: -1 جبل أم السكارى: جبل يقع غربي الطائف، ويقع في حي قروى. 2 - مسرة: جبال الغمير كثيرة التعاريج تقع بين وادي محرم إلى وادي مسرة. 3 - القيم: جبال القيم تقع شمال الطائف. 4 -أم الشيع: جبل محاذ لشرقرق ويسمى (حجرة أبو خشيم) وتعرف الآن بحي «الربوة» الموازي لشارع الجيش. التعريف بالمصطلحات المعمارية في البناء: الحَردّيِ: هو حزمة من قصب تلقى على خشب السقف. الطريق: هو المسلك وجمعه طرق وأطرقة يقال: (استطرقت إلى الباب) أي سلكت طريقًا إليه. الجُذُوعّ: جمع جِذع -بكسر الجيم- وهو ساق النخلة ويسمى سهم السقف جذعًا، وهو المراد هنا. لأنهم كانوا يجعلون من جذوع النخل في عملية التسقيف. الحائط: هو البناء وجمعه حِيطان وحائط البستان وجمعه حوائط والمقصود هنا الأول. معنى الفضاء: وهو أن يكون بين الشيئين فرجة. السَّقف: جمع سَقيف مثل بريد وبرد. (سقف) الجِصْ والجَصْ: مادة من مواد البناء. ويطلى بها الدور وهو معرب يقال: جصَصَ الحائط وغيره. إي (طلاء بالجِصِ). السَّاباط: هي سقيفة بين حائطين تحتها ممر نافذ والجمع سوابيط أي بمعنى (سِقيفة) وكانت هناك سقيفة موجودة بجوار (باب جديد). الكِنيف: هو المستراح (المرحاض) لأنه يستر فيه قاضي الحاجة، أي (الحمام) كما كان يطلق عليه اسم بيت الخلا، الطهارة. السِّردَاب: بناء تحت الأرض يلجأ إليه من حر الصيف. البَالوعَة: ثقب أو قناة تعد لتصريف الماء الوسخ والأقذار في وسط الدار. الكُوةَ: (أي المِنَوَّر) ثقب البيت،وهي فتحة في الجدار، يدخل منه الهواء والضوّء، وفي المنطقة الغربية وخاصة في الطائف يطلقون عليه اسم (مِنَوَر). الرُوشن (الروشان): هو الكوة واستعمل أيضًا للرف (والشرفة) والروشن هنا: الشرفة (البلكونة) وتعريفه بالتفصيل (الروشان) هو خشب يخرج من حائط الدار إلى فضاء الطريق. الزقاَقْ: يؤنث ويذكر وهو الطريق. نافذ وغير نافذ ضيق دون السكة والجمع أزقة وزقاق. المِيزابْ : وزبّ الماء يزبّ وزُوبًا. أي: سال، وهي قناة أو أنبوبة يصرف بها الماء من سطح البناء. (تعريف) من باع دارًا / أومن باع منزلاً / أومن باع بيتًا، لأن المنزل يشبه الدار من جهة ويشبه البيت من جهة أخرى. (ما يدخل في البيع بالحقوق من العلو في الدار أو البيت) أسماء المهن المعمارية: المعلم (معلمًا): هو البنَّاء الذي يبني الجدار وصاحب خبرة ومعرفة واسعة في مجال البناء والتعمير والخبير بأحوال البنيان والبنائين ويعد شيخًا للمهنة وهو ذو شأن كبير في ذلك الوقت. معلم بناَّ: له خبرة في أعمال البناء. معلم قراري: الذي يعمل في أعمال الحجارة والطُبقْاَنْ وتشكيلها حسب طلب البناء وتحديد مقاسات وارتفاعات الحجر لاستخدامه في الحائط. معلم منقل: مساعد معلم وكذلك يعمل في ترميم المنازل. الطيان: هو حامل المركن والخلطة إلى المعلم وهو سريع في أداء العمل. المروج: هو المساعد للحجار أو القراري وهو العامل الذي يقوم بحمل الحجر إلى المعلم. العمال: هم الذين يقومون بعمل خلطة البناء (عجينة الطين) ومناولته إلى المعلم مما يحتاجه من الأحجار والأدوات في البناء. وإذا انتخب أحدهم شيخًا في مهنة البناء، يرددون كلمة (شيخنا دائم) ويرمون عليه بعض المشالح والغتر والغبانة. ويرددون بعض المواويل والمجسات أثناء البناء والتعمير. وللتاريخ هؤلاء المعلمون والعمال في المنطقة الغربية (الحجاز) لهم دور كبير في نشأة المدينة في المجال المعماري في البناء والتعمير، وأصبحت أعمالهم مميزة في التراث العمراني في كل من مدينة جدة، مكة المكرمة، الطائف، المدينة المنورة، والذي استمر بناؤهم لهذه البيوت والمنازل أكثر من قرن من الزمن شاهدًا على إنجازاتهم التراثية (رحمهم الله جميعًا). البناء في الطائف: الطائف مدينة اشتهرت بالبناء والتعمير منذ القدم، داخل السور الذي كان يحيط بها من جميع الجهات.. وهي قلب المدينة بالنمط العربي المزخرف، كما يعتبر بناء المنازل والبيوت متشابهًا، بضيق الأحياء والأزقة فيما بينهم من تعاريج بين الأزقة التي تنتهي إلى برحات.. إما أن تكون واسعة المساحة أو ضيقة بالتعرجات.. وهذا يعود إلى التواصل الأسري الذي كان سائدًا أيام زمان.. وبناء المنازل يتم بالحجر أو الطين أو بهما معا ويليس البناء بمادة النورة والرخام. وتغطى واجهات هذه المنازل بالرواشين والمشربيات والنوافذ الخشبية بالزخرفة والنقش المعماري. وبناء الأسقف يكون غالبًا بخشب الطلح أو العرعر أو خشب الزان. وتوجد في مدينة الطائف منازل وقصور عديدة غاية في الروعة والجمال مثل قصر شبرا بحي شبرا، وبيت الكعكي وبيت الكاتب وبيت آل القامة بحي السلامة وقصرا جازان والكويت بحي فوق، وقد هُدِم هذان المنزلان قريبًا وعشرات المنازل القديمة والمتبقية حتى الآن بحي قروى والسلامة وحي فوق وكذلك بناء الدكاكين والأسواق والمباني الشعبية بمختلف الأحياء القديمة ذات الطابع الأثري مثل: خان آل المفتي (قبل الهدم) بوسط السوق، وخان آل القاضي وخان آل ابن معمر وخان آل الملطاني (قبل الهدم). وتضم منطقة السوق ذات الطابع التقليدي العربي بالأنشطة التجارية وتتميز بسمة من سمات البناء القديم حيث تمثل قطعة متماسكة بالبناء والتخطيط العمراني التاريخي، وظلت منطقة السوق محتفظة بآثارها القديمة إلى عهد قريب. وتضاء هذه البرحات والأزقة والأسواق التجارية والمنازل والبيوت الشعبية بالأتاريك والفوانيس بالغاز ليلاً من قبل أسر عريقة مشهورة بمدينة الطائف قديمًا، وحاليًا تقوم الشركة السعودية للكهرباء بالمنطقة الغربية بإمداد التيار الكهربائي لمعظم مدن وقرى مدينة الطائف عبر شبكات متصلة ببعضها البعض، وتوجد محطة لتوليد الكهرباء في الطائف تم تقويتها لأول مرة بِمَولِدْ كهربائي ضخم عام 1372ه وتضم حاليًا مولدات كهربائية ضخمة ومولدات أخرى تعمل بالديزل فقد دخلت الكهرباء إلى الطائف مع بداية عام 1362ه، فكان هذا أول تأسيس للكهرباء بإشراف مؤسسة باحمدين، ثم أحمد قزاز عام 1366ه، ثم شركة إبراهيم الجفالي للكهرباء عام 1367ه عندئذ وضعت أولى لبنات هذه الدعامات الاقتصادية للكهرباء، فقد بدأ العمل في مشروع إنارة مدينة الطائف بالكهرباء بتاريخ 17/4/1368ه، وخلال عام من تاريخ بدء المشروع فقد تم الانتهاء منه حيث تم إنارة الطائف والمصيف الجميل بالكهرباء يوم الأربعاء الموافق 20/4/1369ه من قبل الشركة السعودية للكهرباء فبلغ عدد المشتركين بالطائف في ذلك التاريخ حوالي 2750 مشترك. وخلال هذه المرحلة قامت بلدية الطائف في ذلك التاريخ (أمانة الطائف) بتطفئة الفوانيس والأتاريك التابعة لها بعدد من أحياء الطائف القديمة اعتبارًا من تاريخ 19/5/1369ه. ويرجع بناء وإنشاء هذه المباني الأثرية والمعمارية بطابعها الإسلامي إلى العهد العثماني. ويتخللها بعض المساجد والدكاكين والمنازل، كما تخترقها طرقات ضيقة متعرجة أو برحات واسعة. ومع بداية هدم سور الطائف بتاريخ 5/8/1368ه. «وقد بدأ العمران يأخذ طابعًا آخر في التوسع العمراني داخل الطائف وضواحيها: الشرقية واليمانية ومعشي والعزيزية وقروى والسلامة وحوايا، ثم أنشئت أحياء جديدة فبلغت حاليًا 77 حيًا. أما إنشاء القصور فيتكون من ثلاثة أدوار إلى أربعة أدوار ملحق بها بستان وبرك ونوافير للمياه. أما المنزل فهو يتكون من دور واحد إلى أربعة أدوار، بتصاميم وزخارف عربية إسلامية وبأعمدة وأقواس جميلة الشكل تبنى من الحجر والنورة. وبعض من هذه المباني تخلو من أية زخارف أو نقوش، ويسمى (بناء عادي) أما بناء الغرف والمجالس لجميع المنازل فتبنى بطريقة واحدة في التسمية والمكونات المنزلية. طريقة بناء الدور الأول: يتكون الدور الأول من باب البيت وهو من خشب الطلح أو العرعر من درفتين أو درفة وله ضبة ومفتاح خشبي «قفل» ، ويأتي بعده (سيب) أو ما يسمى الدهليز، ثم فسحة صغيرة «بسطة» جوارها بيت الخلاء أي «الحمام» ومروش. وبعده فسحة صغيرة تدخلك إلى غرفة تسمى الصفة أو الديوان وهي غرفة واسعة بها أقواس وعقود دائرية وأعمدة منقوشة بأشكال فنية بعضها الآخر بناء عادي.. وهناك عدة غرف أخرى تسمى القاعة بدون خارجة. وبعض البيوت يوجد بها قاعة أخرى وأمامها خارجة مكشوفة أي فضاء، يطلق عليها الآن الصالة وحولهما غرفتان تسمى القاعة والمأخر، كما يوجد سرداب يتصل ما بين القاعة الداخلية وقاعة أخرى بها نافذة تطل على غرفة أخرى – وهذا السرداب يستخدم في بعض الفصول بالطائف، وبجوار الخارجة يوجد المركب «أي المطبخ» وحنفية الماء وهي تبنى مع الجدار في الخارجة ولها فتحة نصف دائرية يصب الماء بداخلها وتليس بالنورة، والدور الأول يتكون من ثلاث غرف نوم وديوان وخارجة مكشوفة مع مطبخ وحمام ومروش للاستحمام. وكانوا في السابق يضعون الماء في قربة كبيرة، تحمل على الظهر وتربط بحبل لإفراغ الماء بالحنفية، والذي يجلب الماء من البازان يطلق عليه اسم (السقا). وهذه البازانات موزعة على عدة أماكن من أحياء الطائف البازان الأول، يقع بحي أسفل بجانب السور مما يلي البرج الشمالي، والبازان الثاني، يقع بجانب السور من الجهة الشرقية، أما البازان الثالث، فموقعه بحي السليمانية مما يلي من البرج الجنوبي من جهة السور وأنشئ بازان آخر بباب الريع بحي فوق من الجهة الغربية الجنوبية من السور، وموقعه حاليًا جوار مبنى بلدية غرب الطائف بالقرب من المحلات التجارية والبوفيهات على شارع البلدية وشارع الحديبية، وبعد فترة من الزمن استحدثت طريقة أخرى في جلب المياه عن طريق الزفة، حيث تحمل الزفة على كتف السقا، وتتكون الزفة من برميلين صغيرين مثل حجم تنكة السمن وبها خشبه تربط في الوسط بسلسلة على عود صلب من الخيزران. واستهلاك الماء للمنزل من زفة واحدة في اليوم إلى أربع زفات حسب حاجة أهل البيت. وكثير من السقائين يملكون براميل كبيرة يباع فيها الماء على المواطنين وتوضع هذه البراميل على عربة الكرو التي تجرها «البهائم» ويجوب بها بين الأحياء والبرحات. طريقة بناء الدور الثاني: يبدأ الدور الثاني عن طريق الدرج ثم إلى عدة درجات مع فسحة صغيرة تسمى البسطة وهي مربعة الشكل، تأتي بعدها غرفة تسمى القليسي ثم يواجهك حمام ومروش وبعض المراوش يوجد بها «بيت النار» لعملية تسخين الماء تحت حنفية الماء وهو على شكل نصف دائري مزخرف ثم خارجة مكشوفة على جِلاَ بنصف جدار. حيث يعطي هذا الجِلاَ نورًا للخارجة العليا والسفلى ويأتي بعدهما مجلسان للضيوف. أما من الناحية الأخرى، فيوجد مجلس
للضيوف وغرفتان تسميان المأخْرَ والخُزَانَة، ويكون المطبخ أمام الخارجة، وفوق المطبخ أو الحمام غرفة تسمى السقيفة لوضع بعض زوائد البيت ويتكون الدور الثاني من خمس غرف وخارجة مكشوفة ومطبخ وحمام ومروش للاستحمام وفي بعض البيوت والقصور الأثرية توجد غرف ومجالس كثيرة تحتوي بعضها على عشرة مجالس خلاف المنافع، كما توجد طاقة في جدار الغرف والمجالس لوضع أواني المنزل وتتكون من عدة رفوف أي دولاب التحف. كما يوجد في بعض البيوت غرفة صغيرة تحت المجلس «مخبا» أي القبو، حيث ينزل الشخص بسلم صغير يلامس أرضية المخبا أي «البدروم»، وبعد عدة درجات وبسطة يأتي باب السطح وفي بعض البيوت توجد غرفة تسمى مجلسًا وأمامها صُفةَ صغيرة أي «صالة» ثم غرفة على السطح تسمى المبيت في وقت الحاضر (ملحق). عمل الروشان: الروشان كبير الحجم، وعادة ما يكون مصنوعًا من خشب العرعر أو الزان به عدة نوافذ ومساحته أكبر من مساحة النافذة يعطي منظرًا جماليًّا للمنزل، يعمل بطريقة هندسية فنية بالنحت والنقش والتصاميم وبأشكال وزخارف عربية مع عمل المشربيات له، والنوافذ تعمل بطريقتين إحداهما عادية دون نقوش أو نقوش وزخارف بلمسات فنية، تظهر للمشاهد كأنها لوحة فنية وكانت توضع على النوافذ والرواشين سترة من جريد النخل تسمى «بالكبريتة» لمنع الرؤيا من الخارج والرُشان يعتبر خارج جدار البيت فسحة المجلس، ويعتبر حاليًا كالبلكونة أو البرندة. طريقة تصريف مياه المرازيب: مفردها مِرْزَابْ، حيث يوضع على أسطح المنازل على الجدار الخارجي من خشب جذوع الشجر مجوف بنصف دائري مكشوف على هيكل «ماسورة» وبعد فترة من الزمن استخدم في عمل مرازيب المياه صفائح من التنك أو ألواح الزنك. أما الآن فتستخدم في وقتنا الحاضر المواسير في أسطح المنازل والعمائر من الحديد أو البلاستيك لتصريف مياه الأمطار من أسطح المنازل. طريقة تصريف مياه المجاري: طريقة عمل مجاري تصريف المياه في المنازل الشعبية طريقة معمارية فنية في تصريف وتسليك مياه المجاري للحمامات، وذلك بعمل عدة بلاليع مفردها «بلاعة أو بالوعة» في المطبخ والحمام والخارجة لتصريف المياه وتعمل بفتحة نصف دائرية مغلقة متصلة بمجرى موصولة بالقصبة ثم إلى الدبل أي «البيارة» ضيقة الرأس يجري فيها الماء. ويوجد مجرى آخر على الجدار الخارجي يسمى القصبة، لتصريف مياه المجاري أي ماسورة المجاري إلى غرف التفتيش وهذه تعمل مع البناء وإذا حصل أي انسداد داخل هذه القصبة تعرف بطريقة فنية بسكب كمية من الماء في البالوعة حتى تصل إلى موقع الانسداد حيث يعرف معلم البناء الانسداد في أي مكان فيتم كسر الجزء الذي فيه الانسداد وبعد تنظيف مجرى القصبة يتم إصلاح وترميم المجرى بالحجر والنورة، كما توجد فتحة الدبل البيارة» جوار الباب حيث تكون قد عملت بطريقة فنية مغطاة بحجر كبير يسمى «الطَبقَ أو الطُبْقاَن» تتجمع فيها المياه أما بالنسبة إلى نزح الدبل «شفط مياه المجاري» فهو عن طريق عمل حفرة كبيرة جوار جدار البيت. وتنزح هذه البيارة بواسطة أناس مختصين في هذا العمل. وبعدما تمتلئ هذه الحفرة تُردَم وبعد عدة أيام تسوى بالأرض. البناء العمراني بمكة المكرمة : كانت بيوت مكة في أول القرن الرابع عشر وما قبل ذلك تبنى بالحجر والنورة، ويعرف الحجر الذي تبنى به بيوت مكة بالحجر الشبيكي، وهو أسود اللون به نقط بيضاء، ومنازل مكة من ثلاث إلى خمسة طبقات، وتعد هذه القصور من التراث المعماري المميز لمكة المكرمة في ذلك التاريخ. وكذلك يستخدم في البناء والتعمير لمنازل مكة الحجر الشميسي والذي يؤتى به من منطقة الشميسي على الطريق السريع إلى مكة. كان أهل مكة منذ القدم يتفاخرون في ارتفاع العقود للأبواب بأشكال وزخارف جميلة من النقوش الحجازية، وكذلك في تصاميم الرواشين والمشربيات والنوافذ الخشبية بالنقوش الإسلامية مع زخرفة أبواب المنازل، كما يبدعون في زخرفة المجالس والغرف بألوان جميلة جذابة في الشكل والمنظر. أما بناء سقوف الغرف والمجالس تبنى بالخشب المعروف بخشب الدوم وجريد النخيل وغيرها من الأخشاب. ويتكون البناء من: الدهليز وهو طويل الشكل يوجد على جانبيه بناء كجلسة أو عمل كرويته من الخشب ثم يقابلك المقعد أو الديوان لاستقبال الضيوف، ولها عقود دائرية مزخرفة بأشكال جميلة، ثم يأتي المجلس، والقاعة، ثم خارجة مكشوفة، ثم الصفة، والخزانة، ثم إلى سلم الدرج الذي يؤدي إلى الدور الثاني، ثم يأتي السطح بجدار مزخرف ذي فتحات جميلة وبجانبها غرفة مسقوفة تسمى المبيت كما يوجد في بعض المنازل عمل وإنشاء سقيفة أو دقيسي. البناء العمراني في مدينة جدة: تشتهر مدينة جدة بكثرة البيوت والمنازل الأثرية والقصور المنظمة في الشكل والإبداع العمراني، واتخذ أهل جدة بناء المنازل على الطريقة البناء الشرقي المتعارف عليه في العالم الإسلامي. وبيوت وقصور جدة مبنية من أربع طبقات أو خمس من الصخور المرجانية، وكذلك بيوت جدة مبنية بالحجر الجبلي ذات اللون الأسود الذي يؤتى به من الجبال القريبة وكذلك تشيد المباني بالصخور الرملية التي تستخرج من باطن الأرض ويبنى بها، وتسمى في عرف أهل جدة (بالحجر المَنّقَبِي) كما يبنى بالحجر المائي نادرًا. يتكون المنزل من دهليز مستطيل الشكل أو مربع يتخلله هواء بارد ثم يأتي بعده مجلس كبير بروشان جميل، ومعقد آخر، مع مجالس أخرى، وبناء الغرف واسعة والسقوف عاليه مع عمل الرواشين المزخرفة والمنقوشة مع نقش أبواب البيوت والنوافذ الخشبية، والسقوف تبنى من الخشب الهندي أو السويدي أو من جذوع النخيل، وتطلى جدار البيت بمادة الرخام الأبيض مع عمل النقوش والزخارف بالألوان الجميلة. البناء في المدينة المنورة: كانت بيوت ومنازل المدينة تبنى بالحجر والنورة والطين ويؤتي بالحجر من الحرة الشرقية التي بجوار المدينة أو من بعض الجبال المحيطة بها، وهي مائلة إلى اللون الأسود وتتميز بيوت ومنازل المدينة بالرواشين والمشربيات والنوافذ الخشبية ذات النقوش والزخارف الإسلامية الجميلة ، مع نقوش بعض العقود والجدار بألوان الزاهية. يتكون بناء المنازل والبيوت في المدينة حسب حالة جو المدينة في الصيف والشتاء، ويتكون البيت من دورين إلى أربعة أدوار من حُجر وغرف ومجالس، وقاعة، وفي كل دار عبارة عن مجلس كبير بدكتين وديوان ومخزن، ودقيسي ويوجد في كل دار بئر بدلو وبكرة لسحب الماء، وفي كل دار في الأحوشة توجد بئر مغطى بالحجر الأسود والنورة. ويتكون البناء من: دهليز أو مقعد عند مدخل البوب وسيب طويل يمتد إلى فسحة إلى القاعة ثم إلى مجلس آخر، وهناك قاعة كبرى وأخرى صغرى ثم يأتي إلى خارجة وجلاء يدخل من خلالها الضوء والهواء، وقد زينت جدار الدار بالعقود والنقوش الجميلة. وتبنى الأسقف بالخشب والألواح المشجّرة ذات الأشكال الجمالية. المراجع : * الطائف القديم داخل السور / لكاتب البحث / ص 221 - 235. * مكة في القرن الرابع عشر / محمد عمر رفيع / ص 21، 22. * تاريخ مدينة جدة / عبدالقدوس الأنصاري / ص 33 ، 34. المدينة المنورة / عبدالله فرج الخزرجي / ص 11 ، 28. (*) كاتب وباحث سياحي

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.