برر ل «عكاظ» عدد من طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية، وجودهم خارج أسوار مدارسهم أثناء الدوام الرسمي أمس في حي القريات جنوبي جدة، بخوفهم من الأمراض وتحديدا حمى الضنك، نتيجة تجمع مياه الصرف الصحي حولها وتكوم مخلفات غذائية ونفايات تثير روائح كريهة داخل صفوفها، بالإضافة إلى انتشار الحشرات الناقلة للمرض حولها. وقال الطلاب الذين هربوا من مدارسهم: إنه كان من المفترض أن توفر المدارس بيئات صحية وأجواء نقية للطلاب لا أن تسمح بوجود مثل هذه النفايات حول مدارسنا، مشيرا إلى الروائح الكريهة وانتشار الحشرات التي تتخذ من التجمعات المائية ومخلفات النفايات بيئة خصبة لتوالدها ومن ثم الضرر بالطلاب. وفيما رفض الطلاب تصويرهم أو الإدلاء بأسمائهم خوفا من العقوبة المدرسية والمنزلية، أكد أحدهم أنه لم يتناول وجبة الإفطار منذ أن استيقظ وعند خروجه وقت الاستراحة، لم يستطع تناول الطعام، لانتشار الذباب المتكوم الكثيف على بقايا الأكل التي ألقتها التجمعات المائية الممزوجة بالصرف الصحي داخل فناء المدرسة، مسببة روائح كريهة تنبعث داخل صفوف المدرسة ما يجعل تلقينا للمواد التعليمية صفرا. وأبدى طالب آخر تخوفه من إصابته وزملائه بمرض حمى الضنك، مبينا أن المقصف المدرسي مليء بالذباب الذي يجد في محتويات الطعام الذي يقدمه للطلاب ملاذا آمنا وبيئة مثالية له. ويفيد زميله أن الفصول الدراسية أصبحت مكانا لتصدير المخاوف، حيث بدأ يعاني من ارتفاع في درجات الحرارة جراء تلقيه «عضات البعوض» المنتشرة حول المدرسة وداخلها، مبررا بذلك خروجه من المدرسة وذهابه إلى المنزل. من جانبه، شدد المدير الإعلامي في إدارة التعليم في محافظة جدة رجاء السلمي على أهمية سرعة معالجة التجمعات المائية الناتجة عن مياه السيول والأمطار والصرف الصحي بالتعاون مع أمانة المحافظة، مشيرا إلى وجود تنسيق بين الأمانة وإدارة التعليم حول التجمعات المائية داخل المدارس وخارجها وإتمام العمل على شفطها في أسرع وقت. فيما أفادت مساعد مدير الشؤون الصحية للرعاية الصحية الأولية في محافظة جدة الدكتورة نهى دشاش أن المياه المتكومة حول المدارس من مياه الصرف الصحي مختلطة في الصرف الصحي وتسبب أمراضا عديدة تؤثر على الأداء الدراسي للطالب. وطالبت الدكتورة دشاش من مسؤولي الجهات المعنية سرعة شفط هذه المياه وسرعة معالجتها حتى لا تتفاقم المشكلة.